ملتقى جحاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى جحاف: موقع ومنتدى إخباري سياسي اجتماعي ثقافي عام يختص بنشر الأخبار وقضايا السياسة والاجتماع والثقافة، يركز على قضايا الثورة السلمية الجنوبية والانتهكات التي تطال شعب الجنوب من قبل الاحتلال اليمني
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر|

رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
وضاح الجنوب
وضاح الجنوب
المدير العام
اس ام اس
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

صوره افتراضيه

عدد المساهمات : 2568

تاريخ التسجيل : 29/05/2009

رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد  Empty
مُساهمةموضوع: رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد  Emptyالثلاثاء 6 يوليو - 2:12

الاثنين / 5 يوليو تموز 2010



القاهرة (عنا) (ا ف ب) - توفي الاثنين المفكر المصري نصر حامد ابو زيد، الذي اثارت كتاباته في الفكر الاسلامي جدلا واسعا، عن 67 عاما في احد مستشفيات القاهرة اثر اصابته بفيروس مجهول خلال زيارة له الى اندونيسيا قبل اسابيع.

وقالت ابتهال يونس زوجة المفكر المصري ان زوجها توفي صباح الاثنين في مستشفى الشيخ زايد التخصصي في مدينة 6 اكتوبر قرب القاهرة. وسيشيع جثمانه بعد ظهر اليوم الى قريته.

وكان ابو زيد اثار جدلا واسعا بكتاباته في الفكر الاسلامي ومعارضته سلطة النص المطلقة. وقد اصدرت محكمة الاحوال الشخصية بناء على مراجعة قرارا بتطليقه من زوجته لانه اعتبر مرتدا عن الاسلام.

واثر هذا الحكم اضطر للجوء مع زوجته استاذة الادب الفرنسي في جامعة القاهرة الى هولندا.

ولد ابو زيد في قرية قحافة بمحافظة طنطا (90 كلم شمال القاهرة) في العاشر من تموز/يوليو 1943 وحصل على دبلوم المدارس الثانوية الفنية الصناعية/قسم اللاسلكي عام 1960 وعمل بضع سنوات حتى استطاع ان يوفر لنفسه فرصة الدراسة الجامعية.

وفي 1972 حصل على الليسانس من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب في جامعة القاهرة بتقدير ممتاز، ثم ماجيستير من الكلية نفسها في الدراسات الاسلامية في 1976 بتقدير ممتاز ايضا. وفي 1979 حصل على دكتوراه في الدراسات الاسلامية من الكلية نفسها. وعمل استاذا في جامعة القاهرة.

واصدر ابو زيد العديد من الكتب من اهمها "الاتجاه العقلي في التفسير: دراسة في قضية المجاز في القران عند المعتزلة" و"فلسفة التأويل: دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي" و"انظمة العلامات فى اللغة والادب والثقافة: مدخل الى السميوطيقا" و"مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن".

كما الف "إشكاليات القراءة وآليات التأويل" و"الامام الشافعي وتأسيس الايديولوجية الوسطية" و"نقد الخطاب الديني" و"المرأة في خطاب الازمة" و"التفكير في زمن التكفير" و"الخلافة وسلطة الامة" و"القول المفيد في قصة ابو زيد" و"النص، السلطة، الحقيقة" و"دوائر الخوف: دراسة في خطاب المراة" و"الخطاب والتأويل" و"هكذا تكلم ابن عربي" و"اليسار الاسلامي: اطلالة عامة".

وقام بالتدريس ايضا في جامعة اوساكا اليابانية وكان كذلك استاذا زائرا في جامعة ليدن في هولندا.

ومن اهم المعارك الفكرية التي خاضها، تلك التي اندلعت اثر تقديمه ابحاثة للحصول على درجة الاستاذية في جامعة القاهرة واتهامه بالكفر من قبل المفكر الاسلامي المقرب من شركات توظيف الاموال في حينها عبد الصبور شاهين الذي كان عضوا في لجنة للترقيات، وأيده في تكفيره اساتذة آخرون في الجامعة بينهم محمد بلتاجي واحمد هيكل واسماعيل سالم الذين الفوا كتبا تكفر ابو زيد.
ومن ابرز افكار ابو زيد التي استند اليها شاهين في تكفيره "الدعوة للتحرر من سلطة النصوص واولها القرآن الكريم، النص الاول والمركزي في الثقافة والنص المهيمن والمسيطر في الثقافة"، مشيرا الى ان "النص نفسه +القرآن+ يؤسس ذاته دينا وتراثا في الوقت نفسه".

