يبدو
أنه بتطور العلوم والتكنولوجيا، صار يقال هكذا، وهذا صحيح بأن العالم كله
قد تحول إلى مجرد قرية واحدة، كما صحيح أيضاً بان القرية هذه فيها بيوت
كثيرة، ونحن أيضاً نكون من ضمن هؤلاء لنا فيها بيتنا الخاص، وطالما نملك
بهذه القرية، نملك بيت، فنحن بهذا البيت نكون نحن أنفسنا أصحاب القرار
فيه، ولحسن الحظ أو لسوئه لا أدري أنا، يبدو إن بيتنا نحن هو بالبيت الذي
يطل على مفترق كل الطرقات المؤدية للدخول والخروج، بل والتعامل بهذه
القرية، وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى، وبيتنا الأكبر هذا هو ما يسمى
بدولة الجنوب العربي، والذي مؤخراً فرضت علينا فيه يمننته بالتسمية
الغريبة والغير متناسقة، أم والتي لا تمت صلة بترابطها الجغرافي فيه، ورغم
مساحة بلادنا الكبيرة والمترامية الأطراف، إلا أننا قد أرتضينا لأنفسنا
بعد الإستقلال في نوفمبر 1967م بتمسية ست محافظات ليس إلا وفقط، عدن، لحج،
أبين، شبوة، حضرموت والمهرة، وهنا أُعبرت عدن عاصمة للدولة، وميناءها
الرسمي، وماقد عرفت به عدن كميناء ومنذ الأزل.
وفي الواقع يبدو لي بأنه هكذا هو الأسلم، الذي قررت به أن يكون هذا هو الجزء الثاني لموضوعي السابق الذي كان تحت عنوان، مؤتمر لندن بدأ في عدن يوم الجمعة بتاريخ يناير 8 2010م وسينتهي في عدن، كما
كنت أيضاً قد ألصقت به صوراً لكل من، جلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة
بريطانيا وشمال أيرلندا، وخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن
عبدالعزيز آل سعود، والرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء
البريطاني جولدن براون، وأختتمت الصور بصورتي الشخصية ككاتب للموضوع،
والآن أواصل أنا هذا الجزء وهو الثاني المستمد، بل والمتواصل للسابق،
والحقيقة أتعمد أنا شخصياً على الدوام ذكر عدن، عدن الجريحة، المسلوبة
والمنكوبة، المقهورة والمكسورة، ورغم إني أنا شخصياً لا أميز عدن الحبيبة
عن بقية محافظات الجنوب الأخرى، بالرغم من أنها مسقط رأسي وأبي وجدي وجد
جدي، إلا لكوني أحمل مجموعة من القيم الإنسانية والأخلاقية، هكذا كنت ولا
أزال وسأضل أحمل وأتمسك بهذه القيم، كونها أي أنها صاحبة أبنائها المشردين
بالشتات كذا وفي الداخل أيضاً، والتي قضيتها يبدو لي بأنها أفضع قضية
عرفتها البشرية، كون تدميرها وأبادتها وإبادة أبنائها تمت من قبل بشر، هم
أصلاً بممن حكموها غصباً عنها وعن أبنائها، وهذه حقيقة لا يستطيع أحد
دحضها إطلاقاً أو نكرانها، بل إن كل من ينكر ذلك، فيكون بمن قد أسهم
مساهمة مباشرة أو غير مباشرة في إذلالها وإذلال أبنائها، بل أيضاً يفترض
فينا أن لا نجافي الحقيقة، وهذا هو مربط الفرس، يفترض فينا مجابهة الحقيقة
والإعتراف بذلك حقاً، وهنا نحن نكون صادقين مع أنفسنا قبل الغير، وهذا هو
المعيار الأكيد في خلق الثقة والإٌطمئنان في نفوس البشر، كون الماضي كان
حزيناً واليوم قلق، ويكون الغد لا محالة مجهول، فنحن قد أردنا حقاً تجاوز
كل هذه المحن، كوننا قد عشنا في قلب ما يجري، وكون ما أردناه هو فعلاً يصب
في قالب الطموح في البناء الصحيح لمعالم دولة تتسم بدولة النظام والقانون،
لا ولا والعودة ولبناء دويلة عصابات.
