البيت الابيض يحذر من تسييس محاولة الاعتداء على الطائرة الامريكية
29/12/2009
ملتقى جحاف- القدس العربي-
نقلا عن مصادر لم تكشف النقاب عنها ان المتفجرات التي وجهت اتهامات لنيجيري بحملها على متن طائرة كانت متجهة من امستردام الى ديترويت في يوم عيد الميلاد كانت قوية بما يكفي لتدمير الطائرة.
واعلنت محامية الشاب النيجيري المتهم بتنفيذ محاولة تفجير طائرة امريكية قبيل هبوطها الجمعة في ديترويت (شمال الولايات المتحدة) ان موكلها نقل الاحد من المستشفى حيث كان يتعالج الى السجن.
وقالت المحامية ميريام سيفير للقناة السابعة في ديترويت ان موكلها عمر الفاروق عبد المطلب الذي اصيب بحروق بالغة اثناء محاولته تفجير خليط من المتفجرات التي كانت بحوزته على متن طائرة ايرباص 330 اثناء رحلة بين امستردام وديترويت، نقل من المستشفى في آن اربور (ميتشيغان) الى السجن الفدرالي في ميلان الواقع على بعد حوالى 25 كلم الى الجنوب.
ومن المقرر ان تعقد محكمة ديترويت الاثنين جلسة استماع، لن يحضرها المتهم، للنظر في طلب تقدمت به السلطات الامريكية لاخضاع عبد المطلب لفحص الحمض النووي (دي ان ايه)، كما اوضحت وكيلة الدفاع.
واشارت المحامية الى انه، وعلى ما يبدو، فان موكلها لم يسمح له بالاتصال بأي كان، ولا حتى باسرته، منذ اعتقاله الجمعة.
وكان قاض امريكي توجه السبت الى المستشفى حيث كان عبد المطلب يتعالج، لابلاغه رسميا باللائحة الاتهامية الموجهة اليه.
ويومها ابلغ عبد المطلب (23 عاما) وهو نجل مصرفي ثري، القاضي ان ليس بوسعه توكيل محام للدفاع عنه، فقرر الاخير انتداب محام للدفاع عن المتهم.
ويحاول المحققون معرفة ما اذا كان المتهم على علاقة بتنظيم القاعدة ام لا. وبحسب بعض المعلومات الصحافية فقد اعترف الشاب النيجيري بعلاقته بالقاعدة وبخضوعه لتدريبات في اليمن.
الى ذلك دعت ادارة الرئيس باراك اوباما خصومها السياسيين الى الامتناع عن استغلال محاولة الاعتداء على الطائرة الامريكية في يوم عيد الميلاد لمهاجمة عمل الرئيس في مكافحة الارهاب.
واثارت المحاولة الفاشلة التي قام بها نيجيري في الثالثة والعشرين من العمر اراد تفجير طائرة تابعة لشركة الطيران الامريكية نورثويست كانت تقل 289 راكبا يوم عيد الميلاد، عاصفة سياسية بينما يشرف فريق الرئيس اوباما على العمليات الامنية الضرورية بعد هذا التهديد الجديد.
الا ان الرئيس الامريكي الذي يمضي عطلة في هاواي منذ الخميس، حرص على تجنب القاء كلمة عبر التلفزيون حول محاولة الاعتداء وسعى على ما يبدو الى تفادي اي انعكاسات سياسية والعودة الى الذعر الذي اشاعته الهجمات الارهابية في الولايات المتحدة في الماضي.
وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس لمحطة التلفزيون الامريكية ان بي سي مساء الاحد ان 'الرئيس مقتنع بان هذه المسألة يجب الا تسيس'.
واضاف ان 'هذا الامر يجب الا يكون سبب مواجهة بين المعسكرين'.
واوضح البيت الابيض في بيان ان اوباما شارك في اجتماع مع المسؤولين الامنيين الرئيسيين للامن القومي، عقد عند الساعة 00 .6 (00 .16 تغ) من الاحد حول التحقيق في الاعتداء.
واضاف الناطق باسم اوباما انه طلب اعادة النظر في الاجراءات الامنية المطبقة للتعرف على الارهابيين المحتملين ومنع ادخال متفجرات الى الطائرات.
وبعد هذا الاجتماع استأنف اوباما عطلته في هاواي مسقط رأسه لممارسة الرياضة وينوي ان يلعب كرة السلة.
لكن خصومه السياسيين وجهوا له اول ضربة باتهامه بانه لا يتصدى بقدر كاف من الحزم للتهديد الذي يشكله 'الارهاب الاسلامي'.
وتساءلوا عن تصريح وزيرة الامن الداخلي الامريكية جانيت نابوليتانو التي اكدت الاحد ان اجراءات السلامة كانت 'مجدية'، ملمحة بذلك الى نجاح الركاب في السيطرة على الشاب النيجيري الذي كان يريد تفجير الطائرة.
ورأى النائب الجمهوري بيتر كينغ انه ليس من الضروري ان يتوجه اوباما في عطلة نهاية الاسبوع الى التلفزيونات لكنه دعاه الى طمأنة الامريكيين.
وقال كينغ لشبكة 'سي بي اس'، 'ليقل للامريكيين (هذا ما نفعله، نتولى معالجة الوضع وسننتصر وهذا تذكير بضرورة ان نبقى يقظين في مواجهة شياطين الارهاب الاسلامي)'. واضاف 'هناك فراغ منذ يوم ونصف اليوم'.
ورد البيت الابيض قائلا ان اوباما تابع الوضع بدون انقطاع وطلب تحقيقات حول الامن الجوي واستخدام المعلومات المتعلقة بالمشبوهين الذين لديهم صلات بالارهاب وعزز الاجراءات الامنية في المطارات.
وقال بيل بورتن احد الناطقين باسم الرئيس الامريكي في هاواي ان 'الرئيس يرفض تسييس هذا النوع من القضايا'.
واضاف 'علينا ان نضع جانبا سياسة التسييس ونستعيد الوحدة التي جمعتنا بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر' 2001.
وكان الديمقراطيون اتهموا مرارا ادارة الرئيس السابق جورج بوش باستغلال الخوف من الارهاب لاغراض سياسية.