رائد الجحافيمؤسس الملتقى 
عدد المساهمات : 2797
تاريخ التسجيل : 30/06/2008
العمر : 44
الموقع : الجنوب العربي - عدن
 |  موضوع: من مفجر الحذاء الى مفجر السروال الداخلي: القاعدة تجتذب ابناء الطبقات الغنية والمتعلمين لعملياتها الجمعة 1 يناير - 8:14 | |
| لندن ـ 'القدس العربي': يطرح الباحثون في اشكال التطرف السياسي والديني عادة اسئلة حول علاقة التطرف بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي، فهناك نظرية سادت بين الباحثين في ظاهرة الاحياء الديني في العالم الاسلامي ربطت انتشار الحركات الاسلامية في الاحياء الفقيرة وبين اوضاع ابناء هذه الاحياء الاقتصادية.
اي ان الناس يتوجهون للدين بسبب فقرهم. ولكن هذه النظرية لها ما يناقضها على المستوى العملي في الحالة الاسلامية والعالمية فأبناء الاغنياء ليسوا بمأمن من التشدد والتطرف الديني والسياسي وحالة الثائر الارجنتيني العالمي تشي غيفارا تعد مثالا واضحا، كما ان حالة الثري السعودي اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة لا تدعم هذه النظرية، ومتابعة الحالة الاسلامية ان الحركات الاسلامية قادها مثقفون ومن ابناء طبقات متوسطة وعائلات دينية معروفة مما يجعل هذه الفرضية محل تساؤل، لكن ما استدعى العودة لهذه الفرضية هي نهاية العقد الجديد والحديث عن مدى التهديد الاسلامي وخطره الذي لا زال قائما، اضافة الى العملية الفاشلة التي قام بها النيجيري ابن العائلة الثرية عمر فاروق عبدالمطلب يوم عيد الميلاد وحاول تفجير طائرة امريكية اثناء هبوطها في مطار دويتريت الامريكي. فعمر فاروق هو ابن ثري نيجيري، كان يعمل مديرا للبنك الاول في الدولة وعمل وزيرا للتعليم.
لكن قدر عمر فاروق الذي لم تنجح عمليته، ان يرتبط بعملية تفجير فاشلة ومتفجرات زرعت في بنطاله الداخلي المحترق.
ويقارن المحللون بين حالة عمر فاروق ونضال حسن، الرائد في الجيش الامريكي والذي نجح بقتل 13 من رفاقه في الجيش بقاعدة فورت هود شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. فكلا الرجلين من ابناء الطبقة المتعلمة وذات الحالة المادية الجيدة وكلاهما تلقى تعليمه في احسن المدارس والجامعات وكان امامهما مستقبل واعد احسن من الانخراط في حركات تقسم على تدمير حيوات الاخرين بسبب مظالم سياسية وتاريخية.
وعلى الرغم من محاولة عدد من مقارنة الرجلين برموز العنف السياسي من بروسيبرو الى بول بوت، اي مثقفين لديهم مظالم ولكنهم متعطشون للسلطة اكثر من الجماهير التي يدافعون عنها الا ان حالتي عمر وحسن تظلان خارجة عن سياق الفهم، فالصورة التي تظهر من سير كل منهما تظهر نزوعا للوحدة واضطرابات وقلقاً حول مصير الاسلام الذي قادهما للتصرف بهذه الطريقة. وعموما يظل الافتراض ان العنف لا طبقة له من ناحية ان عمر درس في المدرسة البريطانية بلومي ـ توغو وتخرج من رابع احسن جامعة في لندن، كلية لندن الجامعية وبتفوق.
والامر ينطبق على الزعيم الذي حاول القيام بالمهمة باسم منظمته اسامة بن لادن وكذا نائبه ايمن الظواهري الذي يشبه تشي غيفارا من ناحية المهنة والاصل الاجتماعي.
وينطبق الامر على منفذي هجمات ايلول (سبتمبر) 2001 فان لم يكونوا جميعا من نفس الطبقة الغنية والمتعلمة الا ان انهم ينتمون الى عائلات ميسورة الحال وانفقت الكثير من اجل تعليم ابنائها، فقائد المهاجمين محمد عطا، مهندس معماري وارسله والده المحامي الناجح كي يكمل دراسته في مجال عمارة المدن لالمانيا. كذلك زياد الجراح، من لبنان، فوالده كان مسؤولا كبيرا في الحكومة في وزارة الشؤون الاجتماعية فيما كانت والدته تعمل مدرسة، ودرس بمدرسة مسيحية خاصة ببيروت.
ويناقش محللون حالة الرائد حسن وفيما ان اعتبر ارهابيا ، فما يجمعه مع البقية هو انه جاء من عائلة متوسطة التي كانت تدير مطعما وحصل على شهادة في الكيمياء الحيوية من جامعة فيرجينيا التكنولوجية وعمل بالجيش الامريكي ودرس الطب النفسي ومارسه في احسن مستشفى مخصص لجرحى الجيش (وولتر ريد).
