بسم الله الرحمن الرحيم
الى أخواني الاشتراكيين والى شعبنا الصابر في الداخل والخارج
بعد السلام عليكم
أن الظروف الصعبة التي أخذ كل منا وإياكم بنصيب من المسئولية في القضية
الجنوبية بعد حرب احتلال الجنوب عام 1994م ,سواء عند المواجهات الأولى
التي تم من خلالها كشف مخطط نظام صنعاء للانقضاض على الشريك الجنوبي ,أو
مدة التأسيس للقضية الجنوبية ,ومسألة التصالح والتسامح ,التي مكنتنا من
الاقتناع بمقدرة المناضلين السامية ,وتفانيهم في خدمة القضية الجنوبية
بغض النظر عن الانتماءات الحزبية .من أجل ذلك لم تدهشنا من جانبكم
بياناتكم الحزبية التي بعثتم بها إلى الحكومة احتجاجا على ما تمارسه
سلطات الاحتلال من
جرائم ومطالباتكم بمقرات حزبكم وأملاكه.فأنة على ما تشف عنة هذه المطالب
دليل واضح على أنكم قد تفرطون بالدولة التي كانت على شراكة مع دولة جارة
أخرى ,وقد لا تتبنوا أي مطالب وطنية قد تضعكم أمام مسائلات قانونية أو
تضحيات مبكرة .ورغم كل ذلك سرنا معا على بركة الله ,واثقين بأن الجنوب
على رغم محنة هو أعطف الأوطان على أبناءه .نعم سرنا معا ويعلم الله كم
ضحينا من أجل أن نتجاوز الماضي الذي صنعتموه لنا بأيديكم ,وكم تنازلنا عن
قيادة العمل الوطني لصالحكم كونكم أصحاب خبرة في ذلك ,ولم نكن نخشى تفرقا
بالكلمة , لأن تاريخ الجنوب يروي لنا ,أن أبناءه لا يلبثون وقت الشدة إلا
أن يجمعوا صفوفهم ,ويسعون متكاتفين بخطوة واحدة إلى غرضهم الأسمى الذي قد
عرفنا أن نضحي فيه بكل مصلحة ذاتية,وبكل رابطة حزبية . وحتى اليوم نحن
نسير على نفس النهج ,ونعتبر ما يقع بيننا وبينكم من تباين هو نتيجة لحالة
نفسية تعيشونها وليس لواقع سياسي .هذه الحالة النفسية هي التي رأينا
آثارها في كل مرحلة من مراحل نضالنا التحرري,وهي التي يرجع لها كل سبب من
أسباب التباين الحالي .وأني أصارحكم بأني ما كنت يوما على الأمل فيما
تدعون إلية من إغلاق لملفات الماضي خاصة عندما تلصقون بالذي يختلف معكم
بالرأي –بنفس ما كنتم عليه في الماضي - كل الأسماء والنعوت والاتهامات
الباطلة.ولكني كنت اعتبر ذلك مبعثه النفس والتكوين السياسي السابق ,وما
زلت أعتقد ذلك .وتعلمون أننا كنا مع الاشتراكي على أتم ما نكون من الصفاء
,وأننا في يوم التصالح والتسامح قد ناوأنا أصدقاء لنا في مسألة الماضي
.عملنا هذا لا مرضاة لأحد بل إرضاء لضمائرنا وخدمة لوطنا . نعم ناوئنا
المتضررين من الماضي رغم إننا لم نجد منهم أي اثر لحفيظة أو امتعاض
,لأنهم كانوا يعلمون أننا ندافع عن وطن لا عن فكرة أو مصلحة ذاتية ,ونعلم
أننا لو سلكنا غير هذا الطريق لخدمنا المحتل الذي قويت شوكته بعد تفككنا
.
جاء التصالح والتسامح(13يناير2006م) وجاءت انتفاضة المتقاعدين العسكريين
والمدنيين(7/7/2007م) ثم أتت الاعتقالات والمحاكمات وخرج الشعب الجنوبي
إلى الشوارع مضحيا بحياته وبكل ما يملك ,وأتحد الناس بلوحة بديعة لم
يشهدها الجنوب من قبل ,ملتفين حول مطالبهم المتمثلة في فك الارتباط
واستعادة الدولة.
ظهرت التشكيلات الأولى للهيئات من قبل أغلب الاشتراكيين ,فوجدنا أنهم قد
تغيرت أحوالهم عندما رفضنا الانضمام إليها وطالبنا بوحدة الصف الجنوبي
تحت قيادة واحدة موحدة,فقالوا< تاج> الذي يصرخ من الخارج ويتبنى رفع
الشعارات من فنادق أوروبا ليس أفضل منا نحن الذين نقدم التضحيات في
الداخل ,فأسفنا على الطرح الجديد وتألمنا من سلوك بعض الاشتراكيين خاصة
مع المناضلين الأوائل ,ولم يدفعنا إلى عدم مجاراتهم في ذلك إلا واجب مقدس
هو واجب الوطن .كنت في تلك الأيام السوداء مبقيا على صداقتي لبعض
الاشتراكيين مجتهدا في التوفيق بينهم وبين الآخرين الذين ينتمون إلى
شرائح المجتمع الجنوبي, ويرفضون الحزبية أن تقود العمل الوطني من جديد,
إلا إذا كانت حزبية جنوبية خالصة,وكان أصدقائي يلاحظون إن هناك ميل مني
إلى مؤازرة بعض الاشتراكيين , وكنت انتقد المناضل الجسور الأستاذ فاروق
ناصر علي على بعض كتاباته التي تتطرق بصدق إلى سلبيات الحزب الاشتراكي
,ويعلم الله أني كنت افعل ذلك حتى لا يندفع الاشتراكيون في حالة لا يعلم
إلا الله مغبتها .ونصحت الكثيرين ألا يعادوا أحدا من الاشتراكيين لأن
الأمور لم تتضح بعد,إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا .
