بعث فخامة الرئيس علي سالم البيض برقية تعزية برحيل العلامة الكبير الامام عبد القادر بن أحمد السقاف، لعائلته وللأوساط العلمية الدينية في العالم العربي والإسلامي، والى أهلنا في الجنوب المحتل في فقدان هذه القامة الفكرية الشامخة الذي انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل الفقهي،الذي استزادت به أجيال عديدة في عالمنا العربي والاسلامي. .. جاء ذلك في البرقية الذي تسلم "صدى عدن " نسخة منها هذا نصها
بسم الله الرجمن الرحيم
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) (صدق الله العلي العظيم)
السادة عائلة العلامة الفقيد
تلقينا ببالغ الحزن رحيل العلامة الكبير الامام عبد القادر بن أحمد السقاف، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل الفقهي،الذي استزادت به أجيال عديدة في عالمنا العربي والاسلامي.
إننا نرفع أحر التعازي لعائلته وللأوساط العلمية الدينية في العالم العربي والإسلامي،كما نعزي أنفسنا وأهلنا في الجنوب المحتل في فقدان هذه القامة الفكرية الشامخة ،وإذ تتفطر قلوبنا حزنا فإننا نقف باحترام كبير أمام سيرة عالم جليل،ورجل دعوة مثابر فاض عطاؤه وكرمه الفكري حتى بلغ اصقاع بعيده،وفي هذا الميدان، نسجل له دوره الكبير في نشر فكر من سبقوه من العلماء،وتوصيل وإثراء ما انجزته كوكبة من كبار العلماء الأفاضل في حضرموت، وفي مقدمتهم والده الإمام الشهير أحمد بن عبدالرحمن السقاف والإمام محمد بن هادي السقاف والإمام عبدالرحمن بن عبيد الله السقاف والإمام حامد بن علوي البار والإمام عبدالله بن عمر الشاطري والإمام مصطفى بن أحمد المحضار وغيرهم الكثير.
كما إن عالمنا الجليل زاد من زاده الفكري، ووسع من معارفه، وعمق من تجربته من خلال رحيله إلى بلاد الحرمين الشريفين، وإطلاعه وتأثره ببعض العلماء هناك، أمثال العلامة أبوبكر بن سالم البار والعلامة حسن بن محمد السقاف وغيرهم.
إن عزاءنا الكبير في ما تركه الفقيد الراحل من تراث فكري خالد وما خلفه من رصيد وسمعة عطرة في كل الاماكن التي شملها برحلاته العديدة، في سبيل الدعوة إلى الله في بعض بلدان العالم العربي الإسلامي كاندونيسيا والشام ومصر وأفريقيا والعراق وغيرها من الدول،حيث التقى وتحاور وتفاعل مع كبار علماء تلك البلدان،فقدم الكثير لقضية الفقه والفكر،وتجلى ذلك من خلال الثناء على جهوده من طرف الكثير من أقرانه، وفي مقدمتهم العلامة الكبير إبراهيم بن عقيل بن يحيى .
كان الراحل الكبير نموذجاً للتواضع والتقوى والورع، ومثالاً للتفاني والعطاء الذي أضفى على الأمة العربية والاسلامية من فيضه الأوفى ما غذى به العقول والنفوس الظمأى المتعطشة لمعين أهل البيت عليهم السلام، فشهدت له الأوساط العلمية وعلمائها وفضلائها وطلبتها، وشهد له المنابر بما عرف عنه من دأب وعطاء وكرم روح وقلم، فأوجد الثمرات التي لا يستهان بها، وترك بصماته الجليلة التي تحيي القلوب من كتب فقهية وعقائدية وأخلاقية، وما هذا إلا لإخلاصه لله عز وجل ولأهل البيت سلام الله عليهم في عمله. فكان لفقده الأثر الكبير والألم الجسيم على النفوس وعلى المحيط الذي عايشه.
لقد تأثرنا بالغ التأثر لرحيل هذا العلامة المتبحر،ويشكل ذلك خسارة كبيرة ،فقد كان قدوة لأهل الخير ومشعلاً من مشاعل العلم والمعرفة في الحياة الدينية والثقافية على مستوى الأمة العربية والإسلامية، وبفقده فقدنا العالم والمربي ورجل الخير والعطاء. تغمده الله بالرحمة والرضوان واسكنه أعلى الجنان،وألهمنا مع أهل الفقيد ومحبيه الصبر والسلوان،إنه سميع مجيب، "وإنا لله وإنا إليه راجعون".
علي سالم البيض
رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية