أرجو مدّي ببعض المعلومات عن الثورة البلشفية في روسيا: تاريخها وأسبابها. ولكم الشكر.
السائل: عمر حمود ـ بيروت
المجيب: فيديل عابدي ـ صحفي ـ فرنسا
> الثورة البلشفية المعروفة أيضاً باسم ثورة «أكتوبر»، هي المرحلة الثانية من الثورة الروسية في العام 1917، قادها البلاشفة بإمرة فلاديمير لينين وليون تروتسكي، بناء على أفكار كارل ماركس، لإقامة دولة شيوعية وإسقاط الجمهورية الديمقراطية. وتعدّ الثورة البلشفيّة أول ثورة شيوعية في القرن العشرين الميلادي. بدأت الثورة بإطلاق أول قذيفة باتجاه القصر الشتوي الموقّت، وبدأ الحزب الشيوعي بمصادرة أراضي الملاّك وتوزيعها على الفلاحين وتأميم المصارف والمعامل، وقد واجهت الثورة حرباً ضد الحرس القيصري المعروف بالحرس الأبيض وطلاب ضبّاط الجيش القيصري.
وعلى يد الثوّار تم التخلّص من القيصر وجميع الأسرة الملكية، وأعدموا جميعاً رمياً بالرصاص، وتم نقلهم إلى مقابر جماعية، وتضمّنت التصفيات الأطفال والنساء، حسب بعض الروايات.
إبنة القيصر أناستاسيا هي الوحيدة التي تمكّنت من الهرب، وبعد ذلك قتلت في باريس على يد عشيقها ديميتري. ولكن ثمّة من يقول إنها بقيت على قيد الحياة حتى الثمانينيات من القرن الماضي، وادّعت نساء كثيرات أنهنّ أناستاسيا.
7 تشرين الثاني (نوفمبر) هو العيد السنوي لثورة «أكتوبر»، وهو إجازة رسمية في الاتحاد السوفياتي وما زالت روسيا البيضاء تحتفل به.
تحدّد ثورة «أكتوبر» لسنة 1917 البداية لأول حكومة شيوعية في روسيا. وبعد ذلك أصبحت روسيا الاتحاد السوفياتي، والذي ظل موجوداً حتى تفكّكه في العام 1991.
كان أهم أهدافها تحقيق المساواة بين فئات الشعب كافة في جميع النواحي، والقضاء على الرأسمالية الاقطاعية وتحقيق الاشتراكية والعمل الاشتراكي الموحّد.
والجيش الأحمر، أو جيش العمّال والفلاحين الأحمر، شكّـله البلاشفة بعد ثورة «أكتوبر» لمقاومة حركات البيض المدعومين من قبل القوّات الأجنبية (فرنسا، المملكة المتحدة، تشيكوسلوفاكيا، الولايات المتحدة واليابان). وعبارة «أحمر» لها مغزى ثوري وتشير إلى الدم.
بعد عام من نهاية الحرب العالمية الثانية، أي في العام 1946، غيّر اسمه ليصبح الجيش السوفياتي وظلّ كذلك حتى انهار الاتحاد السوفياتي في كانون الأول (ديسمبر) 1991.
كان الجيش الأحمر يضم العديد من القبائل منها (القوقاز والجرمان...) ولم يكن للجيش ملابس عسكرية موحّدة، وقد كان له دور كبير في الحرب العالمية الثانية، حيث ظهرت بسالته في معركة ستالينغراد حيث كبّد الألمان خسائر فادحة. وتعتبر هذه الموقعة نقطة تحوّل في الحرب الألمانية ـ الروسية حيث كانت هذه أول هزيمة لألمانيا. وأخذ الجيش الأحمر في التقدّم حتى وقعت برلين في يده، وقد كان الألمان يخافون من الاستسلام لقوّات الجيش الأحمر، خوفاً مما قد يفعلون بهم، وقد انتقم الروس مما قد فعل بهم هتلر، وقد آثر بعض قادة الألمان الاستسلام لقوّات الحلفاء خوفاً من الروس ومنهم هملر وجورنغ >