الدكتور / عبد الله أحمد بن احمد الحالمي
مشروع مبادرة لدرء خطر القاعدة وحل أزمة اليمن والجنوب العربي
اتفق العالم إلى أن اليمن والجنوب العربي يمر بأزمة تهدد الوجود الداخلي لليمن و الجنوب العربي وتعرض المنطقة والسلام العالمي للخطر المحدق الأمر الذي تداعى العالم إليه وكما ورد على لسان رئيس الوزراء البريطاني جولدن براون إلى الدعوة لعقد مؤتمر دولي حول اليمن في 28يناير2010م في لندن.
فرصة سعيدة بأن يعقد المؤتمر الدولي هذا لمعرفة مكمن الأزمة ومخاطرها الداخلية والخارجية على العالم وأجدها هنا فرصة إلى أن أتقدم بالدعوة إلى المؤتمرين والى قوى الخير والسلام في العالم للمشاركة الجدية والتدخل الجدي في حل القضية وأدعو كل القوى الحية في اليمن والجنوب العربي إلى انتهاز فرصة انعقاد المؤتمر وتقديم رؤيتها للحل .
من جانبي أضع هنا مبادرة مقترحة للحل دون الدخول في تحليل الأزمة الذي اتركه للمعنيين وأتمنى بأن تقبل هذه المبادرة وتدرس وتبلور من المعنيين وكذلك أن تجد لها آذان صاغية في المؤتمر الدولي حول اليمن المنعقد 28يناير2010م لأخذها بعين الاعتبار وتعد مساهمة مني بنجاح المؤتمر و حل الأزمة المتفجرة في اليمن والجنوب العربي والتي هي من إخراج وتنفيذ رأس النظام اليمني حسب طرحه ككروت يلعبها ويستخدمها وقت الضرورة لخلط الأوراق و تخويف الآخرين وابتزازهم مالياً و أحد هذه الأوراق القاعدة في اليمن التي هي من صنع النظام نفسه.
من المهم بأن تمثل كل أطراف الأزمة في المؤتمر فعندما تمثل جميع الأطراف المعنية بالأزمة في المؤتمر و خاصة الحراك السلمي الجنوبي و الحوثيين إلى جانب القوى السياسية في الجنوب واليمن وكذلك النظام الذي هو أساس الأزمة ويطرح كل شيء على طاولة المؤتمر عندها يحصحص الحق ويزهق الباطل و سوف يتبين للعالم أجمع أن رأس النظام والنظام اليمني الحاكم لليمن والمحتل للجنوب هو أساس المشكلة و الأزمة و هو من أوجدها ليطيل من بقائه و لا يمكن الحل بالاعتماد عليه و أن أي دعم مادي أو معنوي لهذا النظام المتعفن فاقد المصداقية لـ 31 سنة في الحكم لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيداُ و لا شك بأن هذا الدعم سوف يذهب إلى الوجهة التي ممكن محاربتها ومنها القاعدة من خلال النظام القائم اليوم كون النظام الحالي والقاعدة باليمن وجهان لعملة واحدة و عليه فإن الجهات الجنوبية واليمنية المعنية عليها أن تشرح وتوضح للمؤتمر وللعالم العربي والدولي قضاياها و آمل دعوة كل الأطراف المعنية بالأزمة و خاصة قوى الحراك السلمي الجنوبي داخل الجنوب العربي المحتل أو بالخارج والمعنية بالقضية الجنوبية وعلى رأسها الرئيس علي سالم البيض والقيادات السابقة والأحزاب والمجالس والهيئات الجنوبية ومنها التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) لكي يكون للمؤتمر معنى حقيقي و واقعي و سوف يكون بلا شك تاريخي إذا ضم كل أطراف الأزمة وبمشاركة دولية فاعلة .
بعض الحلول المقترحة من قبلي للأزمة وفق الآتي :
1- عدم تقديم الدعم الدولي للنظام اليمني الحالي لأنه أساس المشكلة وعليه اقترح بأن تشكل لجنة دولية تضع بيدها المساعدات و تشرف بنفسها في التصرف بها إلى جانب تكليفها بمتابعة حل الأزمة وتنفيذ القرارات التي يخرج بها المؤتمر.
2- إلزام النظام اليمني بالإطلاق الفوري لمعتقلي الحراك الجنوبي ومعتقلي الرأي والكلمة وفي مقدمتهم ناشر صحيفة الأيام العدنية وكل معتقلي الرأي والنشاط السياسي من الجنوبيين واليمنيين.