بقينا على هذه الحال إلى أن ألحينا على بعض الاشتراكيين أشد الإلحاح على
ضرورة الاندماج بين مكونات الحراك الجنوبي التي أصبحت موضع استهجان من
قبل الشعب الجنوبي ,كونها ظهرت جميعها خلال شهر واحد وفي محافظة واحدة ,
ومن قبل بعض الاشتراكيين الطامعين بقيادة الحراك الجنوبي .
وانتم تدركون كم حاولنا مساعدتكم في إغلاق ملفات الماضي , لكن مع الأسف
حتى التصالح والتسامح الذي تم يوم 13 يناير 2006م في جمعية ردفان الخيرية
لم يشاركنا منكم أحد سواء في تنظيمه أوفي التهيئة له,ولم يطلب من الحزب
الاشتراكي الاعتذار لشعب الجنوب ,لا لشيء ,ولكن لأن الناس بدأت تفيق بعد
غمرات الحروب الداخلية التي شغلته زمنا طويلا,وإن الجنوب سيناله من
التصالح والتسامح خير كثير,علاوة على إن بعض الاشتراكيين الجنوبيين قد
شاركوا شعب الجنوب انتفاضته العارمة ,وكانت لهم مكانة كبيرة في قلوب
الجنوبيين , قبل أن يطمعوا بالسيطرة على قيادة الحراك الجنوبي .
جاءت قرارات الشيخ طارق والتي كانت في محل توافق أولي والتي أصدرها
بمناسبة 30 نوفمبر عيد الاستقلال وكان لها وقع إيجابي كبير على الناس
واستبشر المجتمع الجنوبي من وراءها خيرا,أعترض الاشتراكيون على تلك
القرارات التي تم التوافق حولها أشد الاعتراض وحصل ما حصل ,ولا داعي
لذكر المآسي الجديدة .
لقد أبرز الحراك الجنوبي جملة مفاهيم ووسائل وأدوات عمل كاد البعض يقفز
من فوقها أو يرفضها تماما أو يستبدل بما يخدم سيطرة الحزب الاشتراكي كحزب
مرتبط بصنعاء, (وليس الاشتراكيين الجنوبيين المرتبطين فعلا بالقضية
الجنوبية,والذين أعلنوا فك ارتباطهم بالحزب الاشتراكي اليمني ).هذه
الأفعال أثبتت إن الحراك الجنوبي مازال في مرحلة التهيئة والتنظيم ,
وأننا نحتاج إلى تأسيس ثقافة جديدة له ,مستفيدين من عبر ودروس الماضي ..
ويقتضي هذا الأمر التركيز على أسلوب توحيد الطاقات وتجميع القوى من مختلف
المشارب والاتجاهات والإقلاع عن أسلوب الفرز والتصنيف والانقسام المفتعل
في العلاقات داخل الحراك الجنوبي..خاصة وأن عملية التحرر الوطني,وفي
مجتمع كمجتمعنا هو عملية نضال وتوحيد في آن معا , لأن حضور نظام صنعاء لا
ينحصر بالحضور المباشر بل أيضا بتكريس الاختلافات وتعميقها بمختلف أشكال
التفتيت .. كذلك ابرز الحراك الجنوبي أهمية العودة إلى أساليب النضال
الشعبي البسيطة بكل ما تعنيه هذه الأساليب من جرأة في المواجهة,واكتفاء
ذاتي في الإمكانيات والوسائل واستقلالية في القرار .
كما أعاد الحراك الجنوبي السلمي الاعتبار إلى الناس العاديين الصادقين
الذين لا يبحثون لا على جاه ولا منصب.وانطلاقا من هذه الثقافة الجديدة
دعينا الاشتراكيين إلى تحمل مسئولياتهم بأنفسهم , حتى لا نستبدل الشعب
الجنوبي صاحب السيادة الحقيقية بأفراد حزبيين يحاولون تقليص ادوار شرائح
المجتمع الجنوبي ونخبة المثقفة إلى حدود استثنائية .حيث وقد رأينا كيف
تستبد المصالح الحزبية والذاتية بالتربع على الحراك الجنوبي,وكيف انفصلت
الهيئات التي تشكلت لهذا الهدف عن جذورها الشعبية والاجتماعية.
