البيض وعلي
ناصر والعطاس هم من يمثلون شعب الجنوب وهم شخصيات دولية مرموقة وقادرين
على التحرك في الخارج ،إننا ندعوهم في تحمل مسئوليتهم التاريخية تجاه شعبنا
العظيمملتقى جحاف - بقلم : د. فاروق حمـــــــــــــــزه
يبدو أن تسارع الأحداث في بلادنا الجنوب تفرض فينا التأمل الكبير، والتفكير
الجاد في حسم أمورنا بشكل صحيح وملائم لطبيعة المرحلة، ليس فقط لترتيب
أوضاعنا، وإنما لضرورة إعادة حساباتنا في اللحمة الوطنية الجنوبية، وأن
نبدأ بذلك بداية صحيحة، لنستكمل فيه شوط كبير قطعناه في قضيتنا، وعلى
أنفسنا، في الإيمان بقضية وطن، أردنا إستعادته في الخلاص من إغتصابه
المفروض علينا قسراً.
فنحن لدينا ثلاثة رؤساء هم الرئيس علي سالم البيض والرئيس علي ناصر محمد
والرئيس حيدر أبوبكر العطاس، جميعهم كانوا رؤساء لدولة الجنوب، وهم شخصيات
دولية مرموقة ومعروفة، لهم علاقاتهم العربية والدولية، وكلهم الآن بالخارج،
وهم قادرون على التحرك في قضية شعبهم، والتفاوض بإسم شعبهم، وإيصال قضيتنا
إلى كل المحافل الدولية، بل وقدرتهم في الحوار والتفاوض مع معظم زعماء
العالم، والدخول إلى أروقة الشرعية الدولية وبكل بساطة، والبحث في كل سجلات
وأرشفة المحاكم الدولية ولما هو عالق حتى اللحظة، بإنتظار من يتابعها، وهم
جميعاً آهلون بذلك، وكلها مرتبطة بقضايانا في جرائم الحرب والإبادات
الجماعية والتطهير العرقي والجرائم بحق آدميتنا، والإرهاب، وفي إلغاء
دولتنا، وإغتصابها ونهبها وسلبها، وإفراغها من كل مضامينها، بل ومن كل شئ
فيها، كذا وتعطيل أسباب الحياة الكريمة لشعبنا الجنوبي العظيم فيها،
وإعتبارنا نحن أبناء الجنوب كمجرد عبيد، نرتهن بأوامر تصدر من عرين الذئب،
في الخداع والمكر والدجل، وبإرساء الفتن والبغضاء والكراهية، وبالإنتقام
الجماعي من خلال أساليب القبح والخساسة والنذالة.
وبدورنا نعطيهم ونمنحهم نحن هذه الثقة، كما ونجعلهم جميعاً رموزاً لقضيتنا،
ونعدهم بأن نتعامل معهم الثلاثة على أساس الصورة التاريخية الواحدة لقضية
الجنوب، وسنمنع من ينفرد بإشهار صور أحدهم فقط دون الآخر، وهو الأمر الذي
سيعرفنا بمن يخترقنا من الداخل، بل ومن يعمل على عرقلة أمورنا وتأخير حسم
قضيتنا، من خلال التفاضل والتجزئة لما بيننا البين، ولما يراهن عليه
المحتل، وهو وماقد خلق لنا العراقيل في الحركة والتواصل بالداخل، وعتم وعطل
علينا كل الإتصالات السلكية واللاسلكية، كذا والمراسلات الإلكترونية ودخول
الشبكات العنكبوتية، والتهديد في الحد من تحركاتنا، وبعدم السماح لنا في
السفر إلى الخارج، الأمر الذي يقتضي منا برص صفوفنا في الداخل، وإعادة
ترتيب أوضاعنا، وبمراجعة كل حساباتنا، والتنازل لبعضنا البعض، وإعطاء الفرص
للدماء الشابة الجديدة في قيادات الميدان، والتحسين من أدائنا في المجال
السياسي وبلورة قضيتنا أكثر وأكثر في الواقع وفي نفوس شعبنا العظيم.
في الأخير وقبل أن أنهي موضوعي هذا الحساس، والذي ربما قد أجد من لا
يشاطرني الرأي بذلك، وهو الأمر الطبيعي الذي أتوقعه، لكننا نقول صدقونا
بأنه علينا أن لا نتسرع في ردود الأفعال إن كنا نؤمن بقضية جنوبية، وهي
قضية الشعب كله، قضية شعب الجنوب الأبي البطل الذي يستعيد كرامته
الإنسانية، وحقه في العيش الكريم، وأرضه وثروته وهويته وتاريخه، وقضية
قيادة مؤمنة بقضيتها، تجتاز المخاطر وتتغلب على كل المصاعب والعراقيل، كما
أننا نمد يدنا لكل من أراد أن يحاورنا في موضوعنا هذا، ليبارك لنا وحدة
قيادتنا في الداخل والخارج، ونحن واثقون بذلك.
وإنها لثور ة سلمية حتى النصر.
د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه
رئيس مجلس الحراك السلمي عدن
عدن في أبريل 19 2010م