3- إلزام رأس النظام والنظام الحالي اليمني الحاكم لليمن منذ 31 سنة و المحتل للجنوب لـ 18 سنة بتقديم الاستقالة من الحكم و فوراً وضمان لهم حق العيش بأمان في بلادهم اليمن أو المغادرة للعيش في الخارج حيث ما يرغبون وإعفائهم من ما اقترفته أيديهم من جرائم خلال فترة حكمهم لليمن واحتلالهم للجنوب إذا استقالوا طوعاً و فوراً فيما يتعلق بالحق العام لكن فيما يخص الحق الخاص لأي مواطن في الجنوب العربي أو اليمن ينضر بها القضاء إذا تقدم أحدهم بدعوى و إن أصروا على البقاء تقديمهم للقضاء المحلي والدولي لمحاكمتهم كمجرمي حرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية وهي عديدة تمتد لـ31سنة من فترة حكمهم لليمن واحتلالهم للجنوب وليعلم العالم بأن إنهاء مخاطر القاعدة وزوالها في اليمن مرهون بزوال النظام اليمني الحالي كون القاعدة في اليمن والنظام اليمني وجهان لعملة واحدة وإذا أراد العالم اقتلاع خطر القاعدة العابر للقارات من اليمن عليه اقتلاع النظام اليمني الحالي أولا كونه الحاضن والراعي الوحيد للقاعدة في اليمن والمستفيد منها.
4- حل قضية الجنوب العربي المحتـل الذي نهض شعبه في حراكه السلمي لاستعادة هويته ودولته الحرة والمستقلة والذي يواجه بالقتل و التدمير و باستخدام مختلف الأسلحة منها الطيران من قبل نظام الاحتلال اليمني وفق قراري مجلس الأمن الدولي 924و931 لعام 1994م وقرارات أبها لدول الخليج العربي لعام 1994م بإلزام نظام الاحتلال اليمني بسحب أجهزة دولته العسكرية والمدنية ومستوطنيه من الجنوب فورا وإعطاء شعب الجنوب العربي حق استعادة هويته ودولته المستقلة كاملة السيادة كما كانت عليه عبر التاريخ ( و البريطانيين شهود بأن الجنوب العربي لم يكن يوماً جزء من اليمن بل لديه هوية وشعب قائم بذاته لأن الجنوب العربي و لـ129 عام 19يناير 1839إلى 30نوفمبر 1967م كان أحد المستعمرات البريطانية) و على أن يدعم العالم حق دولة الجنوب بالوجود والعيش المشترك إلى جانب دول المنطقة و العالم.
تقوم هذه الدولة على أساس حرية الاقتصاد و اقتصاد السوق والتعدد السياسي والحزبي والديني والفكري و التبادل السلمي للسلطة من خلال الانتخابات الديمقراطية الدورية, نظامها برلماني و شكلها اتحادي لـ3 ولايات في حكومات محلية هي عدن المكلا وعتق و تقع في دولة اتحادية مركزية هي دولة الجنوب العربي عاصمتها مدينة عدن تعد شريك فاعل مع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب و القرصنة و تؤمن الملاحة الدولية و الحدود مع الجيران واستقرار المنطقة و تضمن المصالح والمنافع المشتركة مع جميع بلدان العالم بدون استثناء و العمل لإعادة عضويتها إلى الأمم المتحدة و المنظمات الدولية كما كانت عليه في السابق وليثق الجميع بأن الجنوبيين قادرين بأنفسهم حماية وتأمين مناطقهم من الإرهاب و القرصنة دون تحميل دول الجوار والعالم التدخل العسكري المباشر ما عدى الدعم المادي والمعنوي.
5- حل قضية صعدة في إطار اليمن الشقيق من خلال النظام الفدرالي لدولة فدرالية مركزية عاصمتها صنعاء و 3 ولايات في حكومات محلية في تعز و ذمار و صنعاء على أن تضمن الدولة إعادة إعمار صعدة و حرية المعتقد وممارسة العمل السياسي و نبذ العنف و إحلال السلام و الاستقرار على الحدود مع الجيران و بالأخص مع المملكة العربية السعودية الشقيقة و الجنوب العربي .
6- دعم قوى الحداثة و التغيير في اليمن الشقيق في بناء نظام فيدرالي, ديمقراطي, برلماني و تعددي يحل محل نظام الحكم الحالي سبب و أساس الأزمة وإعادة بناء أجهزة الدولة المختلفة بما فيها إعادة تنظيم القوات المسلحة و الأمن على أساس وطني و إعادة هيكلتها وإلغاء الحرس الجمهوري و الأمن المركزي باعتبارهما جهازان قمعيان لا حاجه لهما و توزيع أفراد الحرس الجمهوري على وحدات الجيش و أفراد الأمن المركزي على أقسام الشرطة و تجنب تعدد الأجهزة و تطهيرها من عناصر القاعدة و التهريب و الفساد وإخراج القوات من المدن ووضعها على الحدود لتأمينها من مخاطر الإرهاب والتهريب.
