هل ذكاء الأطفال مشكلة ؟!
استيعاب طفلي يتجاوز سنه!!
تختلف القدرات العقلية من طفل إلى آخر ، فهناك بعض الأطفال الذين يتقبلون ما يسمعونه ، وآخرون يتمتعون باستيعاب وتفكير يتجاوز عمرهم فيجادلون بعبارات مختلفة أو يضيفون إلى بعض الأخبار شيئاً من خيالهم وخبراتهم ، ما يجعلهم يجدون صعوبة في الاتفاق مع أقرانهم ، وبالتالي يتطلبون معاملة خاصة من الأبوين . وذلك ما أشارت إليه بعض الدراسات المتخصصة.
ذكاء مرتفع
تؤكد الدراسات أن وجود أطفال يتمتعون باستيعاب وتفكير يفوق أعمارهم بات ظاهرة في معظم العائلات ، وتردذلك إلى الا نفتاح الحاصل في المجتمع ودخول التقنيات الحديثة و إجادة الأطفال استخدامها رغم صغر سنهم0 وقيل إن هذا النوع من الأطفال يمتاز بذكاء مرتفع ، ودائما يتوق لمعرفة الأمور المختلفة ، فهو لا يكتفي بالمعلومات والخبرات التي يكتفي بها من هم في مثل عمره . وتشبه هذا الطفل بشعلة من نور تضيء دوماً لتنير عقلها بكل شيء حولها . وتظل مشتعلة حتى تروى وتشبع حيرتها وذاتها ))
طفلكما موهوب عاملاه بحذر
ومعلوم أن هذا الطفل يدفع أسرته إلى إجراء تعديلات خاصة في حياتها ، والتضحية بكثير من المال والجهد والوقت لتلبية احتياجاته ، لتبدو وكأنها تدور في فلك هذا الطفل خوفاً عليه من ضياع مواهبه ، وقدراته ، وذلك إذا كانت تقدر طبيعة الطفل وتميزه عن غيره ، أما إذا لم تكن كذلك ، فإن مصير هذا الطفل الذي يساء فهمه ، الضياع والتحول إلى طفل كسول ومشاغب ، كما أن وجود هذا الطفل في الأسرة يخلق نوعاً من الصراع بين الوالدين ، عندما يلجأ كل منهما إلى أسلوب مختلف في المعاملة كأن يشجع أحدهما إنجازاً و يشجع الآخر إنجازاً آخر ، ما يجعل هذا الأخير يستخدم أساليب المراوغة بذكاء ودهاء مع الوالدين متبعاً مبدأ التفريق بينهما للوصول إلى أهدافه ، الأمر الذي يجعل اهتمامهما به يزيد ، والتنافس بينهما أشد من أجل تلبية كل رغباته 0
والد ثالث .. وند لأبويه !!
ويتمتع هذا الطفل بقدرة لفظية عالية ، فهو كثير الجدل وقوي الحجة والبرهان ، ما يجعل والديه يشعران بالحيرة أمامه . وقد يخسران الرهان في معركتهما الجدية معه بالاضافة إلى حيرتهما في كيفية التعامل معه كطفل أم كراشد ، الأمر الذي يشعرهما بالقلق والحيرة لصعوبة الفصل بين دورهما كوالدين ، ودور ابنهما كطفل حاله حال سائر الأبناء، ونظراً إلى حدة ذكاء هذا الطفل ، وشدة حساسيته وتأثير شخصيته المسيطرة ، فإن بعض الآباء يعلنون استسلامهم أمامه ، وهو ما يجعله يفرض نفسه كوالد ثالث في الأسرة بلا منازع !! فيشعر الأباء بالحيرة الشديدة في أسلوب تربيته ما يجعلهم ، وبدون قصد ، يعاملونه معاملة الند للند .
معارك إثبات وجود
ورغم فوز هؤلاء الأطفال في معركة إثبات وجودهم داخل الأسرة مستغلين تفوق قدراتهم العقلية وبراعتهم اللفظية ، إلا أنهم يخسرون معركة على صعيد آخر ، وهي علاقاتهم الاجتماعية مع أقرانهم ، فهم غالباً ما يميلون إلى عقد صداقات مع أشخاص أكبر منهم سناً ، وقد يعزف عنهم الأطفال العاديون لاختلافهم عنهم أو لإحساسهم بالغيرة و الاستغراب منهم ما يؤثر على تقديرهم لذواتهم ، وأما بعضهم الآخر فيتظاهرون بالغباء حتى يفوزوا بحب الأصدقاء العاديين من أقرانهم لكي لايخدشوا شعورهم أو يجرحوا كبرياءهم ، وهو ما يشكل همًا كبيراً للأسرة التي تشعر بالخوف والقلق على الطفل فتفكر في اللجوء إلى أسلوب الحماية الزائدة الذي قد يؤدي إلى عزله عن الآخرين .
غيرة أخوية!!
وفي هذا الإطار قيل ((إن الدراسات تشير إلى أن الإخوة يعانون من مشكلات التوافق النفسي ، والقلق ، وتدني مستوى تقدير الذات بسبب وجود هذا الطفل في الأسرة)) وتشير بعض الدراسات الأخرى إلى أن الطفل في هذه الأسرة يبحث عن الدفء العاطفي فلا يجده لدى إخوانه على عكس الأطفال العاديين ، ويرى باحثون آخرون أن التأثيرات السلبية لهؤلاء الأطفال على الأسرة والإخوة تكون مؤقتة وتزول بمرور الزمن إذ تتكيف الأسرة مع مرور الوقت .
فروق فردية وخيال خصب
و بما أن لعب الطفل منذ ولادته يرتبط بمستوى ذكائه وقدراته العقلية ، فإن الأطفال الذين يتصفون بالنباهة و الذكاء هم أكثر نشاطاً ، كما تبدو لعبهم أكثر تفوقاً وإبداعاً ، وتبدو هذه الفروق الفردية واضحة في نشاط لعبهم منذ العام الثاني ، إذ سرعان ما ينتقل الطفل الأكثر ذكاء من اللعب الحسي إلى اللعب الذي يبرز منه عنصر الخيال والمحاكاة ،ويتضح هذا التطور في لعب الأطفال بينهم وبين أقرانهم الأقل ذكاء وموهبة ، فميول هؤلاء الأطفال في اللعب تشمل أوجه النشاط البدني ، فهم يعيشون في خيال نشط ويشبعون نهمهم بالقراءة في الكتب بمحض اختيارهم .
إدراك مبكر
غالباً ما يشعر هذا الطفل بالحساسية والاستجابات الداخلية لأي رد فعل للمشاكل العادية للنمو ، ويرجع ذلك إلى مجموعة واسعة من المظاهر خلال التفاعل الاجتماعي . الأمر الذي يجعل هؤلاء الأطفال يدركون عدم الانضباط أو الخلل الاجتماعي حولهم ، وكأن هناك شيئاً خاطئاً بالنسبة إليهم خصوصاً عندما يلاحظون أن الأطفال العاديين محبوبون بين زملائهم ، بينما يجدون صعوبة في التوافق مع أقرانهم . وتبدو مشكلة عدم التواصل بين هؤلاء الأطفال في سنوات ما قبل المدرسة واضحة إذينفصلون عن الأطفال في سن صغيرة(( أي في حوالي سن الثالثة من العمر)) نظراً لاستخدامهم مفردات لفظية تتبع من يتجاوزونهم عمراً ، وبذلك لأيفهمهم من هم من في أعمارهم . ولا يدركون ما يقولون .