صمود الحراك الجنوبي ومؤشرات هزيمة الاحتلال
بقلم أبو شاهين/ عدن 10/03/2010 م
بعد أكثرمن 15 عام من السلب والنهب لثروات الجنوب واقصاء أبناءه الأبطال من المشاركة في الحكم والثروة، تنامى وتعاظم دور الحراك الجنوبي السلمي على أمتداد مساحة الجنوب الجغرافية (375,000 كيلو متر مربع) من المهرة شرقا ًحتى باب المندب في الغرب ومن الضالع شمالا ًحتى قلعة صيرة في الجنوب، هاهي الحقائق تترسخ على أرض الواقع، بالتضحيات الجسيمة لشهدائنا الأبرار والجرحى الميامين وظلم المعتقلين في السجون والمطاردين الذين أجبرتهم سلطة الاحتلال القمعية إلى ترك بيوتهم ومصالحهم .
وبعد العذاب الجماعي لشعب الجنوب الأبي، ها هي ثمار التضحيات تشه العادلة (الأستقلال وعودة الدولة والهوية الجنوبية) .
وأمام الزخم الجماهيري لقوى الحراك السلمي لتحرير الجنوب المحتل، بداء المجتمع الدولي ينظر إلى المطالب المشروعة للجنوبيين، وبداء الإعلام الخارجي (المقروء والمسموع والمرئي) يسلط الأضواء علىقضية شعب الجنوب الذي يرزح تحت نير الاحتلال منذ فشل مشروع الوحدة الذي أغتالته قوات الاحتلال في حرب صيف 1994 م .
وفي مطلع شهر مارس الحالي أرسل طاغية صنعاء المزيد من القوات المسلحة والأمن المركزي والأمن السياسي والأمن القومي إلى المناطق الجنوبية لضرب الحراك الجنوبي السلمي وقتل واعتقال المزيد من ناشطيه .
ولا ننسى هنا بأن هذه الحملة العسكرية المسعورة تتزامن مع دور المروجين (بدعم من المحتل) للفدرالية التي سبق وعرفوها بفدرالية الحكم المحلي واسع الصلاحيات، وبعد رفضها أنقلبوا للترويج (مؤخرا ً) لفدرالية النظامين في دولة واحدة، ولا ندري من أين يستمدوا هؤلاء المروجين (المتقلبين بمبادئهم) هذه الأفكار المفصلة التي تخدم في الأساس سلطة الاحتلال وتعطيها الأمل في بقائها بنهب المزيد من ثروات الجنوب .
وفي خضم الأحداث المتتالية ووسط حالة الحرب المعلنة على الجنوب، وفرض الحصار العسكري والأمني وقطع الإتصالات الهاتفية على معظم مناطق الجنوب، والتعتيم الإعلامي والتسريبات المغرضة من المطبخ العفن لسلطة الاحتلال وإعلامه المقيت، بأن قادة في الحراك الجنوبي أستسلموا لسلطة الاحتلال، ومحاولة زبانية المحتل أن يقيموا مهرجانات تؤيد السلطة المحتلة، وفشلهم الذريع في ذلك، وفي ضل ريحة البارود والقتل المنتشرة في ربوع الجنوب المحتل، يطل علينا طاغية اليمن سيئ الذكر بخطاب (هستيري ومتشنج كعادته) يدعوا فيه الحراك الجنوبي إلى الحوار!!؟ وهذه أول مرة يعترف فيها (علنا ً) ديكتاتور صنعاء بأن الحراك الجنوبي طرف أساسي في الساحة الجنوبية، وهذا مؤشر على إنهزام المحتل أمام إرادة شعب الجنوب الأبي .
ولأن مجرم الحرب علي تفلة معروف عنه الكذب والاحتيال، فقد توعد بإزالة جميع أعلام دولة الجنوب خلال أسبوع من الآن، أتدرون لماذا؟ لأنه خلال الأسبوع القادم وتحديدا ًفي 16/03/2010 م سيعقد في العاصمة عدن اجتماع لوزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي وربما بعض المسؤولين من الدول المانحة للوقوف على حقيقة الأوضاع في الجنوب .
وهنا نجدها فرصة ذهبية لدعوة كافة أبناء الجنوب الأحرار إلى الزحف إلى العاصمة الغالية على قلوبنا جميعا ً(الحبيبة عدن) ومنذ اليوم الأول لموعد الإجتماع وذلك لإقامة الفعاليات الاحتجاجية السلمية في اليومين (الاثنين 15/03 والثلاثاء 16/03/2010) لنوصل رسالة قوية للعالم أجمع بأننا شعب حر نطالب المجتمع الدولي بمساعدتنا في فك الارتباط واستقلالنا من سلطة الاحتلال وعودة دولتنا وهويتنا الجنوبية وأن نعيش بحرية كاملة أسوتا ً ببقية شعوب العالم .