قالت تقارير إعلامية إنه سيتم حفر نفق بطول عدة كيلومترات يبدأ من «بناية السبع» في شارع يافا غربي القدس، وصولاً إلى مفترق مقبرة مأمن الله الإسلامية صعوداً إلى منطقة باب الخليل، أحد بوابات القدس القديمة.
وسيلتف المترو حول الجدار الغربي والجنوبي لسور القدس ثم يتجه شرقاً إلى باحة البراق قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى وسيتم حفر جزء من النفق أسفل المقبرة الأرمينية المقابلة لدير الأرمن باتجاه باب النبي داوود في منطقة باب الخليل.
وبحسب المصادر التي كشفت عن المخطط، فإن شركة أميركية ستقوم بتنفيذ المشروع ووصلت إلى مرحلة متقدمة بوضع التصاميم الهندسية بحفر النفق وتصميم عربات القطار الخفيف.
بدوره، حذر مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبدالقادر من مخطط الاحتلال الذي كشف عنه أمس الأربعاء لإقامة «مترو» أنفاق يربط بين شقي مدينة القدس المحتلة.
وأوضح عبدالقادر أن هذا المخطط يقضي بربط الشق الغربي من مدينة القدس المحتل عام 1948 بمنطقة حائط البراق، غربي المسجد الأقصى شرقي القدس. وأكد عبدالقادر أن الفلسطينيين سيخوضون معارك سياسية وقضائية لمواجهة هذا المخطط ومحاولة وقفه وعرقله إتمامه.
وقال «سنقوم على الصعيد القانوني بفحص إذا ما كان بناء هذا المترو سيؤثر على الأماكن التاريخية خاصة المقابر الأرمانية التي سيبنى أسفلها، والجدار الغربي للمسجد الأقصى الذي يعاني بعض التصدعات».
وتابع عبدالقادر أنه سيصار إلى مقاضاة الشركة الأميركية والتي ستقوم بتنفيذ المشروع، والقيام باتصالات لإدراجها على لائحة المقاطعة العربية.
وشدد عبدالقادر على أنه ليس بمقدور المقدسيين مواجهة مخططات تهويد تشترك فيها كل أركان دولة الاحتلال، وأن مسؤولية المواجهة مسؤولية جماعية «فلسطينية وعربية» لوضع استراتيجيات للوصول إلى رؤية وواضحة في التصدي للمخططات.
وتابع: «نحن -المقدسيين- نتحرك قدر الإمكان لعرقلة هذه المخططات ولكننا لا نستطيع أن نوقفها إذا لم يكن إسناد فلسطيني عربي وإسلامي ودولي لهذه التحركات».
وفي غزة، حذر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د. أحمد بحر من خطورة المشاريع «الصهيونية» الجديدة لإنشاء شبكات قطارات أسفل المسجد الأقصى وأحياء مدينة القدس. وأكد بحر في تصريح تسلمت «العرب» نسخة منه أمس أن سلطات الاحتلال تحاول مسابقة الزمن بغية حسم تهويد المدينة المقدسة وتنفيذ مخططاتها الحاقدة إزاء المسجد الأقصى المبارك، وتسلك كل ما من شأنه إضعاف الهوية العربية الإسلامية في المدينة المقدسة.
واعتبر بحر تدشين شبكات أنفاق أسفل المسجد الأقصى وأحياء مدينة القدس يؤشر إلى مخططات «صهيونية» خطيرة ينوي الصهاينة تنفيذها خلال المرحلة المقبلة، إذ إن بإمكان الصهاينة نقل المئات بل الآلاف منهم خلال دقائق معدودات إلى محيط المسجد الأقصى المبارك، مؤكداً أن هذه الخطوة تستهدف فرض وقائع خطيرة إضافية على الأرض، والتعجيل باستهداف المسجد الأقصى وإضعاف التواجد الفلسطيني في المدينة المقدسة إلى أدنى درجة ممكنة.
ودعا بحر كافة قوى وشرائح الشعب الفلسطيني إلى التداعي العاجل والاستنفار الفوري من أجل رسم خطة منهجية لمواجهة المخططات الصهيونية الجديدة وإنقاذ القدس والمسجد الأقصى، مؤكدين أن المساعدة في تحقيق المصالحة الوطنية والتوافق الفلسطيني الداخلي يشكل أولى بنود خطة الإنقاذ المفترضة، وأن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد تضافرا فلسطينيا غير مسبوق لإحباط أهداف المخططات الصهيونية قبل فوات الأوان.
وطالب رئيس المجلس التشريعي بالإنابة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد جلسة طارئة لبحث التهديدات الصهيونية للقدس والمسجد الأقصى، والعمل على رفع القضية إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكدين أن خطر التهويد والاستباحة الصهيوني للقدس والأقصى بات اليوم في أعلى مراحله ودخل في مرحلة حاسمة، مما يستوجب استنفارا تاما وتحركا عاجلا عربيا وإسلاميا على مختلف المستويات.