لقد حاولنا أن نتجاوز الأشكال الجامدة من القيادة والتنظيم ,وأن نؤسس لها
ثقافة جديدة ,وحاولنا أن نبتكر لها أشكال وأدوات ووسائل متنوعة ,أي إننا
حاولنا أن نجد ثورة ثقافية جديدة للحراك السلمي الجنوبي , حتى تكون قاعدة
القيادة الجنوبية هي شرائح المجتمع الجنوبي التي تشكل البنية الاجتماعية
الحقيقية لهذا التماسك الشعبي الجنوبي الرائع ,ولهذا التضامن الجماهيري
المتطور..وكان من واجب كل من طهر قلبه وصدقت وطنيته أن يهيئ لهذه القيادة
رجالا من ذوي الكفاءة والنزاهة والثقافة و الأخلاق العالية ,رجالا سمت
مداركهم وابيضت صحائف نضالهم حتى يكونوا عدة الشعب في شدائده المنتظرة
,وحتى يكونوا ذخره وفخره في طريق هو من أصعب طرق التحرر الوطني ,وحتى
يمهدوا له بثقافتهم وتجاربهم سبل الوصول إلى الاستقلال الصحيح ,ويظهروا
حراكنا التحرري في مظهرة اللائق ,ويقيموا الحجة أمام العالم أجمع على أن
الشعب الجنوبي أسمى مما يسمونه فرعا ,وأكبر من أن يتوقف عن نضاله المشروع
وعن مطلبه الأسمى اللائق به, كشعب شريف وناضج ,وأن لا يسمح للحزب
الاشتراكي أن يقوده من جديد إلى المجهول.ومع الأسف أن البعض يدعون إلى
إيجاد مشروعية جديدة لهذه الهيئات التي تكونت خلال شهر واحد وفي محافظة
واحدة هي محافظة لحج ,لكي تظل تلك الهيئات مسيطرة على الحراك
الجنوبي,وبطريقة حزبية .
لقد كان الواجب علينا أن نتضامن معا حتى تدمج تلك الهيئات الهشة بمكون
واحد ,حتى نولي ذوي الكفاية والفضل في النضال الوطني ,وأن نكلفهم بخدمة
بلادهم ,خاصة وأن الأيام قد أثبتت أن هؤلاء يسعون إلى تحرير أرضهم ولا
يسعون إلى منصب أو جاه , وحتى لا نكرر الماضي الذي فقدنا فيه أفضل الرجال
,وحتى لا يأتي الجهلة يتربعون على الوطن ويدوسون على رقاب العباد . وأن
نعرف أن خذلان ذوي الكفاءة في القيادة هو خذلان للشعب الجنوبي كله , وهو
عوده للماضي اللئيم.
أن هذه الأبعاد المتعددة التي نطرحها تحتاج اليوم إلى مساندة شعبية على
مستوى التنظيم والتحليل والأداء والممارسة, حتى يصبح النضال الوطني
السلمي كحركة وكثقافة وكصيغة عمل بين مختلف شرائح المجتمع الجنوبي التي
نصر على أهمية تمثيلها في تنظيم الحراك وقيادته , ولا ننسى إن التاريخ
يساعدنا على تذكر إن انتكاسة التحرر الوطني الأول {1963 -1967م}كان
مرتبطا إلى حد بعيد بتجزئة ذلك النضال وتكسير الروابط التي كانت قائمة
بين أبناء الجنوب ,والعشوائية والتطرف . ونحن نستغرب أشد الاستغراب من
الطرح الذي يدعوا إلى التعددية قبل فك الارتباط والاستقلال واستعادة
الدولة السابقة ,فهذا الطرح يساعد على تفكيك وحدة الحراك الجنوبي ,ولا
نستطيع من خلاله أن نصون وحدتنا الجنوبية حاليا ومستقبلا.وبأمانة يمكن
القول إن بعض المكونات و من الذين يرفضون الحزبية بصورة عدائية – وإن
ظهروا بأنهم محقين - هم وفي طرحهم أكثر تطرفا من الاشتراكيين أنفسهم , و
هؤلاء يشكلون خطر أكبر حتى من الحزب الاشتراكي نفسه على مستقبل ووحدة
الصف الجنوبي ,لأنهم بطرحهم المتطرف يخلقون ثقافة هي نفس ثقافة الحزب
الاشتراكي المتطرفة السابقة وأن اختلفت المبررات .واليوم علينا إن نحرص
كما نحرص على حدقة أعيننا, على وحدة النضال الوطني الثاني{1994 -......}
وبحيث يقوم على ركيزتين رئيسيتين :الركيزة الأولى هي السعي الجاد لتوحيد
روافد الحراك الجنوبي وتقوية مجلس قيادته كما حصل ليلة 9مايو 2009م في
منزل الشيخ الصادق والأمين طارق الفضلى ,ذلك المنزل الذي تحول إلى
المتراس الاول الحراك السلمي الجنوبي .
أن وحدة الصف الجنوبي هي الشرط الهام لتطوير الحراك الشعبي الجنوبي
وتوسيعه ليشمل كل بقعة في الجنوب وذلك لإسقاط أي مشاريع داخلية أو خارجية
تحمل لنا أقل من فك الارتباط والاستقلال.بل إن هذه الوحدة اليوم من شأنها
أن توقف تيار الحركة المضادة الآتي من قبل بعض الاشتراكيين والمتطرفين
الجدد ,وهم يشكلون تيار واحد في تطرفه: جماعة الاشتراكي فيه تريد السيطرة
على قيادة الحراك ,والجماعة الأخرى منة ترفض الاشتراكي من جهة لتحوز على
عطف الناس ,ومن جهة أخرى تكرس التجزئة داخل الحراك الجنوبي , وترفض الآخر
بعدائية مقيتة ,وتسعى لتحقيق السيطرة على الحراك الجنوبي بثقافة همجية
متخلفة ,بل باتت تسعى إلى تكريس ثقافة متطرفة من خلال الشعارات الوطنية
التي تحملها وتتظلل تحتها ,بل وتمزق النسيج الاجتماعي الذي مزقه الحزب
الاشتراكي وحاولنا إعادته من خلال التصالح والتسامح , وتتفرق لزرع الشكوك
بين المناضلين .هذا التيار رفع من شأن الاشتراكيين ونتج عنة اتجاه
اشتراكي حاول السيطرة على اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الذي كان
مقررا في يافع , واتجاه غير اشتراكي يحمل نفس شعارات الحراك –كمظله فقط-
ليسهل علية سيطرته عليه , ولإشباع شهواته الذاتية في القيادة.