ورأى ابو زيد انه "آن اوان المراجعة والانتقال الى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها، بل من كل سلطة تعوق مسيرة الانسان في عالمنا، وعلينا ان نقوم بهذا الان وفورا قبل ان يجرفنا الطوفان".

وكان ابو زيد في الفترة الاخيرة يقوم بزيارات متقطعة الى مصر، وقد شارك في عدد محدود من الندوات التي نظمت له في بلده الى ان توجه الى اندونيسيا حيث اصيب بفيروس غامض عاد على اثره الى مصر للعلاج.

وفاز ابو زيد بالعديد من الجوائز بينها جائزة عبد العزيز الاهواني للعلوم الانسانية من جامعة القاهرة (1982) ووسام الاستحقاق الثقافي من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي (1993) وجائزة اتحاد الكتاب الاردني لحقوق الانسان (1996) وميدالية "حرية العبادة" من مؤسسة اليانور وتيودور روزفلت (2002) وجائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر (2005).

وسيشارك في جنازته اليوم اصدقاؤه وبينهم الناقد والمفكر جابر عصفور والمفكر حسن حنفي علي مبروك وسعيد الكفرواي الذين كان يطلق عليهم "مجموعة المحلة" لانهم اصدقاؤه منذ مراحل الشباب المبكرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وضاح الجنوب
وضاح الجنوب
المدير العام
اس ام اس
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

صوره افتراضيه

عدد المساهمات : 2568

تاريخ التسجيل : 29/05/2009

رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد  Emptyالثلاثاء 6 يوليو - 2:28



الدكتور نصر حامد أبو زيد

الدكتور نصر حامد أبو زيد (م 1943) مفكر مصري متخصص في الدراسات الإسلامية قسم اللغة العربية، من دعاة التجديد الديني تأسيسا على إعادة تحليل النصوص الدينية باستخدام المناهج العلمية الحديثة وفي ضوء سياقها الثقافي والاجتماعي والسياسي.

حياته

ولد الدكتور نصر في إحدى قرى طنطا في 10 يوليو 1943 ، حصل عام 1960 على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية قسم اللاسلكي، ثم حصل علي الليسانس من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب، جامعة القاهرة 1972 م، تقدير ممتاز. ثم حصل على منحة من مؤسسة فورد للدراسة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة 1976-1977م ثم على ماجستير في الدراسات الإسلامية عام 1976 م، بتقدير ممتاز. ثم دكتوراه في الدراسات الإسلامية، قسم اللغة العربية، كلية الآداب جامعة القاهرة،عام 1981 م، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى. كما حصل على منحة من مركز دراسات الشرق الأوسط، جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية 1978-1980م.

عمل في وظيفة فني لاسلكي بالهيئة المصرية العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية 1961 -1972 م. ثم معيد بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة القاهرة 1972م. وتدرج في سلك التدريس من مدرس إلى أستاذ مساعد حتى درجة أستاذ في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1995. كما عمل استاذ زائر بجامعة أوساكا للغات الأجنبية باليابان 1985 - 1989م.

عندما قدم أبحاثه للحصول على درجة أستاذ اتهمه أحد أعضاء لجنة الترقية في جامعة القاهرة بالردة وصدر ضده حكم بالتفريق بينه وبين زوجته ( تم إلغاؤه لاحقا)، تأسيسا على هذا الاتهام، وانتهى الأمر إلى أن قام الدكتور نصر، عام 1995، بترك الوطن في منفى اختياري حيث عمل كأستاذ زائر بجامعة ليدن في هولندا ابتداء من عام 1995.

