منذ أن شنت سلطات صنعاء الاستعمارية حربها على الجنوب وإعلانها عن احتلاله في 7/7/7/1994م اقترفت هذه السلطات
جرائم بشعة من قتل للأطفال والنساء وإخفاء للرجال الجنوبيين وتشريدهم عن وطنهم ونهب للثروات وتدمير كل ارث نضالي وتاريخي لهذا الشعب.
ومع مرور الأيام تتكشف المزيد من الجرائم بحق الإنسانية ومنها عدم الإفصاح عن مصير كثير من أبناء الجنوب المفقودين بما فيهم طيارين وقادة وضباط عسكريين، وتم الزج بالكثير من الأبرياء في غياهب السجون تحت مبررات واهية لمجرد أنهم عبروا عن رفضهم لاحتلال وطنهم أو نهب أراضيهم وممتلكاتهم.
وأخضعوا للتعذيب حتى فارق بعضهم الحياة داخل سجونها والبعض الأخر أجبر على الاعتراف بقضايا لم يرتكبها بما فيها تهمة الإرهاب، وحكم عليهم بالسجن لسنوات طويلة ومنعت عنهم الزيارات وعاشت أسرهم نتيجة لذلك حياة بؤس وشقاء لم يشهد له التاريخ مثيل.
وهنا نورد قصة واحد من أبناء الجنوب الذين يرزحون في سجون سلطات صنعاء الاستعمارية هو: · بجاش علي محمد عابد الأغبري.
· من مواليد 1959م جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية محافظة لحج مديرية المضاربة قرية هقرة.
· ألتحق في عام 1974م في صفوف القوات المسلحة الجنوبية.
· في يونيو عام 1978م نزح إلى الجمهورية العربية اليمنية ثم غادر إلى سوريا ومنها إلى لبنان للالتحاق بالثورة الفلسطينية وتعرض لإصابة خطيرة على اثر اشتراكه في عملية بطولية ضد الجيش الإسرائيلي في لبنان، فتم نقله للعلاج إلى مملكة السويد.
· على أثر خروج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان عاد إلى وطنه الجنوب، لكنه بقى ضمن القوات الفلسطينية في معسكر صبرا وشاتيلا في عدن .
· حصل بتاريخ 7/5/ 1990م على رتبة مقدم، وأصبح يعمل في مكتب وزير الدفاع اللواء الركن/ هيثم قاسم طاهر.
· عندما شنت سلطات صنعا ء الحرب على الجنوب في 27 أبريل 1994م ظل مدافعاً عن وطنه حتى آخر لحظة من احتلال هذا الوطن.
وعندما احتلت قوات الجمهورية العربية اليمنية عدن تم طرده من منزله ونهب سيارته وممتلكاته ، فغادر العاصمة عدن إلى محافظة المهرة الجنوبية كونه مطارداً .
· عند وجوده في المهرة بدأ بتأسيس منظمة أسمها (المنظمة الوطنية للعدل والمساواة) واستطاع أن يضم إليها مجاميع يفوق عددهم خمسين عضواً، وكان هدف المنظمة مقاومة احتلال الجنوب،، ونشر العدل والمساواة في المجتمع.
· عملت سلطات الاحتلال في صنعاء على ملاحقته وأعضاء هذه المنظمة .
فظل هارباً في الجبال والصحاري أكثر من عام.
· تم اعتقاله في محافظة المهرة بتاريخ 11/11/ 1996م عن طريق نصب كمين له من القوات المسلحة للجمهورية العربية اليمنية بعد أن تمكنت من الحصول على معلومات عنه من أحد مرافقيه بينما كان هو في طريقه لزيارة أسرته الساعة الثامنة مساء.
ونقل إلى عاصمة الاحتلال صنعاء ووضع في زنزانة انفرادية تحت الأرض بقيادة الأمن المركزي لمدة 42يوماً تعرض فيها لأبشع أنواع التعذيب ثم نقل إلى زنزانة انفرادية في البحث الجنائي لمدة عشرة أشهر وأيضاً تعرض فيها لأبشع أساليب التعذيب علي يد الجلادين يحيى علي ومحمد الصرمي وكيل جهاز الأمن السياسي، وبحضور وزير الداخلية حينها.