الركيزة الثانية التي تقوم عليها وحدة الحراك الجنوبي السلمي والتي
يحملها المناضلون الاوائل من خارج التيارين,وعلى رأسهم شيخ المناضلين حسن
باعوم .هي السعي الجاد والصادق لإعادة الاعتبار للنضال الموحد في كافة
المحافظات الجنوبية. ثم إن الأوان قد آن لكي يضع الحراك الجنوبي لنفسه
أهدافا وحدوية أولها رفض الازدواج بالعضوية فأما برنامج الحراك وأما
البرنامج الحزبي { وانتم تعلمون كيف كانت حالة ليلة الاستقلال الأول
عندما جاءت 12 جهة كل واحدة منها تدعي إنها تمثل الشعب الجنوبي ,وكان
الشيء الطبيعي أن يحدث التعدد بعد الاستقلال وليس قبلة ولكن حصل ما
حصل}.واليوم فإن وحدة الحراك الجنوبي هي الهجوم الاستراتيجي الكبير الذي
يمتلكه الشعب الجنوبي بوجه المحتل ,أذن فالأصل هو وحدة الحراك,وليس
تجزئته إلى مكونات صغيرة هشة. وقد أتضح بما لا يقبل الشك كيف إن التعدد
المبالغ به هو الذي منع الشعب الجنوبي ليلة الاستقلال الأول من أن يخرج
بكل إمكاناته لبناء دولته الجديدة ,واليوم يتضح بما لا يقبل الشك إن
محاولة سيطرة بعض الاشتراكيين على قيادة الحراك الجنوبي –كما حدث في
18/1/2010م في يافع - هي نقطة التنازل الثانية التي يقدمها الحزب
الاشتراكي للمشروع الشمالي لتعطيل الكثير من طاقات الشعب الجنوبي
وقدراته. من هنا فنحن نرفض رفضا قاطعا طريقة التبعية والإلحاق التي يقوم
بها بعض الاشتراكيين, والتي تصادر العمل الوطني الجنوبي وسياساته
واعتباراته التكتيكية لمصلحة نظام صنعاء وأحزاب اللقاء المشترك.علاوة على
إن هناك من يحاول تشويه بعض الشرفاء من الاشتراكيين الجنوبيين الذين فكوا
الارتباط عن حزبهم, وإبعادهم من قيادة الحراك الجنوبي وإسقاط مشروعنا
ألتسامحي الوطني الجنوبي تحت شعار اليأس منهم أو سقوطهم التاريخي , وهذا
الخطاب الجاف هو نفس خطاب الاشتراكيين في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي
,وهو إن تقبلناه قد يؤدي إلى وقوع الحراك الجنوبي أسير لغة غير مفهومة
,وشعارات غير عملية , خاصة ونحن مستمرين في مطالبة الاشتراكيين الجنوبيين
بصياغة علاقة صحيحة ناضجة وشريفة بينهم وبين الحراك الجنوبي السلمي بما
يحفظ للحراك الجنوبي استقلاليته عن الحزبية المرتبطة بصنعاء .إن مثل هذه
الصياغة المحددة للعلاقة بين الحراك الجنوبي وبعض الاشتراكيين هي التي
تدفع الجميع إلى النضال السلمي الموحد ودون هوادة من اجل وحدة الصف
الجنوبي وأحداث الطلاق السياسي النهائي مع صنعاء, وتصحيح العلاقة مع
الشعب الجنوبي,والأقفال النهائي لكل ملفات الصراعات السابقة , ونرفض إن
يقوم الحزب الاشتراكي بصنع خصومة جديدة مهما كانت مبرراتها ضد الحراك
الجنوبي ,ويعلم الاشتراكيون والصداقة التي تجمعنا بهم والتضحيات التي
قدمناها معا أننا لا نسعى إلى مجد ولا منصب ولا مصالح ذاتية ’ولكننا نحرص
على وحدة الصف الجنوبي بعيدا عن الشطحات والإلغاءات التي حاول بعض
الاشتراكيين تكريسها بين صفوف الجنوبيين في اجتماعات يافع ,وان لا تستخدم
الحزبية التي أصبحت مقيتة فعلا ضد وحدة الحراك الجنوبي,وان لا تستقل وجود
هيكلها التنظيمي القديم في الجنوب في بث الإشاعات ضد الشرفاء,أو الإستيلا
على قيادة الحراك ,خاصة وأن اجتماع الاشتراكيين في 7 /12//2009م لإلغاء
قرارات 30 نوفمبر2009م قد أصبح دليل على سيرهم في نفس الطريق القديم. ومع
الأسف فقد حاولوا تكراره في اجتماع اللجنة التحضيرية في 18/1/2010م في
يافع إلا إنهم فشلوا.
