ملتقى جحاف - "مواقع":
نعت اللجنة التحضيرية لملتقى أبناء الشهداء والمناضلين لثورة 14 أكتوبر المجيدة وفاة المناضلين عبد الله عبد الكريم جابر القطيبي و الحاج صالح عبدالله باقيس اللذان كان لهما دورا رياديا في تأسيس وتفعيل فكرة التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي ولم الشمل في وقت عصيب وظرف حساس

نص البيان الصادر عن اللجنة التحضيرية لملتقى أبناء الشهداء ومناضلين 14 اكتوبر
بسم الله الرحمن الرحيم
الله اكبر و لله الحمد..
نصدر بياننا هذا والذي تأخر إصداره لأسباب خارجة عن إرادتنا و ذلك بمناسبة الذكرى الأولى لإصدار أول وثيقة مكتوبة للتصالح والتسامح ووحدة المصير لأبناء الشهداء و المناضلين في جنوبنا الحبيب و إعلان ملتقى أبناء الشهداء في 25 آذار / مارس 2009م بمنزل شقيق الشهداء الأستاذ/ احمد عبد الله امزربه بمدينة عدن الحبيبة والتي مثلت تأكيداً راسخا رسوخ الجبال لإرادة أبناء الجنوب في التحرر من الماضي و المضي نحو المستقبل، وتعزيزاً ملموسآ للمسيرة التصالحية لشعب الجنوب و التي كانت قد انطلقت قبل أعوام ومضت بعيداً ولله الحمد بارداة الشرفاء وجهودهم الصادقة ، ونهنئ هنا شعبنا بهذا المنجز.
كما نهنئ احد صناعها الكبار،المناضل العائد لصفوف النضال بعد طول انتظار العميد / قاسم الداعري . كما نهنئ كل من له بصمات خضراء و بيضاء في صنع هذا المنجز كالأخ/علي منصر والدكتور.واعد باذيب والاستاذ عدنان بن شيخ وأخوة آخرون لا نريد ذكر أسماء هؤلاء الجنود الكبار المجهولون الآن لأن في الفم ماء!! إن أبناء الشهداء يتقدمون بخالص العزاء و المواساة لأسرتي الراحلين الكبيرين رحمهما الله المناضلين عبد الله عبد الكريم جابر القطيبي و الحاج صالح عبدالله باقيس والذين برحيلهما نفقد هامتين وطنيتين من العيار الثقيل ورمزين من رموز التصالح ولم الشمل في وقت عصيب وظرف حساس يعيشهما الوطن ، تغمد الله الفقيدان بواسع رحمته وأسكنهما فسيح جناته والهم ذويهما الصبر والسلوان وآنا الله وآنا إليه راجعون .
لقد أمست التطورات المتسارعة للمشهد الجنوبي عصية لأي بيان مهما كان محكما أو بليغاً بان يجاريها ، وأننا نتساءل هنا كيف ستعمل البيانات السياسية النسقية على تعزيز مسيرة النضال السلمي أن لم تتسم بالبساطة وتعبر مباشرة عن جملة المظالم وتكشف حجم المعانات وتنوه للأخطاء و الإخفاقات وتساعد على إيجاد المعالجات ،فالجماهير التي تخوض غمار النضال لأجل قضيها العادلة تتكبد الكثير من التضحيات وتريد ممن يمتهنون السياسة إن يفهموا لغتها العادية وان يحسنوا الاستماع إليها وان يتخذوا منها بوصلة هادية لهم في عملهم لأنها تعكس الواقع بصدق وتجرد وشفافية ، أن البيانات المنمقة و الآتية عن بعد يجب أن لا تحدث فجوة بين أصحابها و الجماهير، فما الفائدة من دعوات الناس لمساندة أخوتهم وأهلهم في الضالع الصامدة وردفان وزنجبار وشيخها الصامد أن لم تكن هناك إستراتيجية وخطاط موضوعة توضح وتنضم آليات التصرف والتحرك إزاء مثل هذه الحالات ، فالجماهير تريد القيام بواجبها اتجاه قضيتها ومواجهة التحديات لها ولكن كيف ؟؟ الم يئن الأوان لمن يستحسنون القيادة للوقوف أمام كل هذه الاستحقاقات؟. إننا لسنا بحاجة في كل بيان للتكرار الرتيب لشرح مساوئ السلطة التي لا تنتهي بقدر حاجتنا لخطاب سياسي موضوعي و رشيد يحاكي الواقع وشروطه الراهنة و هاديا للجماهير في نضالها على قدر الإمكانات المتاحة وعدم جرها وراء خطابات عاطفية لاتسمن ولا تغني من جوع ، فكل جنوبي يعلم أن خطط السيطرة على الجنوب شعبه وبرامجها لن تتوقف السلطة عن إطلاقها وأن شعب الجنوب سيظل في حالة مواجهة دائمة مع السلطة تتصاعد كمآ وكيفآ ووفق جولات ولن تنتهي هذه المتوالية إلا بتحقق النتيجة التاريخية المنطقية لمثل هذه الصراعات وهي زوال الطارئ العابر واستقرار الأصيل الغابر فما الذي جهز لأجل ذلك ؟ صحيح إن منطق التاريخ وصيرورته تشيران بأن الواقع السياسي السيئ يمكن تغييره بطرق شتى وعديدة ولكن هذا يحدث متى ما أحسن صناع القرار التفاعل الايجابي مع السنن الكونية وطبيعة الصراعات،فالقوي لا يبقى قويآ لأن التغيير والتبديل هي سنن الكون وجدليته التاريخية،والضعيف بوسعه إن يتقوى متى ما أدرك مكامن ضعفه وقومها وهذه المهمة يلزم لها المهرة في فن التغيير والسياسة،لا ينكر احد أن الحراك الجنوبي الذي لم تأتي به النخب بل أتى به الشعب لأجل الشعب هو الآن يفرز نخبآ جديدة ونرى طليعتها بالقيادات الميدانية والنشطاء وغيرهم، لكن النخب القديمة إلا من رحم الله منها لم تستطيع أن تأتي بجديد ولم تحاول الارتقاء بأدائها لتلبي متطلبات هذه القضية العظيمة من إمكانات مادية ومالية ومعنوية وسياسية وهنا من حقنا ان نسألها لأنها غير واقعية ان لا تدفع بالجماهير إلى براثن الانتحار السياسي بتحميلها بما لا قبل لها فيه والتسبب بالقضاء المبرم لا سمح الله على قضيتنا العادلة.