مشروعه الفلسفي

جوهر المشروع الفلسفي للدكتور نصر أبو زيد هو الاعتماد على المناهج الحديثة والمعاصرة في فهم النص الديني. وهو الأمر الذي يؤدي إلى إنجاز مرحلة الإصلاح الديني ومن ثم دفع تحول المجتمعات العربية والإسلامية نحو النهضة. والمناهج الحديثة هنا تشمل الهرمنيوطيقا، تحليل الخطاب، البنيوية، الألسنية، والتاريخانية، إضافة إلى علم تاريخ الأفكار وعلم اجتماع المعرفة. ويرى الدكتور محمود اسماعيل أن الدكتور نصر أبو زيد،

من المفكرين الذين جمعوا بين الإحاطة بالتراث العربي الإسلامي وبين الفكر الغربي ومعرفتهما معرفة علمية أكاديمية، خصوصا في مناهج العلوم الإنسانية والاجتماعية. وهو فضلا عن ذلك من المهتمين بقضايا وإشكاليات الواقع العربي المعاصر؛ سياسيا وفكريا؛ فقد شارك – ولا يزال – في حركة التنوير بهدف صياغة مشروع نهضوي عربي معاصر؛ حيث قدم دراسات رائدة في مجال نقد التراث العربي الإسلامي. (محمود اسماعيل، 1998، قراءات نقدية في الفكر العربي المعاصر، ص 23)

أما الأستاذ محمود أمين العالم فيرى،

الواقع أن قراءة الدكتور أبو زيد هي قراءة في إطار الدين نفسه، لا بما يعلنه ويؤكده بأقواله وكتاباته فحسب، بل بمضامينها ونتائجها كذلك...

ولهذا يقول الدكتور أبو زيد في مقدمة كتابه :النص، السلطة، الحقيقة" أن "الخطاب الذي يطرحه هذا الكتاب يعد في جانب منه تواصلا مع خطاب عصر النهضة في جانبه الديني، ليس بدءا من محمد عبده حتى محمد أحمد خلف الله، بل هو تواصل مع هذا التراث في بعده الأعمق المتمثل في الإنجازات الاعتزالية – الرشدية. ولكنه تواصل يمثل "الامتداد النقدي لا لخطاب النهضة فقط بل للخطاب التراثي كذلك"...

ونقطة البداية في قراءة الدكتور أبو زيد للخطاب الديني هي تفرقته بين الدين والفكر الديني. فالدين – كما يقول – هو مجموعة النصوص المقدسة الثابتة تاريخيا، في حين أن الفكر الديني هو الاجتهادات البشرية لفهم هذه النصوص واستخراج دلالتها. وتتمثل إضافة الدكتور أبو زيد في محاولة تحليل هذه النصوص وهذه الاجتهادات لاستخلاص أو لإنتاج دلالتها على حد قوله. وهو يستند في تحليله إلى عدة أسس منهجية ومفهومية لعل أبرزها تسلحه بالمناهج العلمية الحديثة في إنتاج دلالة هذه النصوص مثل الألسنية والهرمنيوطيقا وعلم الاجتماع. والحرص على إنتاج الدلالة من داخل النصوص نفسها دون أن يفرض عليها رؤى أيديولوجية من خارجها، مدركا في الوقت نفسه أن الفكر البشري عامة – بما في ذلك الفكر الديني – هو نتاج طبيعي لمجمل الظروف التاريخية والحقائق الاجتماعية لعصره. (محمود أمين العالم، 1997، مواقف نقدية من التراث، ص60)

فلسفته

كما ذكرنا أعلاه، ما يميز المشروع الفلسفي للدكتور أبو زيد هو ارتكازه على المناهج الحديثة والمعاصرة عند معالجته لنصوص التراث. لذلك، يمكننا مقاربة فكره الفلسفي من خلال ثلاثة عناصر أساسية، منهجه، تحليلاته الفلسفية، وموقفه الفلسفي.