ومن واجبنا هنا أن نتوقف قليلا أمام مضاعفات هذه الأفعال التي لا تخدم
قضيتنا ولا وحدة صفنا الجنوبي ,لنعرف جيدا أن هذا الاصطفاف الحزبي لم يعد
مجرد عودة إلى الماضي , وهدرا لطاقات الاشتراكيين أنفسهم ,واستنزافا
لنضالات الشعب الجنوبي ,وساحة لإشاعة مناخ التفتيت وإطلاق شتى أنواع
الغرائز فحسب,بل أصبحت أيضا ميدانا لاستدراج كل التباينات وتأجيجها وصب
زيت نظام صنعاء عليها,مما يزيد القضية الجنوبية تعقيدا. ومن هنا فإقفال
هذا الباب الأسود على قاعدة وحدة الجنوب وإيجاد قيادة غير متحزبة للحراك
الشعبي هو اليوم مطلب جنوبي لا يستطيع أحد أن يوقفه ,خاصة وان رفض"
تحزيب" قيادة الحراك الجنوبي السلمي هو أفضل إسهام يمكن أن يقدمه
الاشتراكيون قبل غيرهم لدعم الحراك الجنوبي وتعزيز عمقه الجماهيري
.فالاشتراكي كان على الدوام هو الملاذ الأخير لنظام صنعاء ,وهو الساحة
الفضلى التي يسهل التعامل معها ,والذي من خلالها يمارس نظام صنعاء حصاره
الدائم لوحدة الجنوبيين ,ومحاولة اختراقها, وزرع مناخ التفتيت والتناحر
بين أبناء الجنوب ,مستفيدا من مناخ الواقع الحزبي ,والتشكيلات التي تمت
لقيادة الحراك الجنوبي . والواقع إننا قد قاومنا ذلك التعدد
الوهمي الذي دعا إلية بعض الأفراد كذبا, وعبر الصحافة الالكترونية وليس
من خلال الواقع , ومع الأسف أن أخواننا في المنفى يعتقدون أن تلك
الكيانات التي يروج لها بعض ضعيفي النفوس موجودة فعلا في الواقع ,وعلى
ضوئها يجري التعامل مع الحراك الجنوبي السلمي , ولكي يظل أولئك الأفراد
أصحاب المصالح الذاتية على رأس الحراك الجنوبي ,وليس شرائح المجتمع صاحبة
التضحية والسيادة .
لقد صمتنا كثيرا وحاولنا تجنب توضيح الحقائق للناس على أمل أن يعيد بعض
الاشتراكيين حساباتهم ,ولكن عندما رأينا أن هناك من يسعى إلى إحياء
الهاجس القديم - الجديد وذلك بفرض سيطرت الاشتراكي على قيادة العمل
الوطني والذي يحشد في إطاره كل الاشتراكيين وأنصارهم ,والتي تعبر عنة كل
يوم الاجتماعات الحزبية والبيانات والسيناريوهات الشمالية ,وتصريحات
قادته من صنعاء, والتواصل مع الخارج لمساعدتهم على تنفيذ مشروعهم ,فضلنا
توضيح هذه القضية للرأي العام ,حيث كانت هناك مساعي مخططة للسيطرة على
الحراك الجنوبي ,تجسد ذلك من خلال رفض الاشتراكيون توسيع مجلس قيادة
الثورة السابق, وإشراك شرائح المجتمع الجنوبي فيه . وطوال ستة أشهر{من
9مايو إلى 1نوفمبر 2009م} وبعد نقاش وتوسل وأستجدى وافق الاشتراكيون على
توسيع مجلس قيادة الثورة السلمية على إن يكون التوسع على مقاسهم ,وكانت
البداية محافظة لحج ,حيث تأسس فيها مجلسا اشتراكيا خالصا ,وهكذا كان
التشكيل على مستوى مديرياتها –وظهرت المناطقية في ذلك التشكيل بشكل
مقزز,حيث تربعت ثلاث مديريات من أصل 13 مديرية على قيادة الحراك في
المحافظة -.وحاول الاشتراكي تكرار ذلك في محافظات أخرى ولكنه فشل .
وكما قلت وبعد ضغوط كبيرة وافق الاشتراكيون على توسيع مجلس قيادة الثورة
من شرائح المجتمع الجنوبي قولا ولكنهم رفضوها عمليا وقال بعضهم إن وجود
رجال الدين والمشايخ من ضمن قيادة الحراك يعتبر تشجيعا للإرهاب. إن معرفة
هذه الحقيقة هي مسئولية تقع على كاهل كل القوى الجنوبية بما فيهم
الاشتراكيون ,كما إن كل أخواننا في المنفى مدعوين ,لأن يسعوا بكل
إمكانياتهم لإعادة الروح إلى الحراك الجنوبي ,وان لا يكتفوا بالانتقادات
’بل أن يعملوا بروح الفريق الواحد لنقل العلاقة إلى إيجابية وأكثر
تطورا..إذ ليس هناك هدف أسمى يضاف إلى الهدف المقدس {تحرير الوطن }من
تقديم النصح لبعض الاشتراكيين بالسير معا إلى بر الأمان بدلا من طريقة
الاستحواذ على الحراك وإلغاء المناضلين الأوائل الذين قدموا أروع
التضحيات بينما قيادة الاشتراكي في صنعاء كانت مشغولة بالمطالبة بمقراتها
وأموالها-باستثناء المناضلان مسدوس وباعوم-.
