المعجزة هيلين كيلر تفوّقت على الصمم والبَكَم اللذين أصاباها. هي مثل يحتذى به. هل من يذكّرنا بها؟
السائل: رانيا صناديقي ـ نيويورك
المجيب: ديمة كنعان ـ صحفية ـ واشنطن
> هيلين كيلر، ضريرة صمّاء استطاعت أن تتغلّب على إعاقتها وتم تلقيبها بمعجزة الإنسانية. ولدت في ولاية ألاباما في الولايات المتحدة في العام 1880، وهي إبنة الكابتن آرثر كيلر وكايت أدامز كيلر. وتعود أصول العائلة إلى ألمانيا.
لم تولد هيلين عمياء وصمّاء، لكن بعد بلوغها تسعة عشر شهراً أُصيبت بمرض شخّصه الأطباء بأنه التهاب السحايا والحمى القرمزية أفقدها السمع والبصر. في ذلك الوقت، كانت تتواصل مع الآخرين من خلال مارتا واشنطن، إبنة طبّاخة العائلة التي بدأت معها لغة الاشارة، وعند بلوغها السابعة أصبح لديها ستّون إشارة تتواصل بها مع عائلتها.
قصدت مدينة بالتمور لمقابلة طبيب مختص بحثاً عن نصيحة، فأرسلها إلى ألكسندر غراهام بل الذي كان يعمل آنذاك مع الأطفال الصمّ، فنصح لوالديها بالتوجّه إلى معهد بركينس لفاقدي البصر حيث كانت قد تعلّمت لورا بردغهام. وهناك تم اختيار المعلّمة آن سوليفان التي كانت في العشرين من عمرها لتكون معلّمة هيلين وموجّهتها، ولتبدأ معها علاقة استمرّت 49 سنة.
فبدأت التواصل معها عن طريق كتابة الحروف في كفّها، وتعليمها الاحساس بالأشياء عن طريق الكف. في سنة 1890 طلبت من معلّمتها تعليمها الكلام، وشرعت آن بذلك مستعينة بمنهج تادوما، عن طريق لمس شفاه الآخرين وحناجرهم عند الحديث وطباعة الحرف على كفّها. لاحقاً تعلّمت هيلين طريقة برايل للقراءة، فاستطاعت القراءة من خلالها، وليس باللغة الإنكليزية فقط، ولكن أيضاً بالألمانية واللاتينية والفرنسية واليونانية.
وفي سن العاشرة تعلّمت الأبجدية الخاصة بالمكفوفين وأصبح بإمكانها الاتصال بالآخرين عن طريقها. وأمكنها أن تتخرّج في الجامعة في العام 1904 حاصلة على بكالوريوس علوم في سن الرابعة والعشرين >