والحقيقة،
أنني أجد نفسي هنا مضطراً وقولها، رغم أنني أدرك جيداً بأن هناك من سيشخط
في وسيشتم، بل ومن سيقتلب بطرزان العصر، والقصة كلها معروفة، والمثل
الشعبي عندنا يقول ما يحك لك جسمك إلا ظفرك، والسياح كثيرون والبلاطجة
أكثر، لكننا نقول لهم، بأن دولتنا ستعود إنشاء الله وستعود حتماً بل وبكل
تأكيد، ولم ولن نسيب أحد في العراء إطلاقاً حتى بمن سيعملون علنا أم وفي
الخفاء ضدنا، كوننا نحن أصحاب أخلاق وقيم نعتز بها، بل ونعتبر ذلك واجب إن
لم نقل وحق علينا.
ورغم
أنني أنا هنا لم أبدأ بعد في الدخول بموضوعي الذي قد أردت إيصاله بمقالي
هذا، وهو أيضاً وماقد يوقظ البعض ممن ربما يفتكرون بأننا نعنيهم، وهو
وبالله العظيم لا أقصد أحد أنا إطلاقاً، لا ولا أردت بان أقطع رأس أحد لا
بحد السيف لا ولا أقص رقبة أحد وبشفرة الحلاقة، أو أن أقوس أحد إطلاقاً،
فأنا لا أتعاطف لا مع العنف لا ولا الإرهاب، فما البال والكل أحبائي
وزملائي وإخوتي، وهم وبمن أدعوهم بمآزرتنا وتصحيح ماقد مرر عليهم بقصد أم
وبدون قصد، فهم أبرياء بما كل ماقد حصل من سؤ للفهم، أم وأكان بالشطارة أو
الفهلوة، فبالله عليكم من هذا الذي أرتضى لنفسه وبأن نحتفل سنوياً بذكرى
شهداء الشحر السبعة الأبطال، لكن ألم يكن من العيب حفاً أن نتجاهل مئات
الشهداء العدنيين الذين سقطوا في عدن دفاعاً عن عدن في صد الغزو
البرتغالي، وهذا مجرد مثال واحد في الذكريات، وأخريات أيضاً حتى وفي
حراكنا نحن الجنوبي، والذي أيضا لحسن الحظ أم ولسوئه لا أدري أنا، هناك من
يعمل أيضاً وبشطارة في المحاولات الحثيثة لتهميش عدن ورموزها ودورها
بإستقصاد، وأؤكد بإستقصاد، بالرغم من أنهم يتكلمون على العمل المؤسسي، وهم
بأبعد منه بعد الشمس من الأرض، كذا وعدم حتى مجرد التنسيق أو الدعم المادي
أو المعنوي، وهو وماقد أصغناه لهم مؤكدين لهم مشاعرنا في أننا لم ولن نكن
معهم إلا وفي الوجدان بقضيتنا الجنوبية ليس إلا، ونحن سنتصرف وفقاً
لإمكانياتنا المتاحة، وكل ذلك هو نتيجة لتصرفاتهم العملية مجتمعة حتى
وبإعلامهم المحاول جد وبكل قواه وإمكانياته في التعتيم الكلي، حتى وبعدم
نشر بياناتنا ونداءآتنا وتصريحاتنا وبلاغاتنا ومقالاتنا وأخريات، وهو الذي
لا يهز فينا حتى ولو شعرة، كوننا ندرك حقاً بأنهم لا يريدون العافية لا
لعدن ولا لأبنائها، وذلك بعد أن قوضنا الوصايا عليها أي وصاياهم على عدن،
وهو ومالم نسمح به لأحد إطلاقاً، كون من أراد أن يتنطع فليتنطع في منطقته
وعلى أهله ودويه، أما على عدن وأبنائها فكفى وكفى، فلا العقلية عد تسمح لا
ولا إيقاع الزمن والعصر، ورغم كل ذلك فنحن لم ولن نتنصل عنهم إطلاقاً، لا
ولم ولن نسيبهم.
في
الأخير وبهذا الجزء الثاني ليس إلا وقبل أن أدخل ربما في الحلقة القادمة
لأوصل ماقد أردته ولقرائنا الكرام، كما أرجو أنا ثم أرجو ممن لا يفهمون
تاريخ عدن وحقيقة عدن، أنصحهم في أقل التقديرات، أن يقرأوا مجلة العربي
لشهرنا هذا مارس 2010م، صفحة 67- 75 موضوع بعنوان البحث عن أوطان عربية
جديدة! وهو في الدلالة لمشوار عظيم يسرده الدكتور نزار محمد عبده غانم،
يتغندج فيه حقاً بتاريخ عدن البطلة وتاريخ أسرتنا الكبير، ودورها السياسي
والثقافي والإجتماعي الكبير التي أسهمت فيه حقاً، أكان ماقدمته لعدن أم
للوطن العربي الكبير.
د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه
رئيس مجلس الحراك السلمي عدن
عدن في مارس 15 2010م
drfarook.hamza@gmail.com