لقد بات من نافل القول الحديث عن الأضرار الكبرى التي لحقت بالنضال
الوطني من جراء سيطرة بعض الاشتراكيين على قيادة الحراك الجنوبي ,وتطرف
البعض الآخر من خارجهم كما بات واضحا كيف أن نجاح المشروع الاشتراكي
الشمالي في عزل نشطاء العمل السياسي الجنوبيين من غير الاشتراكيين عن
قيادة الحراك , وحتى عزل بقية الاشتراكيين المتعاطفين معهم ,كان البوابة
التي نفذت منها العديد من التباينات بين أبناء الجنوب ,فشعار بعض
الاشتراكيين أما السيطرة على قيادة الحراك الجنوبي مع إشراك الآخرين
شكليا وإما تعطيل أي محاولات لقيادة الحراك إذا لم تكن الأغلبية منهم,كما
لم يعد مخفيا على احد حجم الصراع الذي يخوضه أبناء الجنوب بهدف التخلص من
قيود الحزب الاشتراكي المركزية سواء على المستوى الشعبي حيث امتلأت
الساحة الجنوبية عبر السنوات العشر السابقة بعد الاحتلال ,بالعديد من
مظاهر الرفض لسياسة الحزب المشئومة , أو على مستوى قيادة الحراك حيث
نواجه محاولاتهم للسيطرة على قيادة الحراك كرا وفرا .
إن هذه الحقائق تتطلب إنكبابا جنوبيا عاما ,ومن قبل الاشتراكيين أولا
الذين يشاركوننا نفس الهم ويرفضون سيطرت الحزب الاشتراكي على الحراك وهو
مازال مرتبطا في صنعاء , حتى لا تحدث فتنة يعد لها نظام الاحتلال
,والمتطرفين داخل الحراك من خارج الاشتراكي . لقد قلنا في عيد الأضحى
المبارك عصر 13يناير 2006م يوم التصالح والتسامح :" إن الاشتراكي والوحدة
قد ماتا وشبعا موتا", وبدون ذلك لا يمكن أن يستعيد الجنوب موقعة في
الجزيرة العربية ودورة على كل المستويات ,وحتى تكسب القضية الجنوبية مددا
استراتيجيا حقيقيا يتمثل بموقع الجنوب العربي ,الذي يتوسط المعمورة
,ويجمع الشرق مع الغرب ,ومكانته الاقتصادية المؤثرة في كل المجالات وحجمه
التاريخي العربي والإسلامي والعالمي .ولكننا من جانب آخر نرفض التهافت
على انتقاد الاشتراكيين الجنوبيين ,أو زرع خصومة وهمية يروج لها ضعفاء
النفوس ,ونأخذ المسألة ببساطة أن لا ازدواجية في قيادة العمل الوطني
,ونحن بذلك نحافظ على بعضنا البعض كجنوبيين ,ونؤسس مرجعيه في ثقافة
التعامل مع الآخر ,ونعترف أن التعدد بطرح الآراء تأتي بحكم الفطرة تبعا
لتنوع العقول ووحي الضمائر في اختيار أنجح الوسائل وأصلحها للوصول إلى
تحقيق مطالب الوطن الجنوبي ,وهكذا يجب أن نتعامل معها, وليس بإطلاق
الشتائم والاتهامات وإلغاء الآخر .وهكذا نفهم خدمة الوطن ,وهكذا نعمل على
إرساء ثقافة جديدة للحراك الجنوبي السلمي , فمهما تعددت المسالك والآراء
فالشعب الجنوبي لا يفهم إلا وحدة الغاية .
لهذا قلت وأكرر القول إن على المشاركين بالحراك الجنوبي واجبا في اختيار
من يقودهم ممن صقلوا في معركة الاستقلال السلمية , وعرفوا فعلا وعن قرب
طهارة سيرهم من أي مصلحة ذاتية , وفي أية محافظة أو مديرية وجدوا ,وما
قيادة الحراك الجنوبي الصحيحة إلا لسان الشعب الجنوبي ووكيلة حقا ورمز
أمانيه وعنوان قضيته العادلة .
كنا نود أن يفهم الكل أن خدمة الوطن في ظروفنا الحاضرة فوق كل اعتبار
حزبي ,وفوق كل مصلحة ذاتية ,ولكنا والأسى يملأ قلوبنا نرى أمام أعيننا
جماعة منا قد دفعها حب الظهور على رأس الحراك الجنوبي إلى مزاحمة غير
مشروعة , بل إلى مواقف أستخدمة فيها اتهامات لا يزاولها شخص شريف أمام
شخص آخر في الحراك الجنوبي .نعم يملأ الأسى قلوبنا لأني أعلم وكلكم يعلم
أن لا رجاء لشخص في الحراك السلمي الجنوبي يقوم خطابة على إيذاء رفاقه في
إخلاصهم وسمعتهم وعلى إفساد الضمائر بالإشاعة أو الاحتيال .حيث يقوم
البعض بحرب شعواء ضد الحزب الاشتراكي , وبعض الاشتراكيين من جانبهم ردوا
ضد كل من لا يرى رأيهم ومن لا يدين بسياستهم , وقد أسرف الطرفان في الطعن
والافتراء والإيذاء , وكل طرف يبرق لصاحبة بهذه الجملة { لا فض فوك} .
