التغيير-صنعاء- خاص:2010/03/09 الساعة 14:22:03
تشهد محافظات في جنوب اليمن تشديدات أمنية غير مسبوقة، فيما تقوم قيادات وزارتي الدفاع والداخلية بعقد سلسلة اجتماعات مع الاجهزة الامنية والتنفيذية والمحلية في المحافظات التي توصف بأنها مراكز لقوى الحراك اليمني الذي يطالب بفك الارتباط.
فبعد زيارته إلى مدينة الضالع أكثر المحافظات الجنوبية اضطرابا عقد وزير الداخلية مطهر المصري اجتماعا أمس مع قادة الأجهزة الأمنية في محافظة عدن.
ووجه المصري قادة الأجهزة الأمنية بتفعيل آلية العمل لضبط المطلوبين امنيا، بما يتواكب مع المناسبات الكثيرة التي ستشهدها محافظة عدن، ومنها استضافة بطولة خليجي 20 لكرة القدم أواخر العام الجاري، مشددا على ضرورة مواكبة هذا الحدث واستنفار الهمم والاستشعار بالمسؤولية واعتبار الجميع معني بانجاح هذه البطولة التي تتوفر لها كافة الإمكانيات لافتا إلى ما تتطلبه البطولة من بذل المزيد من الجهود المتفانية واليقظة العالية.
فيما لا يزال وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر يتفقد عدد من المعسكرات في الجنوب انطلاقا من عدن بمعية قيادات عسكرية.
ووجه ناصر في زيارة له الى اللواء 39مدرع والكتيبة الخاصة بالمنطقة العسكرية الجنوبية الجنود والضباط بالعمل جنباً إلى جنب مع منتسبي الوحدات الأمنية ورجال الأمن والمواطنين للتصدي بحزم للمتآمرين الذين يحاولون العودة بالوطن والشعب إلى ماضي التشطير، ومواجهة العناصر الخارجة عن النظام والقانون التي تحاول أن تعبث بالوطن وبمنجزاته وتعكر صفو الأجواء الآمنة والمستقرة وتحاول إلحاق الأذى والضرر بأرواح المواطنين الآمنين، وبالممتلكات الخاصة والعامة، كما قال وزير الدفاع.
وتأتي الزيارات العسكرية والأمنية بعد اقامة مسيرات ومظاهرات عمت مدن جنوبية مثل الضالع وابين ولحج وشبوة، والتي ارتفعت الاعلام الشطرية في مباني ومنازل المحافظات اضافة الى اعلام خضراء خلال الايام الماضية.
ولوحظ بحسب مراسلي الـ"التغيير" أن المسيرات توقفت في بعض المحافظات، مثل ابين، فيما خفت في محافظة الضالع التي شهدت مداهمات أمنية واشتباكات مسلحة بين مسلحين وقوات الامن وأدت إلى قتلى ومصابين من المواطنين والجنود، لكن على الرغم من ذلك فلا يزال انصار الحراك يقيمون مسيرات وسط الشارع الرئيسي بالضالع، كما حدث امس الاثنين، وتصدت لها قوات الأمن وفرقتها بالقوة.
وفي زنجبار عاصمة محافظة أبين تحدثت مصادر مطلعة عن وجود صفقة بين القيادي في الحراك طارق الفضلي وبين السلطة. ادت الى عقد هدنة ظهرت نتائجها في قيام اتباع الفضلي بنزع الاعلام الشطرية وصور ضحايا وقيادات جنوبية من المباني والمنازل.
ويعتبر الفضلي من اقوى قيادات الحراك بعد اعلانه الوقوف الى جانبهم في ابريل عام 2009، مما زاد من وتيرة المسيرات والمظاهرات بشكل اقوى من ذي قبل.
ما حدث في زنجبار اعتبرته قيادات في الحراك خيانه لها، واتهمته بانه عميل للسلطة، لكن الفضلي عاد واكد في تصريحات صحفية انه مع الحراك، لكنه لم ينفي وجود هدنة مع الدولة.
*هجوم مستمرلكن هذه الهدنة لم توقف هجمات لمسلحين قاموا بقتل أحد أفراد الأمن في مقر خدمته بمكتب التربية بمديرية خنفر في أبين واتهمت الاجهزة الامنية عناصر انفصالية تخريبية خارجة عن النظام والقانون بالهجوم.
وبحسب مصادر امنية فأن خمسة مسلحين يستقلون سيارة صالون تحمل لوحة سعودية قاموا في ساعة متأخرة من ليل الأحد باقتحام مبنى مكتب التربية والتعليم بمديرية خنفر وأطلقوا النار على الجندي عبدالله حمود زين أحد حراس المبنى والذي توفي على الفور ومن ثم لاذوا بالفرار.
مشيرة إلى أن أجهزة الأمن في المديرية اطلقت حملة أمنية لتعقب الجناة حيث تم ضبط السيارة التي استقلها الجناة في الحادث وعلى متنها عبدالله صالح سليمان الذي تم حجزه مع السيارة و مباشرة التحقيق معه.