منهجه

يقوم الدكتور نصر أبو زيد بتطبيق المناهج الحديثة والمعاصرة في تحليل النصوص بشكل يتسم بنوع من الخصوصية بالنسبة للنصوص التراثية والدينية الإسلامية. فالمناهج الحديثة، على العموم، واحدة، ولكن التطبيق المنهجي يختلف باختلاف الثقافات. لذلك يمكن القول بأن نصر ابو زيد يزاوج بين المناهج التقليدية في التراث الإسلامي وبين المناهج الغربية الحديثة والمعاصرة في فهم وتحليل نصوص التراث، وتحليل الخطاب الإسلامي. وفي ذلك يقول،

يعتمد منهج تحليل الخطاب على الإفادة من "السميولوجيا" و"الهرمنيوطيقا" بالإضافة إلى اعتماده على "الألسنية" و"الأسلوبية" و"علم السرد". ولا يقوم هذا الاعتماد على توظيف حرفي لمقولات تلك العلوم وقواعدها المنهجية، بقدر ما يحاول الانطلاق كذلك من قراءة معاصرة للإنجازات التراثية في علوم اللغة والبلاغة، خاصة تلك الإنجازات ذات الطابع المتقدم، والتي تطرح بذورا تسمح بتأسيس إنجازات العلوم الحديثة تأسيسا ثقافيا عربيا. (النص السلطة الحقيقة" ص Cool

التحليل الفلسفي

يمكن القول بأن المفهوم المركزي في تحليلات نصر أبو زيد هو "التعددية الثقافية"، والتعددية عند أبو زيد ليست فقط ما بين الثقافات الكبرى وإنما أيضا في داخل هذه الثقافات نفسها. والوظيفة الأساسية التي تقوم بها عمليات تحليل النصوص وتحليل الخطاب في الثقافة العربية الإسلامية، من وجهة نظره، هي الكشف عن آليات الهيمنة الثقافية، أي هيمنة رؤية معينة داخل نفس الثقافة على رؤى أخرى مغايرة.

ولذلك يؤسس نصر أبو زيد تحليله على مسلمات تعكس بوضوح "التعددية الثقافية" في فكره. وانطلاقا من هذه المسلمات يتم إنجاز عمليات تحليل النصوص وتحليل الخطاب وصولا إلى الهدف النهائي وهو تحرير العقل من سلطة النصوص (أي من سلطة ثقافية معينة تستخدم النصوص) كشرط أساسي لتحقيق النهضة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وضاح الجنوب
وضاح الجنوب
المدير العام
اس ام اس
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

صوره افتراضيه

عدد المساهمات : 2568

تاريخ التسجيل : 29/05/2009

رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد  Emptyالثلاثاء 6 يوليو - 3:01

المفكّر ناصر حامد أبو زيد:
الحكومة قدّمتني ثمناً لإرضاء الجماعات الدينيَّة
طالب المولي
سافرت إلى القاهرة التي ما زالت ذكرياتها ماثلة أمامي منذ عام 1982 حين زرتها للمرة الأولى... شوارعها مكتظة وأزقتها ضيقة ونيلها جميل وأهرامها تعانق روعتها السماء بشموخ وتحدّ وحضارتها راسخة رسوخ جبل المقطم.

لم تكن زيارتي لها هذه المرة رغبة في الاستجمام، بل لمقابلة مفكر حرمنا من لقائه في الكويت بسبب {فوبيا} الرأي الآخر، إنه د. نصر حامد أبو زيد، الذي لم أتعرّف إليه سوى عبر كتب ودراسات قرأتها.

قابلت أبو زيد في منزله في القاهرة. استقبلني بابتسامته العريضة، وقدم لي كوباً من الشاي أعدّه بنفسه، ذلك أن مسؤولية المشروبات أحد مهامه المنزلية، وهذا قانون وضعته زوجته د. ابتهال يونس، أستاذة الأدب الفرنسي، بهدف توزيع العمل بين الرجل وزوجته.

بعد ذلك، عبرنا إلى تاريخ الحضارة العربية الإسلامية التي يعتز أبو زيد بانتمائه إليها، وبين كل فكرة وكلمة جلت بعقلي في دروب من التفكير وبروح تجعل اليأس مستحيلاً.

