لاتزال قضية مقتل ثلاثة مواطنين يمنيين»شماليين» الأسبوع الماضي على يد عصابة «جنوبية» اتهمتها السلطات بأنها تابعة لـ»الحراك الجنوبي»، ويقودها المدعو علي سيف العبدلي وهو ضابط سابق في الجيش، تؤرق السلطات والشارع اليمني على حدّ سواء، وسط مخاوف من تكرارها.
وعلمت «الجريدة» أمس، أن مجلس النواب اليمني منح الحكومة في خطاب وجهه إلى نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن مهلة 48 ساعة لضبط الجناة المتورطين في مقتل تاجر الحلويات حميد سعيد ونجله وصهره، في منطقة جبلية من محافظة لحج جنوب البلاد.
وقال النائب عبدالمعز دبوان لـ»الجريدة» من داخل قاعة البرلمان أمس، إن المجلس أقرّ بالإجماع إرسال المذكرة ضمن المهلة المحددة للقبض على الجناة ما لم يتخذ المجلس الإجراءات الدستورية اللازمة، التي تشمل استجواب قيادة الحكومة ووزارة الداخلية وقد يصل الأمر إلى سحب الثقة.
وكان الناجي الوحيد من الجريمة التي ارتكبها المتهم العبدلي وعصابته المسلحة، قال في إفادته، إن العصابة قامت باستدراج والده وشقيقه وخاله ثم التحقيق معهم واتهامهم بالعمل لمصلحة جهاز الاستخبارات اليمني، ثم قتلهم بشكل وحشي واحداً تلو الآخر.
وكانت مصادر محلية في محافظة لحج، التي شهدت في الأشهر الأخيرة احتجاجات وتظاهرات بقيادة الحراك الجنوبي ضد النظام في صنعاء، أكدت أن الأجهزة الأمنية تجري تحرياتها في منطقة حبيل جبر مسرح الجريمة، من أجل إلقاء القبض على المتهم وعصابته.
وكان المجني عليه وأولاده يعملون في صناعة الحلويات اليمنية الشهيرة منذ ما قبل قيام الوحدة اليمنية عام 1990، ويملك العقار الواقعة فيه محلاتهم الجاني نفسه الذي هدد بقتل مزيد من «الشماليين» الذين وصفهم بـ»المحتلين».
وتأتي هذ الحادثة بعد تعرض محال تجارية لـ»شماليين» في مينة المكلا الجنوبية لاعتداء وإحراق من قبل متظاهرين انفصاليين مناوئين للنظام في صنعاء في مايو الماضي، الأمر الذي سبب قلقا كبيرا في الأوساط السياسية والاجتماعية من أن تتحول هذه المظاهر إلى حرب أهلية جديدة.