في سياق الحرب الثانية التي أعلنها رئيس نظام صنعاء المحتل للجنوب من كلية الشرطة بصنعاء ضد شعبنا في الجنوب مستهدفاً منها ليس فقط قمع حراكه السلمي والقضاء على قواه وتصفية قضيته واستمرار احتلاله ولكن إبادته أيضاً ومن خلال الاستفراد به محافظة محافظة ومنطقة منطقة ووفقاً لأولوياته واهتماماته, ووفقاً لذلك قامت قوات هذا النظام الغاشم بمضاعفة حصارها العسكري والأمني على محافظة لحج بدءً بعاصمتها الحوطة حين فرضت عليها طوقاً عسكرياً وأمنياً وشلت حركة الحياة المدنية فيها وارتكبت جرائم حرب واحتلال تمثلت بإزهاق أرواح الشباب الأبرياء الذين سقطوا بين شهيد وجريح وشن حملة اعتقالات ومداهمات وملاحقات واسعة ولا زالت مستمرة ومتواصلة.

وفي ذات السياق واصلت الحصار الأمني والعسكري على ردفان من خلال الزج بقوات عسكرية وأمنية إضافية وإحكام الطوق العسكري وتشديد الحصار على كل القرى بما فيها الحبيلين عاصمة ردفان والتكشف على الأسر إرهابها من خلال المواقع المطلة والنقاط العسكرية التي جرى استحداثها واستهداف من أرواح المدنيين وهم يمارسون حياتهم المدنية ليس هذا فحسب بل عززت قوات هذا النظام المحتل للجنوب كل ذلك بفرض حصار اقتصادي من خلال استحداث نقاط عسكرية على طول الخط الذي يربط ردفان يافع بالعند ـ الحوطة ـ عدن والعكس بدءً من مدخل بله وحتى الملاح وأوقفت حركة السير ومنعت مرور الأغذية والأدوية والوقود وغيرها من المواد التموينية ولا زال الحصار مفروض ومتواصل منذُ أسبوعين وحتى اللحظة وقد نتج عن هذا الحصار حتى الآن وفاة عدد من النساء والأطفال والعجزة فيما نتج عن عدم السماح بمرور المرضى وفاة عدد منهم من بينهم النساء الحوامل بعد أن ظلوا عالقين في النقاط دون أن يتم السماح لهم بالمرور.

وفي تصعيد آخر ومترافقاً مع نفاذ الأغذية والأدوية والوقود التي كانت مخزونه في الأسواق ومنازل السكان وفي الوقت الذي صارت حياهم وحياة أطفالهم ونسائهم مهددة بالمجاعة ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية جماعية.

أقدمت سلطة الاحتلال على إرسال حملة أخرى على المنطقة حتى قامت هذه القوات وفور وصولها يوم أمس 27/5/2010م بإطلاق نيران أسلحتها الثقيلة والخفيفة ومن مختلف الصفوف بما فيها المدفعية والدبابات على القرى والمدن الآهلة بالسكان في مناطق الملاح نتج عنه حتى الآن سقوط عدد من الجرحى من بينهم نساء وأطفال فضلاً عن تدمير عدد من المنازل وما ترتب عليه من نزوج جماعي للأسر إلى مناطق أخرى بعد أن صارت بدون مأوى وفي مرمى النيران وفي ضربة عسكرية يمكن أن تكون مقدمة لعملية اجتياح تشمل كل مناطق ردفان.

أن مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب بمحافظة لحج وفي الوقت الذي يدين فيه الحصار محل تلك الجرائم التي تم ارتكابها بحق أبناء ردفان وهي جرائم حرب واحتلال ترتقي إلى مصاف جرائم الإبادة الجماعية فإنه وفي ذات الوقت :ـ

1. يدعو ويناشد المجتمع الدولي والإقليمي والعربي والإسلامي إلى تدخل عاجل لإنقاذ أبناء ردفان خاصة وكل أبناء الجنوب على وجه العموم من حرب إبادة جماعية وكارثة إنسانية محققة جراء ما يرتكبه بحقهم نظام صنعاء المحتل للجنوب من جرائم.

2. يدعو ويناشد المنظمات الدولية والعاملة في مجال الإغاثة الإنسانية والصليب الأحمر الدولي إلى سرعة التدخل وتوفير الأغذية والأدوية والقيام بزيارة ميدانية وبناء مخيمات للنازحين من منازلهم بفعل وقوعهم تحت قصف نيران قوات الاحتلال وتدمير منازلهم ورفع المعاناة عنهم.

3. يدعو المنظمات الإنسانية والحقوقية والصحفية وكل المهتمين للقيام بزيارة ميدانية للتحقق من جرائم نظام صنعاء وقواته ونشرها للرأي العام الداخلي والخارجي.

4. يدعو أبناء الجنوب عامة في داخل الوطن وخارجه للتضامن مع أخوانهم أبناء ردفان في سبيل رفع الحصار عنهم والتخفيف من معاناتهم.

5. يدعو كل أبناء ردفان وكل أبناء م/ لحج بل كل أبناء الجنوب وفي هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها نضال شعبنا للتماسك ووحدة الصف باعتبار ردفان ـ محافظة لحج ـ الجنوب ملك كل أبنائه دون استثناء لا مكان فيه للإقصاء والتهميش والتشكيك والتخوين والكل شركاء فيه في راهنة الكفاحي وفي تقرير مستقبلة وأن التشكيك والتخوين يترتب عليه انقسام الصف وتصدعه وأنا في وحدة الجميع وحدة الصف الجنوبي بكل ألوان الطيف الاجتماعي والمدني والسياسي وتماسكه الضمانة الأكيدة لانتصار قضية شعبنا.

6. يدعو قيادة الجنوب السياسية والتاريخية وعلى رأسها الرئيس علي سالم البيض لمضاعفة تحركها السياسي والدبلوماسي والإعلامي وتصعيد بهدف رفع المعاناة على أبناء ردفان وكل أبناء الجنوب ورفع الحصار العسكري والأمني والاقتصادي والقتل والجرح وقصف القرى واستهداف الأطفال والنساء والكف عن محاصرة النضال السلمي التضييق عليه وقمع قواه باعتباره يتدرج في إطار ممارسة حق الرأي والتعبير ووسيلة شعبنا السلمية حتى تحقيق كامل أهدافه في التحرير والاستغلال واستعادة الدولة وعلى قاعدة فك الارتباط سلمياً.



صادر عن مجلس الحراك السلمي

لتحرير الجنوب محافظة لحج

29مايو 2010