هذا يجري ونحن نقف أمام وثيقة داخلية (ميثاق الشرف),ووثيقة أخرى تؤكد
عدم الازدواجية في العضوية , وإذا أراد الاشتراكيون الجنوبيون إن يناضلون
لوحدهم وفي إطار حزبهم فمن حقهم عمل ذلك ,لكن أن يتبوءوا مناصب قيادية
على رأس الحراك السلمي وهم مرتبطون حزبيا مهما كانت مبرراتهم , فهذا يضر
بالقضية الجنوبية ويتناقض مع أهداف الحراك الجنوبي ,وسيحصل ازدواج لا
نعرف بسببها هل الاشتراكيون الجنوبيون يناضلون من اجل وطنهم أم من اجل
برنامج حزبهم , وما الفائدة أن ترفع شعارات الحراك وأنت تنتمي إلى حزب
يعمل ضد هذه الشعارات ؟ , ففي هذه الحالة أنت تشاطر المحتل وزر آثامه.
ولا نعرف هل يريد الاشتراكيون ليتبوءوا أماكنهم في قيادة الحراك , يجلسون
باسم الحزب أم باسم الوطن ؟ .وإن كان جلوسهم هو باسم الوطن إذن ما فائدة
تشبثهم بعضوية الحزب الاشتراكي ؟, وهم يعلمون أن من يخرج منهم على برنامج
حزبهم فقد خرج على الحزب الذي ينتمي إليه, هذا من جهة ,ومن جهة أخرى
أيضا, نحن نرفض التطرف الآخر الذي بدأ يظهر بقوة ,وله نفس الطرح
الاشتراكي-هو الحراك والحراك ملكا له- ,ويتسلق مع الأسف بجلباب الماضي
الذي عاش عليه الاشتراكي في الماضي, وعلى ظهر بعض المناضلين .وإذا ما
توسع هذا التيار لا سمح الله فإنه سيقسم الحراك كما قسم الاشتراكيون
الشعب الجنوبي إلى عدة مسميات,حتى سهل الانقضاض علية عام 1994م.
هكذا أخي في الحراك الجنوبي
لقد صبرنا ورفضنا الدخول بهذا السجال, وحاولنا إن ندفع بالتي هي أحسن ,
لأننا كنا نعرف جيدا إن الأغلبية من الذين ينتقدون الحزب الاشتراكي هم
أما اشتراكيون-أي ينتقدون الحزب الذي ينتمون إلية- وأما وهم أكثر تطرفا
من الاشتراكي نفسه. وكان يمنعنا حب الوطن ومكانة دماء الشهداء عن إن ندل
على مواضع الضعف والتعصب الأعمى في بعض الاشتراكيين وغيرهم من الذين
يحملون أفكارا هي أكثر تطرفا وكذبا , حتى صرنا نرى إن السكوت عن هذه
الأعمال التي لا تليق بنضالنا يعتبر استسلاما لها ,بل وتفريط بثقافة
جديدة عملنا من اجلها منذ اليوم الأول بعد الاحتلال . """""""""
إني ليحزنني أن تنتشر روح المخاصمة بدلا من روح المحبة والإخلاص ,
وأصارحكم بأننا إذا كنا قد كسبنا كثيرا من حقوقنا الوطنية الجنوبية ,
فإننا قد بدأنا نفقد شيئا مهما من إخلافنا الحوارية التي بدأ الحراك بها
, بعد إن صار المتعطشين للمخاصمة كراما عند البعض , وبعد إن صار الشرفاء
هدفا لاعتداء المعتدين , وبعد إن صارت بعض التباينات المفتعلة أداة
لإفساد روح الشباب الصاعد وإيذاء النفوس العفيفة , ووسيلة لإقصاء ذوي
الرأي والحكمة .
وأني أصارحكم بأني ما كنت يوما كبير الأمل فيما يدعوا له البعض من
تشكيلات وهيئات, لأني اعلم إن ذلك مبعثه النفس والتكوين الثقافي البسيط ,
وليس القضية الجنوبية ولا الأهداف التي نضحي من أجلها . ناوأنا ذلك
التسابق المخجل في تشكيل تلك الهيئات المسميات التي عكست بالفعل تسابق
بعض الاشتراكيين عليها أو قاموا برد فعل ضد مكونات يشعرون إنها خرجت عنهم
, وعن توجهاتهم السياسية , هذه الأعمال أخلت بالعلاقة بين الاشتراكيين
الجنوبيين والحراك الجنوبي , بعد أن كانا متحدان ومتداخلان وملتفان حول
بعضهما البعض . خاطبنا الاشتراكي بكلام طويل وصادق خلاصته أن هذه الأعمال
التي يقوم بها بعضهم ستؤدي إلى حالة غير مرضية , وأنها ستكون سببا في
تفكيك الحراك بين اشتراكيين وغير اشتراكيين , ولن يكون لبعض الاشتراكيين
عذر يبدونه أمام شعبنا . ومع الأسف لم يرق كلامي هذا بعض الاشتراكيين, بل
اعتبروه بداية الفراق السياسي وفاتحة الخصام بيني وبينهم .
