المرأة في الفكر الجماهيري « قرأءة في الكتاب الأخضر » إن النظرية العالمية الثالثة قدمت الحل النهائي لأزمة المرأة على النطاق العالمي وتبشر بانعتاقها الكامل من كل القيود والضغوط التي بدلت حياتها وحرمتها السعادة وحالت بينها وبين ممارسة دورها في الحياة ، والحل الذي يقدمه الكتاب الأخضر ليس رداً انفعالياً على أزمة المرأة في المجتمع الصناعي أو النامي وليس موازنة منطقيةبين الإيجابيات والسلبيات على حياة المرأة في مجتمعين متعارضين في الطبيعة والمسلك فقط .إن الموقف من المرأة في النظرية العالمية الثالثة هو نسيج فكري متكامل البناء ، ويكون البناء على موقف واحد من المجتمع والطبيعة والإنسان ، وما جاء في النظرية العالمية الثالثة هو البديل التاريخي لفشل كل من النظام الرأسمالي النظام والماركسى في مواجهة مشاكل الإنسان ، وما جاء في هذه النظرية الخالدة أيضاً هو ترجمة عملية لفلسفة الإسلام على الواقع الراهن للبشرية وهي بذلك تطبيق للأصول والمبادئ الطبيعية .
تستهدف النظرية العالمية الثالثة وضع حل نهائي عالمي لقضية المرأة لا يتعلق بالواقع الليبي فقط وإنما ليكون نمطاً لسياسة عالمية تجاه المرأة ، وإن هذا الحل ينبع من مصادر ثلاثة « القرآن الكريم - أحكام القواعد الطبيعية - علاقة المرأة بحركة التاريخ » وتطرح النظرية العالمية الثالثة من خلال الكتاب الأخضر فكرتها على النحو التالي :ـ
-1 ان المرأة إنسان والرجل إنسان لهذا فهما متساويان إنسانياً وأي تفرقة بين الرجل والمرأة هو ظلم صارخ ليس له مبرر .
-2 إن هنالك فرقاً طبيعياً بين الرجل والمرأة والدليل هو وجود رجل وامرأة بالخليقة ، وهذا يعني وجود دور لكل منهما يختلف وفقاً لاختلاف كل واحد عن الآخر .
-3 أن المعطيات الطبيعية والبيولوجية للمرأة عبء ثقيل على المرأة يكلفها جهداً وألماً بالغين ومع ذلك فهي وظائف طبيعية وليست عملاً اختيارياً وبدونها تتوقف الحياة.
-4 يعارض المفكر معمر القذافي في الكتاب الأخضر أشكال التدخل الإرادي لوقف وظيفة المرأة جزئياً أو كلياً عند أداء مهمتها في استمرار الحياة .. هنالك تدخل إرادي ضد الحمل .. ولكنه هو البديل للحياة البشرية وهنالك التدخل الإرادي الجزئي ضد الحمل .. وهنالك التدخل ضد الرضاعة ولكنها حلقات في سلسلة العمل المضاد للحياة الطبيعية التي على قمتها القتل .. أي أن تقتل المرأة ذاتها لكي لا تحمل ولا تنجب ولا ترضع ، لا يخرج عن بقية التداخلات الاصطناعية ضد طبيعة الحياة .
-5 مقاومة كل محاولات فصل الأبناء عن أمهاتهم ومقاومة الاتجاه إلى استبدال الأمومة الطبيعية .
-6 أن الإنسان لا يصلح له ولا يناسبه ولا يناسب طبيعته وكرامته إلا الأمومة الطبيعية « الطفل تربيه أمه ».
-7 أن انتشار مؤسسات الحضانة وسوق الأطفال إليها هو عملية غير إنسانية ، وأن هذه المؤسسات هي أشبه بمحطات تربية الدواجن ولكن مؤسسات الحضانة تكون مهمة لمن لا يملكون أسراً فقط ، أما غير ذلك فهو إجراء تعسفي .
-8 أن الأمومة هي وظيفة الأنثى وهو دورها الطبيعي ولهذا لا يجب أن يفصل الأبناء عن الأم وأي إجراء من هذا النوع هو إجراء تعسفي .
-9 تجاهل الفروق الطبيعية بين الرجل والمرأة والخلط بين أدوارهما اتجاه غير حضاري على الإطلاق وهو مخالف للقواعد الطبيعية ويهدم الحياة البشرية ويسبب بؤساً في الحياة الاجتماعية .
-10 إن النظر للمسألة من زاوية عمل المرأة هو طرح مادي ، فالمسألة لا تقف عند عمل المرأة أو عدمه فالعمل يجب أن يوفره المجتمع لكل أفراده القادرين عليه والمحتاجين إليه.. وعلى السواء رجالاً ونساء ، ولكن لابد من التأكيد على طبيعة العمل .. فالمرأة لا تستطيع أن تعمل في مكان الرجل ، ولا الأطفال يستطيعون العمل في مكان الكبار ، ولذلك لابد من مراعاة الظروف والتركيبة العضوية لكل من المرأة والرجل والأطفال .
هذه هي الخطوط الرئيسة لموقف النظرية العالمية الثالثة من المرأة وهي تمثل معالم ثورة إنسانية حضارية
