نفى مصدر مصري مسؤول أمس صحة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من قيام مصر باستخدام غازات سامة في تطهير أحد الأنفاق الأرضية على خط الحدود الدولي المشترك بين مصر وقطاع غزة. وقال المصدر في بيان أمس إن الواقعة ترجع إلى حدوث انهيار بجسم أحد الأنفاق الأرضية يوم الأربعاء، الذي تصادف وجوده بجوار نفق آخر كان يتم إزالة فتحته برفح سيناء وتدبيشها، حيث كان بداخله عناصر فلسطينية بحوزتها مواد ملتهبة (تنر) مما نتج عنه إصابتهم بحروق وحالة اختناق.
كما نفت مصادر أمنية مصرية أن تكون أجهزة الأمن قد قامت خلال الفترة الماضية بضخ أي غازات سامة داخل أنفاق التهريب أسفل الحدود بين مصر وقطاع غزة، مؤكدة أن الجانب المصري غير مسؤول عن انهيار الأنفاق، التي أسفرت مؤخرا عن مقتل عدد كبير من الفلسطينيين.
وأوضحت المصادر المصرية أن الأنفاق التي يتم تفجيرها من الجانب المصري تكون في مناطق غير مأهولة بالسكان، ويراد بذلك إغلاق النفق وليس قتل أحد، فيما يتم التعامل مع الأنفاق التي يتم العثور عليها داخل مناطق سكنية عن طريق سدها بالحجارة بعد غمرها بالمياه لمنع استخدامها مرة أخرى.
وأضافت المصادر أن جميع الانهيارات التي وقعت في الفترة الماضية كانت بالجانب الفلسطيني من الحدود، وأن السلطات المصرية ساهمت في إنقاذ بعض الفلسطينيين الذين فُقدوا داخل هذه الأنفاق بعد إبلاغ الجانب المصري بمواقع الأنفاق المنهارة.
جاء ذلك ردا على اتهام حركة حماس لمصر بمسؤولياتها عن مقتل أربعة فلسطينيين الأربعاء الماضي إثر انهيار نفق جنوب مدينة رفح على الحدود المصرية الفلسطينية، فيما أصيب عشرة آخرون، كما اتُّهمت مصر بالقيام برش غاز سام داخل النفق المنهار.
يذكر أن عشرات الفلسطينيين قضوا خلال الأشهر الأخيرة في حوادث أو انهيار أنفاق على جانبي الحدود بين شطري رفح الفلسطينية والمصرية.
وتقول مصر إنها وضعت خطة للكشف عن هذه الأنفاق التي تستخدم في أعمال التهريب بعد انتشارها بشكل ملحوظ، ووجود تجارة سرية للوقود والسلع الغذائية تتم من خلالها.
وقالت مصادر أمنية إن أجهزة الأمن تقوم بحملات تمشيطية مكثفة في منطقة الحدود بحثا عن أي أنفاق يشتبه أن فلسطينيين قاموا بحفرها بين الجانبين، كما تم زيادة عدد الدوريات الحدودية على طول الحدود المصرية مع غزة وإسرائيل لمنع أي عمليات تسلل أو تهريب تتم عبر هذه الحدود.
وشهدت الأنفاق بين مصر وغزة تطورا نوعيا من حيث الطول، حيث أصبح طول النفق الواحد يصل إلى نحو 1200 متر، وذلك بعد قيام إسرائيل بهدم المنازل القريبة من الشريط الحدودي بين مصر وغزة. فيما يصل عمق النفق إلى ما لا يقل عن 17 مترا تحت سطح الأرض، وتتسع كل فتحة من غالبية فتحات الأنفاق لشخص واحد فقط للمرور منها، وعادة ما تكون مخبأة داخل حظائر تربية الطيور أو أسفل خزانات الملابس أو وسط الزراعات والأحراش.