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم خاصة بعد أن صرحت قيادة الحزب الاشتراكي
بأن مشروعها يختلف عن مشروع الحراك الجنوبي , بل وتكيل الاتهامات للشعب
الجنوبي الصابر بعد أن سلبوه هويته وكرامته , وبعد أن أقرت أن حرب 1994م
لها ايجابية وذلك بحفاظها على الوحدة , وان أي معالجة لنتائج حرب 94م
لابد أن تبدأ منذ عام الثورة ضد الأئمة العام 62م . وبعد إن أكد الأمين
العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان في قناة المستقلة
:"إن لأحزاب اللقاء المشترك مشروع يختلف عن مشروع الحراك الجنوبي , وهو
سبب الاختلاف الحاصل اليوم في الجنوب" . وقد طرحنا أمام الاشتراكيين إنة
إذا كان مشروعنا صغيرا فلماذا تريدون السيطرة علية؟. فهذا الطرح لا يحترم
أبسط حقوق الجنوبيين, ولا يصون كرامتنا ولا كرامة شهداءنا . ولو كنت من
المحتلين لصفقت للحزب الاشتراكي على هذه الخدمة الكبرى التي أسداها إليهم
,بل وما يزال الحزب الاشتراكي يحمي آخر شرعية للجمهورية العربية اليمنية.
وعلى مؤسسة الحكم في صنعاء أن تحمد الله الذي ساق لها حزبا لا وطن له,بل
ولو طاوعوه أبناء الجنوب هذه المرة لأجهز تماما على آمالهم وأهدافهم
ولأصبحوا بدون أرض.
لذا فنحن نطالب الاشتراكيين الجنوبيين بحق الوطن ودماء الشهداء أن
يحققوا بهذه الجرائم التي يدافع عنها حزبهم , وان يعلنوا للشعب الجنوبي
الذي يدفع من دمه ثمنا كبيرا لأخطاء ارتكبها الحزب الاشتراكي , وما زال
يرتكبها حتى هذه اللحظة .
إلى هنا أخي القارئ تتوقف رسالتي هذه التي ما كنت أريد كتابتها لولا أن
طفح الكيل ونفد الصبر , ووصل التضليل الذي يقوده الاشتراكي إلى منتهاه .
ولا نعرف كيف يمكن الاشتراكيين الجنوبيين أن ينكروا الحقيقة بعد هذا كله
. وكيف يسمحون لقيادتهم الحزبية ويوافقونها على الوصول إلى ما تصبوا إلية
لتنفيذ مشروعها الثاني , وهو المشروع الذي لا يلغي قضيتنا الجنوبية فقط ,
وإنما يسعى إلى دفن الحراك الجنوبي والقضاء علية , وقد ظهرت نيتها بأوضح
بيان بما ألقيته على مسامعكم . أما نحن فرغم هذا , إلا أننا لا نرى في
الاشتراكيين الجنوبيين إلا أنهم مننا ونحن منهم , وأعتقد إننا سنتفق مع
بعضهم , فما كان لأي إنسان جنوبي يضحي بحياته ويقدر تضحيات أخوانة ويقدم
واجبة أن يتنازل عن شخصيته وضميره فيلقيها تحت أقدام غيرة يعبث بهما كما
يشاء , بل وكان يجب على الاشتراكيين الجنوبيين أن يعرفوا أن مشروع
المشترك الجديد يعطي لصنعاء حق الاستمرار في احتلال الجنوب , وان عضويتهم
هي آخر ما تبقى لصنعاء من شرعية كاذبة ,بل ومن خلالها يحاول المشترك
أقناع نظام صنعاء أن يتعاونا وفق مصالحهما حتى يتوصلا إلى احتلالنا
احتلالا شرعيا , وكان يجب على الاشتراكيين الجنوبيين بصفتهم الجنوبية أن
لا يعطون هذه الشرعية على الأقل للحزب الذي ينتمون إلية , وأن يفهموا أن
ما يعرضه الحزب الاشتراكي من حق نظام صنعاء باحتلال الجنوب يتنافى على
الأقل مع الحيطة التي يجب على حزب مثله وقع اتفاقية إعلان الوحدة ,ثم
أحرقت تلك الاتفاقية بحرب شاملة-راح ضحيتها في مدينة عدن لوحدها أكثر من
سبع مئة طفل و أمرآه- أن يتمسك بوطنه وخيارات شعبه المشروعة بدلا من
السير في بناء أمجاد مضحكة على حساب الجنوبيين . وعلى الاشتراكي أن يدرك
أنه قد صار في الواقع أمام مستقبل الجنوب وجها لوجه.بل وأصبح وجودة يشكل
صعوبة كبيرة في إيجاد مكون سياسي واحد للجنوبيين يعزز من وحدتهم,ويدافع
عن حقوقهم.لذا أضطرينا وبألم إلى تشكيل مجلس الحراك السلمي لتحرير
الجنوب"حسم",والتزمنا بتوجيهات الأخ الرئيس علي سالم البيض بحذف
المختصر"حسم".وسيظل المجلس يسعى لتوحيد كل شرائح المجتمع الجنوبي في هذا
المكون الوطني غير الحزبي.
ختاما, لقد ظهر الحق, وليس لي إلا أن أنادي ذوي الضمائر الحية من
الاشتراكيين الجنوبيين أن يتدبروا في موقفهم وأن يتقوا الله في أي فتنة
جديدة, وما تدخره الأيام لهم من مخاوف قبل أن يحم القضاء فلا ينفع
الندم.ونقول بكل ألم انه لا فرق عند الجنوبيين بين من قد سلب أرضة وثروته
باسم الوحدة وبين من يسلبنا قرارنا وتضحياتنا بطرق حزبية أو أيديولوجية,
سوى أن الأول يحتل وطنا مباشرة ,والثاني يسوق هذا الاحتلال .
ولا يغرنكم من الذئب أن يرتدي ثوب الحمل.
ولكم جزيل الشكر .