بدأنا الحديث حول قضيته التي كانت سبباً للغضب المفتعل من نوابنا، الذين استأسدوا على الحكومة واستنفروا طاقاتهم لمنعه من دخول الكويت، وهم يعلمون ما قد يسببه هذا المفكر من غربلة للعقل والتفكير.

يقول أبو زيد: {بدأت القضية مع بحث قدمته إلى الجامعة لنيل ترقية إلى درجة الأستاذية، وكنت آنذاك استاذاً زائراً في اليابان. تطرّقت في المقدمة إلى الشركات الاستثمارية الإسلامية، بعدما شعرت بما يدبر ضد الناس المساكين، ولم أكن أعلم حينها أن د. عبد الصبور شاهين، الأستاذ المشرف على البحث، كان أحد مستشاري هذه الشركة الدينيين، فراح ينشر ما كتبته فيه بطريقة مغلوطة على منبر مسجد عمرو بن العاص حيث كان إماماً. هكذا وجدت نفسي وسط رحلة فظيعة من العذاب النفسي، لا سيما بعد تأجيج الرأي العام ضدي وإقناعه بأن كتاباتي محض كفر، حتى انتهى الأمر بي إلى المحكمة، واتهمت بأنني تعرضت في بحثي للدين سلباً وبأنني قلت إن النص الديني نص بشري}.

يضيف أبو زيد: {هذا الكلام غير صحيح بتاتاً. كنت الضحية في ظل العمليات الإرهابية المدمّرة التي كانت تتعرض لها مصر آنذاك، فقدمتني الحكومة ثمناً لنيل رضى الجماعات الدينية، بعد اغتيال المفكر فرج فوده ومحاولة اغتيال الروائي نجيب محفوظ وعمليات قتل الشرطة المتكررة... لمزيد من التفاصيل حول هذه القضية يمكن الرجوع إلى كتابيّ {التفكير في زمن التكفير} و{القول المفيد في قضية أبو زيد}.

كيف كانت ردة فعل المثقفين؟ يجيب أبو زيد: {يعيش المثقفون محنة الجهل ويحاول كثراً من هذه الجماعات إبقاء الشعب مغيّباً عن الواقع وعن أي بحث جديد يرفع هذه الجهالة عنه، خصوصاً أن أي تجديد للخطاب الديني، برأيهم، هو سحب السلطة من المتكسبين من وراء الدين. لا أخفيك أن حالة الرعب والإرهاب التي مورست ضد المثقفين جعلت كثر يقفون موقفاً سلبياً من هذه الأحداث في مصر التي أنجبت رفاعة الطهطاوي وطه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وغيرهم من مفكرين وأدباء، وبهذا تحولت مصر الأدباء والمثقفين إلى مصر الجماعات المتطرفة} .

المغادرة ...

يتابع د. نصر: {حين اتهمت بالردة شعرت بمحاولات لاستتابتي، واقترح علي الأصدقاء أن المخرج الوحيد من هذا المأزق يكمن في أن أتشهد الشهادتين أمام القاضي، وهذا ما لم يقبله عقلي وضميري لأنني مسلم ولم أرتدّ، ولم تسمح لي كرامتي بالخضوع لهذا الابتزاز الرخيص، بل صممت على المضي في محاربة هؤلاء، وإن كثرت الذئاب حولي، لا سيما أنهم أرادوا أن أخضع لديكتاتورية السلطة الدينية}.

حول مغادرته مصر يوضح أبو زيد: {خرجت من بلدي الحبيب، على أثر دعوى أقيمت ضدي وبعد تفريقي عن شريكة حياتي ومحبوبتي د. ابتهال يونس، التي شاركتني أفراحي وأتراحي، لكن لم يتملكها الخوف والمصير الغامض بل جعلتني أزداد قوة وثباتاً في هذه المواجهة، وكنت آنذاك تلقيت دعوة لإلقاء المحاضرات في جامعة ليدن في هولندا}.