ويرى مراقبون انه لا يمكن حصر التطرف بفئة اجتماعية او اخرى فريتشارد ريد مفجر الحذاء عام 2001 جاء من عائلة مختلطة ، انكليزية واب جامايكي، وعاش حياة قاسية شابتها جريمة ومخدرات، وتأثر بأبو حمزة المصري، المدان عام 2006. ويرى تحليل ان هناك نوعا من التشابه بين ريد وعمر فاروق ليس من ناحية فشل العملية ولكن لان كلاهما وجد خلاصه عبر النشاط الاسلامي.
وايا كانت الحقيقة فعمليات كهذه وان اظهرت خللا وضعفا لدى القاعدة وانها من تنفيذ هواة فالقاعدة في مناطق اخرى تقوم بعمليات اكثر تنسيقا كما ان من ينتظرون دورهم يتعلمون من اخطاء ريد وعبدالمطلب ويحاولون اختراق الجدران الامنية التي تقام بعد كل عملية. وما يثير القلق الغربي ما جاء في تقرير لشبكة ' اي بي سي' الامريكية من ان عمر فاروق اخبر المحققين الامريكيين عن وجود الكثيرين منه في اليمن ينتظرون دورهم.
في صنعاء كل الوقت في المسجد
تظل نظرية الطبقة الاجتماعية لها محدداتها ومظاهر قصورها اذ انها لا تأخذ بعين الاعتبار الاسباب التي تدفع ناشطين للقيام بهجمات، فمنفذو هجمات لندن عام 2005 اكدوا ان مشاركة بريطانيا في العراق كانت السبب الرئيسي وراء ما قاموا به وهو ما اكده تقرير برلماني.
ولا يمنع ان كان الغضب الذي تستثمره القاعدة وراء العملية الاخيرة للقاعدة في امريكا. فعمر فاروق اختار جامعة بريطانية وفضلها على جامعة امريكية نظرا لـ ' الجو الاسلامي' فيها.
وبحسب تقرير لصحيفة ' واشنطن بوست' فعمر الذي زار اليمن عام 2005 عاد مختلفا العام الحالي حيث بدا اكثر جدية وصاحب مهمة حيث تحلل من اللباس الغربي وقضى معظم وقته في المسجد وطلب من رفاقه عدم التدخين امامه، واهمل دروسه وذلك بحسب شهادات لزملائه ومدرسيه في صنعاء.
وتنقل عن طالب مسيحي كان معه قوله ان عمر طلب منه اعتناق الاسلام ان اراد دخول الجنة، وقول المدرسين من انه اصبح شخصاً اخر عمن عرفوه قبل 4 اعوام. وقال مدرس في معهد صنعاء للغة العربية انه في الرحلة الاخيرة لم يحضر الدروس وكان يغيب اسابيع.
ويحاول المحققون اليمنيون جمع معلومات عن ما حدث في الفترة ما بين آب (اغسطس) الى تشرين الاول (اكتوبر) حيث قال عمر انه حصل على المواد وتدرب عليها من قاعدة الجزيرة العربية. فيما يخشى اساتذة المعهد الذي يقدم كورسات للاجانب منذ عام 2001 ودرس فيه طلاب اجانب بعضهم امريكيون من ارتباطه بكونه مركزاً لتفريخ الجهاديين. ويتذكر رفاق ان عمر قال لهم انه سيسافر الى حضرموت لدراسة الشريعة ثم اختفى بدون ان يودع احدا منهم.
ويرى بعضهم ان عودته للمدرسة ربما كانت ذريعة كي يدخل اليمن ويحضر للعملية.
اليمن والقاعدة هجمات ومركز انطلاق
واشار توثيق لـ'واشنطن بوست' الى ان القاعدة استخدمت اليمن كقاعدة انطلاق لعملياتها منذ عام 2000 حيث هاجمت في تشرين الاول (اكتوبر) من نفس العام البارجة 'كول' وقتلت 17 من البحارة على متنها.
وفي 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2002 قتل صاروخ ابو علي الحارثي الذي كانت تشتبه الولايات المتحدة بعلاقته بالهجوم. في بداية 2006 نجح 23 معتقلا من بينهم 13من معتقلي القاعدة من الهروب من سجن امني بصنعاء وكان من بينهم جمال بدوي الذي تشتبه السلطات بعلاقته بحادث كول.
في 17 ايلول (سبتمبر) 2008 حاولت القاعدة اختراق السفارة الامريكية بصنعاء وقتل في العملية تسعة اشخاص من بينهم ستة من المهاجمين ويعتقد ان الهجوم تم بناء على اوامرمن اسامة بن لادن.
في كانون الثاني (يناير) 2009 حصل اندماج بين الفرع السعودي واليمني من قاعدة الجزيرة العربية.
في 27 آب (اغسطس) 2009 حاولت القاعدة اغتيال الامير محمد بن فهد بجدة.
في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 تم هجوم على مسؤولين امنيين وادى الى جرح 18 شخصا في حضرموت.
|
|
|
