اعلنت السلطات الاسرائيلية امس الاربعاء الافراج عن كافة النشطاء الذين احتجزوا على متن 'اسطول الحرية' الذي كان متوجها الى قطاع غزة، استعدادا لترحيلهم، وذلك في الوقت الذي يلوح شبح ازمة جديدة مع سفينة متوجهة لقطاع غزة محملة بالمساعدات.
واعلنت الحملة الاوروبية لرفع الحصار عن غزة احدى الجهات التي شاركت في تنظيم 'اسطول الحرية' انه توفر لديها تمويل ثلاث سفن من الاسطول الجديد الذي سيتوجه الى غزة. وذكرت في بيان لها تلقت 'القدس العربي' نسخة منه ان الاسطول الجديد سيطلق عليه اسم 'الحرية 2'، نسبة الى اسم الاسطول الاول الذي تعرض للمجزرة الاسرائيلية.
ورغم الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية، الا انه لم يثن النشطاء عن عزمهم كسر الحصار على القطاع، حيث تتوجه سفينة تحمل نشطاء ايرلنديين وماليزيين الى قطاع غزة مما قد يؤدي الى انفجار ازمة جديدة. وتتواجد سفينة راشيل كوري التي تحمل مواد بناء، في مياه المتوسط حاليا، ويقول المنظمون انها ستصل الى غزة بعد عدة ايام.
وتردد ان السفينة تقل 15 شخصا من بينهم احد الحائزين جائزة نوبل ونائب في البرلمان الماليزي. ومع تصاعد الازمة الدبلوماسية بين اسرائيل وتركيا بسبب الحادث الدموي الذي تردد انه اسفر عن استشهاد اربعة اتراك، اصدرت انقرة تحذيرا بانها ستعيد النظر في علاقاتها مع اسرائيل ان لم تفرج الاخيرة قبل مساء الاربعاء عن الاتراك الذين اعتقلتهم على متن 'اسطول الحرية'.
وطالبت تركيا اسرائيل برفع الحصار الذي تفرضه على غزة كشرط لاعادة العلاقات الى طبيعتها لكنها أضافت انه 'حان الوقت لأن يحل الهدوء محل الغضب' في أعقاب الهجوم الإسرائيلي.
وقال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة إثر عودته من الولايات المتحدة 'مستقبل العلاقات مع اسرائيل يعتمد على موقف إسرائيل'. وتابع 'إنني لا أرى سببا لعدم عودة العلاقات الى طبيعتها بمجرد رفع الحصار عن غزة والافراج عن مواطنينا'.
وأصدر برلمان تركيا المنقسم عادة امس الاربعاء بالاجماع قرارا غير ملزم يدعو الى مراجعة العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع اسرائيل.
وتحدث داود أوغلو مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الثلاثاء لبحث الازمة الدبلوماسية وكان يزور نيويورك في اليوم السابق لحضور اجتماع لمجلس الامن التابع للامم المتحدة دعت لعقده تركيا لاصدار قرار يندد بالاعمال الاسرائيلية. وقال أوغلو 'أبلغت السيدة كلينتون هاتفيا اننا سنعيد النظر في كل العلاقات مع اسرائيل اذا لم يفرج عن مواطنينا خلال 24 ساعة أي بحلول هذه الليلة' لكنه أشار الى ان اثنين منهم اصيبا بجروح شديدة تمنعهما من السفر.
من جهته اعتبر المفوض العام لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) فيليبو غراندي الاربعاء ان رفع الحصار المفروض على قطاع غزة والسماح باستيراد المنتجات من اسرائيل هما المفتاح لحل الازمة.
وقال غراندي في مؤتمر صحافي خلال زيارة يقوم بها لفنلندا، احدى اهم الدول المانحة في الامم المتحدة، ان 'ما يجب القيام به هو السماح بمرور سلع من اسرائيل الى قطاع غزة'. واكد ان الهجوم الدامي الذي شنه الجيش الاسرائيلي الاثنين على اسطول الحرية فيما كان متجها الى غزة يظهر ان الوضع الراهن لا يمكن ان يستمر ويشكل عامل توتر في المنطقة.
وفي اسرائيل قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء امس الأربعاء إن إسرائيل تقف أمام هجمة نفاق دولية، ورأى نتنياهو في خطاب ألقاه في مقر رئاسة الوزراء أعقب اجتماعا للحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية أن 'إسرائيل تقف أمام هجمة نفاق دولية'. وأن 'دولة إسرائيل ملزمة بمنع دخول أسلحة موجهة ضدها إلى قطاع غزة ولذلك ينبغي الاستمرار في الحفاظ على حصار قطاع غزة'. وأضاف 'إيران تواصل تهريب السلاح إلى غزة بهدف إطلاقه باتجاه غلاف غزة' في إشارة إلى البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع.
الجدير بالذكر أن إسرائيل أجرت تفتيشا دقيقا في سفن قافلة الحرية ولم تجد على متنها قطعة سلاح واحدة وإنما شحنات إغاثة وحسب. وتابع نتنياهو أن 'الصواريخ والقذائف الصاروخية التي تهربها إيران إلى غزة بهدف ضرب غلاف غزة وتل أبيب وهرتسيليا، وبعضها موجود في غزة، وواجبنا يحتم علينا منع هذا السلاح من الدخول عبر البر والبحر'.
وقال نتنياهو للصحافيين 'أريد أن أسألكم، هل هؤلاء نشطاء سلام؟ إنهم مؤيدون للإرهاب المتطرف والعنيف وعلي أن أشير إلى أن جنود الجيش الإسرائيلي دافعوا عن حياتهم ببطولة وشجاعة وضبط نفس لا مثيل له وأنا فخور بهم'.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال اجتماع الحكومة المصغرة إنه لن يتم رفع الحصار على الرغم من الانتقادات والضغوط الدولية المطالبة برفعه واعتبر أن هذه السياسة هي 'للدفاع عن النفس'.