· لم تكن تعرف أسرته مكان تواجده لمدة عام ونصف إلا عندما تم ظهوره على شاشة تلفزيون صنعاء أثناء محاكمته ومعه 32من أعضاء منظمته الذين تم تعقبهم واعتقالهم وذلك في 18/11/1997م .
· بعد بدء محاكمته حاولت مجموعة من أقاربه زيارته فتم إيداعهم السجن، فقضاء أقلهم شهرين أما أبن خاله بقي في السجن سنتين لمجرد أنهم طلبوا زيارته.
· تمت محاكمته بتهم زائفة أهمها تشكيل عصابة مسلحة وإقلال الأمن والسكينة العامة ومحاولة إسقاط طائرات عسكرية ومحاولة فصل محافظة المهرة عن الدولة والهجوم على السجن المركزي في المهرة والنقاط العسكرية وامتلاك صورايخ مضادة للطائرات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة والتواصل مع القيادات الجنوبية النازحة في الخارج.
· صدر الحكم الابتدائي بإعدامه تعزيزاً في 18/10/1998م من قبل محكمة شرق أمانة عاصمة الاحتلال صنعاء برئاسة القاضي محمد مهدي لطف الريمي .
كما أصدرت أحكاماً على بقية رفاقه تراوحت ما بين عام وعشرة أعوام، وكانوا معظمهم من أبناء الجنوب.
· تم تعديل الحكم عليه من قبل محكمة الاستئناف من الإعدام إلى 20سنة وذلك عام 2001م.
· أفرج عن بقية زملائه بعد انتهاء فترة الحكم .
· منعت سلطات صنعاء عنه زيارة أهله وأقاربه لمدة سبع سنوات وكان يتم نقله إلى زنازين فيها أشخاص مصابون بأمراض نفسية (مجانين) أو قتله ويظل في كل زنزانة لا أقل من عشرين يوماً بغرض إفقاده عقله.
ويمنع على بقية السجناء الاحتكاك به أو الجلوس معه أو مشاركته الحديث والأكل.
· نتيجة لدوره القومي في الدفاع عن القضية الفلسطينية واللبنانية، ولما عُرف عنه من شجاعة واستبسال.
فبعد خروج عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار في سجون الاحتلال الإسرائيلي عام 2008م قام بزيارة إلى صنعاء في عام 2009م ولأنه كان رفيقه في النضال فقد بذل سمير القنطار جهوداً جبارة لإطلاق سراح الأسير الجنوبي بجاش من خلال تقديمه طلب للرئيس اليمني المدعو علي عبدالله صالح أثناء مقابلته له ، لكنه رفض الإفراج عنه.
· تم قطع مرتبه الشهري منذ لحظة اعتقاله في 11/11/1996م، رغم أن لديه خمسة أولاد وزوجة وأم ، فعاشت هذه الأسرة المناضلة حياة بائسة .
· لم يسمح له باللقاء المباشر مع أولاده طوال 14 عاماً سوى مرتين فقط.
· لم تستجب سلطات الاحتلال في صنعاء للدعوات المقدمة إليها من قبل المنظمات المحلية والإقليمية والدولية المهتمة بحقوق الإنسان المطالبة بالإفراج عنه.
· الحراك السلمي الجنوبي منذ انطلاقته في 24 مارس 2007م أعتبر الإفراج عنه إحدى المهام النضالية التي يناضل من أجلها،وفي كلمة للمناضل صلاح الشنفرة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي ألقاها أمام حشد جماهيري في مدينة الضالع في شهر مايو 2009م أطلق على السجين الجنوبي في سجون صنعاء بجاش علي محمد لقب عميد الأسرى الجنوبيين.
· إن المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي يتوجه بالدعوة إلى الله العلي القدير أن يُفرج عنه كربته وعن بقية زملائه أبطال الجنوب.
ويتوجه بالدعوة إلى كل المنظمات المحلية والإقليمية والدولية وإلى كل ضمير إنساني لممارسة أعلى درجات الضغط على سلطات صنعاء للإفراج عن هذا المناضل الجنوبي وكل السجناء الجنوبيين باعتبارهم لم يقترفوا جرائم جنائية وإنما سجناء سياسيين.
نقلا عن شبكة الطيف
