بسم الله الرحمن الرحيمجيل الوحدة أم جيل التحرير..أين الثرى من الثر ياءكثيراً مايطالعنا السامع في صنعاء بالحديث الممل عن قداسة الوحدة الوهمية وشرعيتها والإيمان بها واجب ومقدس وكأنها الدين بذاته وتجاهل أمام كل ما حدث ويحدث في الجنوب وكذلك التقليل من حجمه ووصفه بأقذع الألفاظ وتصنيف أصحابه بين المرض والعمالة والمرتدين والخنازير وبقايا الجاهلية الحاقدين على نور الاسلام الساطع والقادم على أهل الجنوب من قبائل الشمال الذين أحلوا الدماء وجعلوا الأموال غنيية لهم ثم يضعون الرهان على ما يسمونه بجيل الوحدة في الجنوب الذي فتح عينيه فجرهم التليد متناسين أن هذا الجيل يسمع ويبصر ويحس ويشاهد كل ما حوله فرؤوس الجبال والتلال والهضاب والقفار قد أصبحت مأهولة بالسكان ( جيش الشرعية ) تسلق هذا القوم أماكن لم تصل اليها الوحوش فأصبحت هذه البراري والقفار مزدحمة بهم .
فأصبح جيل الوحدة يتساءل لماذا نقتل بالمظهرات ونسجن ونعذب ونفقر ؟؟.
لماذا الجيش منتشر على رؤوس الجبال ؟ وهل الأمن بكثرة هذا الجيش ؟؟
لماذا تستعرض هذه القوة والدبابات والصواريخ والزيارات المتكررة للمعسكرات والألوية...؟؟
جيل الوحدة ينظر الى الاباء تكبلهم آحات الظلم والقهر أمام أعينهم صباح مساء يرون الشهادات والاوسمة وميدليات آبائه على الجدران بعد أن أصبرهم القدر على الترجل من الطائرات والمدرعات وقادة الالوية تحت حرارة الشمس ورعي الاغنام دون أن تشفع لهم تلك الشهادات الاكاديمية والاوسمة للعيش بكرامة في وطن أحتضرته الذكريات .
ثم يراد من هذا الجيل الذي ورث عن أبيه تركة مثقلة بآلام عن أبيه وما يعض له الانامل .
جيل لم تدع له فرصة للانبساط والتمتع امام اعباء الحياة الذي اضطرته للتخلي عن براءة الطفولة والنزول الى السوق للكد والبحث عن لقمة العيش لأسرته الذي عجز أبوه عنها رغم وجود تلك الشهادات التي حازها ومازالت على الجدران .
ثم يراد من هذا الجيل أن يحمي ويقدس وحدة ساوت في نظره بين الموت والحياة .
لذا نجد أن الغالبية العظمى في المظاهرات والمسيرات التي تعم مدن الجنوب هم من الشباب الذين أدركوا أن عليهم في هذه الحياة واجبات أمام بلد محتل مسلوب الهوية مستباح الدماء أمام سلطة تتغنى بالديمقراطية وتعدد الانجازات العملاقة وتنسى أنها دمرت بلد بأكمله وضيعت أنسان كان يعيش فيه وازداد الظلم ظلماً والظلام ظلاماً فهم من الذين قال الله فيهم في سورة الكهف
)) الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صٌنعاً )) .
شباب لم يفقد الامل بأنتزاع حقوقه من بين أنياب الذئاب ((الفاتحين )) .لم ييئس بأسترجاع أرضه ولم يتكل على غيره لتحرير أرضه من أيدي الغزاة الفاتحين المحتلين .
فأختار الله هذا الجيل ليكون جيل التحرير جيل الاستقلال جيل الحرية جيل طرد المستعمر أنه ليس بجيل الوحدة ولاجيل 22مايو ... ولكن أين الثرى من الثرياء .
فقد أقسم هذا الجيل على الا يترك الجنوب وثروته وبشره يعبث بها المحتل وقالوا ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يسارس على أن أترك تحرير الجنوب ماتركته حتى يظهره الله أو أقتل وأموت وأستشهد أوأهلك دونه ) .
ومن غير الشباب هناك المئات من الشيوخ الشيوبه (كبار السن) يفترشون الارض ويدعون للأستعمار البريطاني بالرحمة . ويرفعوا أكف أيديهم الى السماء ويدعون ربهم
اللهم عليك بالظالمين فأنهم لايعجزونك نهبوا أرظنا قتلوا أولادنا أفزعوا أطفالنا ونساءنا ولم يعترفوا بحقنا )
.(( فلا تحســـــــبنَُِ الله غافلٌ عمٌ يعمل الظالمون)). صدق الله العظيم .