نظم الحراك الجنوبي بمديرية المحفد محافظة أبين صباح اليوم مسيرة جماهيرية ومهرجان خطابي حاشد أقيم وسط الشارع العام لمدينة المحفد, وألقيت فيه عدد من الكلمات من قبل العقيد متقاعد عوض علي سبولة, والشيخ سالم منصور الجرادي, والمقدم متقاعد ناصر علي الجدحي, والمقدم متقاعد محمد أحمد طيبة, والناشط عبدالله عبد الرحمن, والناشط عاطف محمد عاطف رئيس اتحاد شباب الجنوب بالمحفد.
ورفع المتظاهرون رايات خضراء وصوراً للزعيم اليمني الجنوبي "علي سالم البيض" وأعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كانت دولة مستقلة حتى العام 1990م.
ورددوا شعارات وأهازيجاً شعبية تعرف بـ"الزوامل" طالبوا فيها بالتحرير وخروج الاستعمار في إشارة إلى قوات الرئيس اليمني "علي عبدالله صالح" التي دخلت الجنوب عقب انتصارها في حرب صيف العام 1994م.
وأشاد المتحدثون في المهرجان بالمؤتمر الصحفي الذي عقدة الشيخ طارق الفضلي القيادي البارز في الحراك الجنوبي يوم الخميس الماضي بعاصمة المحافظة "زنجبار" واصفين إياه بالناجح والمعبر عن التطلعات والآمال.
وكان الشيخ طارق الفضلي قد أنهى يوم الخميس هدنة بمدينة زنجبار أعلنت مطلع مارس الماضي وشنت خلالها الحكومة اليمنية حملة مطاردات واعتقالات في المدينة.
وقالوا: "لقد أثلجت صدورنا ياشيخ طارق وألجمت أفواه المروجين أذيال سلطة المحتل اليمني البغيض وأثبت للقاصي والداني أن القضية الجنوبية تجري في دمك وبأنك شامخ وثابت على مبادئك كشموخ وثبات جبل شمسان لن تحيدك ولن تزعزع إرادتك وعزيمتك جحافل المحتل الغاشم".
واضافوا باسم أبناء باكازم قاطبة نعلن وقوفنا إلى جانب الشيخ الفاضل طارق الفضلي ونحذر أجهزة سلطة المحتل من مغبة المساس به.
وأعلن المتحدثون عن تضامنهم ووقوفوهم إلى جانب القابعين تحت ماوصفوه بـ"الحصار الظالم الذي تفرضه سلطة المحتل بالحديد والنار على مناطق الضالع وردفان وعزان".
وطالبوا المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمات حقوق الإنسان بسرعة التدخل وإنقاذ شعب الجنوب, على حد وصفهم.
وأيدوا دعوة الرئيسين علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس بتشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق في ما وصفوه بـ"مذبحة الضالع" يوم الاثنين 7 يونيو حزيران الجاري التي سقط فيها أربعة قتلى وعدد من الجرحى وأضرار في المنازل والمحال.
وتشهد مدينة المحفد احتجاجات منتظمة يومي الخميس والسبت ضمن حركة احتجاجية تلقى قبولاً متزايداً في الجنوب وتطالب بالاستقلال.
وكانت مديرية المحفد التي تعاني حرماناً من الخدمات الأساسية قد شهدت غارة جوية على بلدة "المعجلة" يوم 17 ديسمبر كانون الثاني سقط ضحيتها عشرات القتلى معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال.
واعتذرت الحكومة اليمنية مرتين عن الحادثة بعد أن رفضت في البداء الاعتراف بوقوع خطأ في الغارة.
وقالت منظمة العفو الدولية مطلع الشهر في تقرير لها ان صاروخا اميركيا محملا قنابل انشطارية استخدم في هجوم اوقع 55 قتيلا، معظمهم من المدنيين، في كانون الاول/ديسمبر 2009 في اليمن.
ونشرت المنظمة صورا قالت انها تظهر بقايا صاروخ توماهوك من صنع اميركي وقنابل انشطارية لم تنفجر استخدمت على ما يبدو في الهجوم الذي وقع في 17 كانون الاول/ديسمبر 2009 على المعجلة في محافظة ابين جنوب اليمن.
وكانت وزارة الدفاع اليمنية اعلنت ان القوات اليمنية شنت هذا الهجوم بدون ان تشير الى دور للولايات المتحدة وقالت انها قتلت بين 24 وثلاثين ناشطا في الهجوم على معسكر للتدريب لتنظيم القاعدة. لكن مسؤولا محليا اكد بعد ذلك ان "49 مدنيا بينهم 23 طفلا و17 امرأة قتلوا في هذا الهجوم".
وبحسب منظمة العفو التي اشارت الى 55 قتيلا، فان لجنة برلمانية اكدت في شباط/فبراير مقتل 41 مدنيا بينهم نساء واطفال في الهجوم وقالت انها لاحظت خلال زيارة لموقع القصف ان "كل المنازل احرقت". وقالت المنظمة ان الصور تكشف اضرارا تسبب بها الصاروخ "بي جي ام-190 دي".
واضافت ان "هذا النوع من الصواريخ التي تطلق من سفينة حربية او من غواصة مصمم لنقل 166 شحنة انشطارية ينفجر كل منها الى مئتي قطعة ذخيرة انشطارية يمكن ان تتسبب بجروح في دائرة شعاعها 150 مترا". وتابعت ان "هذه الذخائر تحوي مادة حارقة".