بينما كان رجال أوربا في القرن السادس الميلادي يعقدون المؤتمرات في فرنسا للبحث هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ كان النبي يتهيأ لتقبل أعظم رسالة سماوية نادت بمساواة المرأة مع الرجل.
فحين أصدر المؤتمر قراره الأخير... وأعلن بأغلبية صوت واحد أن المرأة إنساناً لكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب... أعلن النبي العربي محمد أن النساء شقائق الرجال... وأن المرأة تساوي الرجل في الحقوق والواجبات قال الله تعالى:
} ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف {
أرسل الله محمداً بثورة فكرية شاملة في زمن كان المجتمع يميز الرجل على المرأة ويجعل العلاقة بينهما علاقة السيد بالعبد الخادم، وشرع الاسلام بأن التمييز ليس لجنس الرجل على المرأة أو لجنس المرأة على الرجل إنما التمييز حسب عمل كل واحد منهما، فقد يكون الرجل أفضل بعمله وقد تكون المرأة أفضل بعملها لذلك ذكر القرآن مثالاً على ذلك قصة السيدة مريم عليها كيف أن أمها نذرت لله أن تهب ولدها للمعبد هي أرادت ذكرأ والله أعطاها أنثى أفضل من الذكر ومن كل الرجال.
قال الله تعالى:{ إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى{
بل هذه الأنثى التي أعطيك إياها أفضل من الذكر الذي تطلبيه... يقول عنها رسول الله : "لو أقسمت لبررت لا يدخل الجنة قبل سابقي أمتي إلا بضعة عشر رجلاً منهم: ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى ومريم ابنة عمران ".
وجعلها الله تعالى في القرآن سيدة نساء العالمين قال:{ وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين } وسمى ثاني أكبر سورة في القرآن باسم عائلة مريم "آل عمران" وسورة ثانية سماها مريم.
في ذلك الزمان كان سائداً تفوق الرجل على المرأةفي كل شيء، ولم تكن المجتمعات تعطي المرأة حقوقها، لذلك أرسل الله محمداً أول مننادى بإلغاء التمييز ضد المرأة.
قصة:
روي أن رجلاً من الأصحاب كان لا يزال مغتمّاً بين يدي رسول الله فقالله :" مالك تكون محزوناً " ؟ فقال :
يا رسول الله إني أذنبت ذنباً في الجاهلية،فأخاف ألا يغفره الله وإن أسلمت !!..
فقال له : " أخبرني عن ذنبك "... فقال : يارسول الله، إني كنت من الذين يقتلون بناتهم، فُولدت لي بنت...فتشفّعت إلي امرأتي أنأتركها... فتركتها حتى كبرت وأدركت، وصارت من أجمل النساء...
فخطبوها... فدخلتني الحمية، ولم يحتمل قلبي أن أزوجها، أو أتركها في البيت بغير زوج، فقلت للمرأة :
إني أريد أن أذهب إلى قبيلة كذا و كذا في زيارة أقربائي فابعثيها معي، فَسُرت بذلك وزينتها بالثياب والحُلي، وأخذت عليَّ المواثيق بألا أخونها، فذهبت بها إلى رأس بئر، فنظرت في البئر، ففطنت الجارية أني أريد أن ألقيهَا في البئر، فالتزمتني وجعلت تبكي وتقول: يا أبتِ! أي شيء تريد أن تفعل بي؟؟ فرحِمتهُا... ثم نظرت في البئر فدخلت عليَّ الحمية، ثم التزمتني وجعلت تقول :
يا أبت لا تضَّيع أمانة أمي، فجعلتُ مرةً أنظر في البئر، ومرةً أنظر إليها فأرحمها، حتى غلبني الشيطان،فأخذتها وألقيتها في البئر منكوسةً، وهي تنادي في البئر :
يا أبت ، قتلتني... فمكثت هناك حتى انقطع صوتها... فرجعت...
فبكى رسول الله وأصحابه وقال :
" لو أُمرتُ أن أعاقب أحداً بما فعل في الجاهلية لعاقبتك ".
هكذا كان حبُّ النبي للمرأة... حب الشفقة..والعطف على المرأة..لأن المجتمع كان يظلمها، والرجل يتسلط عليها بكل شيء.