إن شعب الجنوب يريد قيادة تفهم أن القيادة مغرم وليس مغنم..قيادة للحراك وليس حراك لقيادة..قادة سياسيون يأتون بحلول ثورية تختزل المسافات وتتغلب على الصعوبات وتقلل الجهد والوقت وتقرا العالم جيدا في ظل تركيبته المجتمع الدولي الحالي، قيادة برجماتية تزيل الغبار عن الكثير من الأمور الغامضة وترتب لكل شئ بالميدان وتجيد رصد التأثيرات والتداعيات وتبرع في تدعيم عقيدة المقاومة لذا الشعب وتقوية شوكتها وتعزيز الصفوف ولحمتها وتحويل الآلام والصعاب إلى انتصارات ومنجزات بأعمال وأفعال ملموسة ، قيادة تؤمن بروح المشاركة وتنبذ الإقصاء والاستفراد بالقرارات المصيرية للشأن الوطني أدراكآ منها بأهمية ما أنيط بها ، وان قيادة النضال أمر مؤقت يهدف الوصول بالقضية إلى غايتها وبأفضل حال ، وان القيادة أنيطت بها على أساس المشروعية المستمدة من قضية الشعب العادلة ونضاله المشروع وهي الشرعية الحقيقية الوحيدة التي يعتد بها ، ووفق تفاهمات وتوافقات وطنية عريضة أملتها الحاجة الوطنية وليس المحاباة والتعيين الأسري والمناطقي او التوريث أو المحسوبية او المحاصصة وان هذه الإناطة مرهونة بالأداء ويبقى الباب مفتوحا دائما للتغيير عند الحاجة ، قيادة تكون بالمستوى وشعب الجنوب وقضيته لا يطلبان المستحيل في زمن قلت فيه المستحيلات ، وقضية الجنوب ليست بحاجة لقيادة شاعرية حالمة تركض خلف الأحلام وبعثرة الشعارات البراقة وتريد حراك مفصل على مستواها..هل يعقل ان تكون قضية شعب بأكمله تحت المطرقة والسندان؟؟ بين مطرقة السلطة وسندان تسلط البعض منا على الكل دون مبرر وركوبهم موجة الشعب العالية وهم ليسوا بحجم تطلعاته وتضحياته ولا يقدروا على أكثر من مجرد بيانات وكأننا صرنا نكلم بعضنا فيما لا حاجة لنا بالكلام فيه..! ...هؤلاء نحذرهم بأن الشعب لن يرحمهم يومآ إن انتهى إمساكهم بناصية الآمر إلى مالا يحمد عقباه ونقول لهم قبل فوات الأوان أفسحوا الطريق للمناسب إن وجد وأعطوا الخبز لخبازه ورحم الله امرءآ عرف قدر نفسه. ختاما ياأخوتنا وأخواتنا في جنوبنا الحبيب نحثكم على تعزيز روح التصالح والتسامح الذي هو أساس وحدتنا ومكمن قوتنا والمشروع الأب لكل مشاريع ولن تقوم لنا قائمة ولن يرى مشروعآ واحدآ النور إن تجاوزنا حقائق المنطق والتاريخ ولم نعمل على تعزيز المسيرة التصالحية والوصول بها إلى مصالحة وطنية جنوبية شاملة وكبرى تكون أساس ومنطلق للحلم الجنوبي وضمانة أكيدة للحفاظ عليه من الزلل مستقبلا..
كما نحث كل أبناء الوطن القادرين على الإعمال العظيمة في رعاية اسر وأبناء شهداء وأسرى النضال الوطني الجنوبي ومد يد العون للجرحى ومن تقطعت بهم السبل وقطعت معاشاتهم ،بل ودعم فعاليات الحراك السلمي حتى يقضي الله امرآ كان مفعولا ويهيئ لنا من هم منا وقادرون على رفع البلاء عن شعبنا ونصرته.
المجد الله..الخلود للشهداء رحمهم الله رحمة الأبرار..النصر للشعب وثورته
صادر عن/ اللجنة التحضيرية لملتقى أبناء الشهداء والمناضلين لثورة 14 أكتوبر المجيدة –
مدينة عدن-الجمعة 2/4/2010