7- تعترف كل من دولة الجنوب العربي و دولة اليمن باتفاقيات الحدود الدولية مع دول الجوار و بالاتفاقيات الدولية التي عقدها النظام الحالي مع بلدان العالم و بالحدود الدولية بينهم وفق ما كان عليه الحال ليلة 22مايو1990م.
8- ضم دولة الجنوب العربي ودولة اليمن إلى عضوية مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى كل منها عضو كامل العضوية - شخصيتان اعتباريتان.
9- ضم دولة الجنوب العربي إلى منظمة دول الكومنولث باعتبارها أحد المستعمرات السابقة للمملكة المتحدة.
10- إنشاء صندوق دولي للإنماء تحت إشراف الأمم المتحدة لمدة 10-15 سنة يتولى تجميع الدعم المادي و الدولي و الإشراف على إنفاقه في كل من دولة الجنوب العربي و دولة اليمن والتركيز بشكل أساسي على نمو الاقتصاد باعتباره أساس الأزمة والحل الذي يمكن له وحده أن ينهي الفقر والبطالة ويؤمن فرص العمل للشباب بدل من الالتحاق بالمنظمات الإرهابية و المخدرات وفق تخصصاتهم و سوف يؤدي ذلك بلا شك إلى تحسين أوضاعهم الاجتماعية والنهوض بالمجتمع و إنهاء الجريمة و من بينها جرائم الإرهاب.
11- إنشاء سوق حرة مشتركة بين دولة الجنوب العربي ودولة اليمن .
12- التزام الدولتين في الجنوب العربي واليمن باعتماد دوائر الهجرة والجوازات في معاملة مواطني البلدين على بطاقات الهوية بدل من جواز السفر عند تنقلهم بين البلدين الشقيقين .
13- تعطي دولة الجنوب العربي الأولوية للأيادي العاملة التي سوف تحتاج لها من أبناء اليمن الشقيق و استقدامهم كعاملين كما هو الحال في دول الخليج على أن يطلب من دول الخليج إلغاء نظام الكفيل لليمنيين وأبناء الجنوب العربي.
14- يعتبر من سكن لأكثر من سبع سنوات متتالية أو خلق في بلد كلا الطرفين الجنوب العربي و اليمن إلى ليلة 22 مايو1990م فقط مواطن و له حرية حمل الجنسيتين أو التخلي عن إحداها إذا أراد وإما من سكن ما بعد 22مايو1990م فلا يعد مواطن بل مستوطن وخاصة من سكن الجنوب أثناء الاحتلال اليمني تنضر بوضعه دوائر الهجرة والجوازات.
15- تشكل قوة خاصة مشتركة لمكافحة الإرهاب و القرصنة و المخدرات و التهريب من المملكة العربية السعودية و سلطنة عمان و دولة الجنوب العربي و دولة اليمن بدعم و إشراف أمريكي – بريطاني تحدد لها المهام والتسليح والتدريب و التعسكر المؤقت و الدائم و إنشاء غرفة عمليات مشتركه لتبادل المعلومات في ما يخص الإرهاب و القرصنة و التهريب و المخدرات.
16- التوقيع على معاهدة عدم الاعتداء
17- البحث عن العناصر المغرر بها في القاعدة و إعادتها للصواب وتأهيلها و إدخالها في العملية السياسية و ملاحقة من تبقى منهم و تقديمهم للقضاء.
18- التركيز على فئة الشباب من الذكور و الإناث في التدريب والتأهيل والرعاية و العمل باعتبارهم أساس المجتمع و قوته المحركة بالحاضر و المستقبل و حمايتهم من الانحراف والانخراط بالإرهاب.
19- فرض رقابة قوية على مراكز التدريس و التدريب و التأهيل و معرفة المناهج التي تدرس في مختلف المؤسسات التعليمية والخاصة بما في ذلك المؤسسات التعليمية الدينية.
20- تشكيل لجان دولية لتقصي الحقائق على الأرض فيما يحدث في الجنوب و صعدة و فيما يتعلق بالقاعدة بما في ذلك ضرب الطيران قرية "المعجلة" في أبين الذي راح ضحيتها الأطفال و النساء واقتحام صحيفة الأيام العدنية إلى جانب دراسة سجل النظام اليمني الإجرامي الطويل خلال 31عام من حكم اليمن و18 سنة من احتلال الجنوب .
21- وضع الجنوب و صعدة تحت الحماية و الرعاية الدولية حتى يتم تنفيذ ما تم الإشارة إليه .
أتمنى من كل من تقع بين يديه هذه المبادرة إغنائها بمقترحاته وتوزيعها ونشرها.
والله الموفق
كاتب وباحث أكاديمي
drabdullahahmed@googlemail.com
لندن
9-1-2010م
المنتدى السياسي
بالضغط هنا
