كشف الجيش الامريكي أن طائرة عسكرية إيرانية حلقت فوق حاملة الطائرات الامريكية 'أيزنهاور' في مياه المحيط الهندي الأسبوع الماضي، وذلك خلال مهمة حربية كانت الحاملة تقوم بها لتقديم غطاء جوي للفرق العسكرية التابعة لواشنطن في العراق وأفغانستان.
وقال مسؤولون في الجيش الامريكي لشبكة 'سي ان ان'، إن القضية حساسة للغاية ويندر الإعلان عنها باعتبار أنها تتضمن احتكاكاً عسكرياً مع الجانب الإيراني، مشيرين إلى أن الحادث وقع على مسافة تتجاوز 50 ميلاً (حوالى 80.5 كيلومتراً) عن الشواطئ الإيرانية. ورفض المسؤولون الرد على سؤال عمّا إذا كانت هذه الحادثة هي الأولى من نوعها في المحيط الهندي، لكنهم قالوا إن حوادث مماثلة سبق أن وقعت في مضيق هرمز بمياه الخليج.
ورجح المسؤولون أن تكون الطائرة الإيرانية في مهمة استطلاعية، مؤكدين أنها لم تبد مظاهر عدائية تجاه السفينة الامريكية، خاصة وأن 'أيزنهاور' كانت في مياه دولية.
ولكن أحد المسؤولين قال إن الطائرة حلقت فوق الحاملة أكثر من مرة، ويعتقد أنها قامت بتصويرها من الجو، مرجحاً أن تكون طهران قد قامت بهذه الخطوة لإظهار قدراتها الجوية للجانب الامريكي.
وتابع المسؤول بأن الطائرة كانت تحت المراقبة خلال تحليقها، وأضاف أن قيادة الجيش الامريكي تتابع هذه الحوادث باهتمام، وأن تحليق الطائرة جرى قبل فترة وجيزة من انطلاق مناورات 'الرسول الأعظم' الإيرانية.
يذكر أن المناورات الإيرانية الأخيرة كانت قد شهدت تجربة طهران لمجموعة من أنظمة الصواريخ الجديدة، كما تخللها اعتراض البحرية الإيرانية لسفينة إيطالية وأخرى فرنسية وتفتيشهما.
وكانت طهران هددت بضرب الأهداف الغربية في مياه الخليج إن تعرضت لهجوم بسبب النزاع حول ملفها النووي، وقال وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيراني، العميد أحمد وحيدي، بأن الأساطيل البحرية الغربية في مياه الخليج ستكون 'أفضل أهداف' الجيش الإيراني.
وكان عام 2008 قد شهد أكثر من حادث بين البحريتين الامريكية والايرانية، بينها ما جرى في كانون الثاني (يناير) من ذلك العام، مع إعلان وزارة الدفاع الأمريكية 'البنتاغون' عن تحرش الزوارق الإيرانية وتهديد سفن البحرية الأمريكية.
الى ذلك حذر تقرير امريكي من المستقبل المظلم لمنطقة الخليح في حال امتلكت إيران السلاح النووي، ورأى مراقبون ان ازدياد قوة ايران سيهدد دول الخليج ويزعزع انظمتها من الداخل من خلال التحرك الشيعي.
وقالت صحيفة 'نيويورك بوست' في مقال لبيتر بروكس تحت عنوان 'مصارعة مع المحتالين' امس الاربعاء، 'إن الخليج الفارسي سيتحول إلى بحيرة إيرانية بحيث تسيطر على النقل البحري وعلى 40' من الصادرات النفطية من المنطقة عبر مضيق هرمز، كما ستتجاوز قوتها القوى الإقليمية الأخرى مثل مصر والسعودية، وتحرك الأقليات الشيعية في الدول المجاورة، وتنشر الخراب في دول مجاورة مثل البحرين والإمارات، كما سيكون تدخلها مع حزب الله اللبناني أكثر أهمية'.