وكانت السلطة تعتزم اقامة مهرجان حاشد في محافظة أبين أمس ، واعلنت مصادر محلية بالمحافظة تأجيل المهرجان الى يوم السبت المقبل لاستكمال التحضيرات لإقامة المهرجان. فيما تم رفعت على شوارع مدينة زنجبار أعلام الجمهورية اليمنية.
وبحسب منظموا المهرجان فانه سيكون يوما لتجديد العهد للوحدة وإحراق الإعلام التشطيرية والتأكيد بان أبين ستظل دوما وابدأ بوابة نصر الوحدة.
*لجان حوارية ياتي هذا في وقت اعلن الرئيس علي عبدالله صالح امس عن تشكيل لجان من أعضاء مجلسي النواب والشورى من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية للبدء في عملية الحوار والتي تستهدف بحسب مراقبون من يوصفون بالانفصاليين.
وبحسب مصادر رسمية فان اللجان ستبدأ أعمالها خلال ايام وستقوم بالنزول الميداني وتنظر في قضايا المواطنين واقتراح المعالجات ها وبما يخدم مصلحة الوطن والمطالب المشروعة لأبناء تلك المحافظات.
يأتي ذلك في وقت اعلن فيه محافظ لحج محسن النقيب إن الحكومة ستقوم بصرف 60 مليون ريال تعويضات المرحلة الأولى للمواطنين الذين أحرقت ونهبت محلاتهم التجارية وبساطاتهم جراء أعمال العنف و التخريب التي ارتكبتها للعناصر الانفصالية في مدينة الحوطة.
واكد النقيب انهم يعملون حاليا لمتابعة صرف المبلغ حيث لا زالت المعاملة مستمرة وبوتيرة عالية لتعويض المتضررين من عناصر.
*قطع الاتصالاتمن جانب آخر لا تزال جميع الاتصالات مقطوعة على شبكة الهاتف النقال على مدن ومديريات جنوبية منذ ما يزيد عن أسبوع. حيث اوقفت شركات الاتصالات خلايا المحطات تنفيذا لتوجيهات بدواعي أمنية.
وكان "التغيير" قد حصل على نسخة من مذكرة رسمية تفيد بتوجيه وزير المواصلات اليمني كمال حسين الجبري رؤساء مجلس إدارة شركات الهاتف النقال بإيقاف خلايا المحطات التي تغطي خدمات الاتصالات لشركاتهم في عدد من مدن ومديريات المحافظات الجنوبية وهي بحسب المذكرة : الضالع – جحاف – الأزارق – الحشا – الحسين – يافع – حبيل جبر – ردفان – الملاح – تبن – الحوطة – المسيمير – حالمين – الشعيب .
وذكرت المذكرة أن التوجيه بالتوقيف يأتي " نظراً لما تقتضيه المصلحة العامة والمتطلبات الأمنية".
و قضى التوجيه بأن يبدأ إيقاف عمل شبكة الاتصالات في المناطق المذكورة ابتداءً من الساعة الحادية عشرة مساءا من يوم أمس الأول الجمعة 26/2/2010، وحتى إشعار آخر من قبل الوزارة.
من جهة آخرى اكدت وزارة الدخلية اليمنية مواصلتها حملة ملاحقة المطلوبين أمنيا من الخارجين عن القانون، وقالت ان الأجهزة الأمنية اعتقلت في محافظة لحج 8 مطلوبين أمنيا من الخارجين عن القانون تتراوح أعمارهم بين 35 – 60 عاما على خلفية مشاركتهم في أعمال شغب وتخريب وقطع طرقات بمدينة الحوطة.
وذكرت الأجهزة الأمنية إن المضبوطين من المحرضين على أعمال الشغب والمسيرات غير المرخصة، وبعضهم تورط في اعتداءات على مواطنين أبرياء وأحرق ممتلكاتهم بدافع الكراهية ، وزعزعة الأمن والاستقرار بمدينة الحوطة.
فيما اعتقلت الأجهزة الأمنية في المكلا بمحافظة حضرموت 2 من العناصر الخارجة عن القانون، على خلفية تورطهم بنشاطات تسيْ لليمن ووحدتها واستقرارها، وأعمال شغب وتخريب .
وأكدت الداخلية أنها لن تتهاون مع العناصر الخارجة عن النظام والقانون، الذين يحاولون زعزعة الأمن والاستقرار، وتعكير السلم الأهلي والسكينة العامة ، موضحة أنها ستواصل حملات ملاحقتها لهذه العناصر التي تسعى للمساس بوحدة الوطن ، ونشر الفوضى والفتن في أرجائه، وستقدمهم للقضاء لينالوا جزاءهم الرادع والعادل.
وكان نائب الرئيس السابق علي سالم البيض قد طالب في بيان وزع امس على وسائل اعلامية الجامعة العربية والامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وضع آلية لتأمين الحماية "لشعب الجنوب الأعزل"، وفق ما نصت عليه اتفاقات جنيف،الخاصة بحماية السكان في ظل (الاحتلال). واشار البيض الى إن الهدف المباشر (مما يجري في الضالع وأبين ولحج يعتبر سياسة اجرامية لترهيب ابناء الجنوب والقضاء على الحراك السلمي، والحيلولة دون تحقيق أهدافه بالطرق السلمية).