في أول محاضرة له نطق أبو زيد بالشهادتين أمام طلابه: {لا أعلم لماذا نطقت بهما، لكنها الشهادة التي أردت أن أقولها بملء إرادتي لا بما يمليه علي المغرضون والمقنعون بنداء الدين العظيم. خشيت من استغلال قضيتي في هولندا، كقضية متمرّد على الإسلام، فقلت لهم: حفاوتكم بي يجب ألا تكون إلا وفق معايير كفاءتي وليس كمضطهد من ديني وبلدي. حاولت بجهدي وبأفكار الدفاع عن ديني وحضارتي التي سلبها المتطرفون}.

دفع هذا الأمر بأبو زيد إلى مواجهة تسليمة نسرين، التي ارتدّت عن الإسلام بسبب الاضطهاد ونعتته بأبشع النعوت، وبعد الانتهاء من إلقاء محاضرتها وقف متسلحاً بحضارة عربية إسلامية عريقة أنجبت فلاسفة ولغويين وأطباء عرفتهم الحضارة الغربية قبل الإسلامية، وطلب منها أن تذكر قصتها ومحنتها، لمعرفة الخلل وتحليل المشكلة، وشرح لها أن ما وقعت فيه بسبب الفقه الإسلامي ورجال الدين لا بسبب الإسلام. استغرب كثر هذا الرد لأنهم كانوا يعتقدون أنه سيشن حملة على هذا الدين، بعد ما مرّ به في مصر.

كانت من بين الحضور في المؤتمر الذي عقد في برلين، شخصيتان دينيتان إسلاميتان، إلا أنهما لم تعلقا على ما جاء في كلام تسليمة، فبادرهما أبو زيد بالسؤال: {لماذا لم تدافعا عن الإسلام؟ أم أنكما تخافان من المواجهة أو من تعريض إقامتكما في برلين للخطر؟}.

وتساءل: {لماذا يخافون دائماً من المواجهة الفكرية مع الآخر؟ هل بسبب ضحالة الفكر الذي يحملونه، أم الخوف من إعمال الفكر الذي قد يكون مدخلاً إلى قضايا كثيرة}.

شاهين في فخ الكفر

كان عبد الصبور شاهين أحد أولئك الذين يستخدمون الوسائل غير الأخلاقية للإيقاع بخصومهم، بهدف الانفراد بسلطة مزيفة عبر سلسلة مؤامرات ضد المفكرين، لكنه وقع في النهاية في الشرك نفسه الذي أوقع فيه أبو زيد، حين ألف كتابه {أبي آدم}، إذ قال إن آدم ليس أبو البشر وأول الخلق. لم تؤخذ القضية على محمل الجد كما أخذت قضية أبو زيد، لكن تخيلوا لو أن مفكراً آخر تكلم أو كتب هذا الكلام، فهل يمرّ مرور الكرام من دون أن يتعرض صاحبه لتهمة الكفر والارتداد؟ إلا أن علماء الأزهر اعتبروا أن كلام شاهين لا يؤدي إلى الإلحاد. في المقابل ثارت ثائرة المثقفين لأنهم وجدوا في الكتاب حجة للنيل من عبد الصبور شاهين.

دعي أبو زيد للردّ على ما حدث لشاهين، إلا أنه أبى إلا أن يدافع عن حرية الرأي والمعتقد سواء كان خصمه شاهين أو غيره. وفي قضية مشابهة، أقيمت دعوى ضد د. أحمد البغدادي وصدر حكم عليه بالسجن لمدة شهر بحجة إهانته للنبي (ص) عندما قال إن الأخير فشل في دعوته في مكة! لكن في المقابل لم نجد أي رد من التيارات الدينية أو دعاتنا في الكويت تجاه الداعية عمرو خالد الذي قال ما لم يقله البغدادي في النبي، وهو موجود على موقع الـ {يوتيوب} بالصوت والصورة. يستدعي هذا الأمر التفكير حول مدى مصداقية هؤلاء الدعاة في الدفاع عن الدين، بل نعتقد غالباً أن سلطتهم تنحصر في من يتعرض لمصالحهم فحسب أو أنهم يعانون من فقدان بوصلة الضمير والعقل.

على مائدة الغداء...

عادت د. ابتهال يونس من الجامعة وتعرفت عن كثب إلى هذه المرأة التي تناضل لأجل الحرية التي تؤمن بها ولأجل حق زوجها في التفكير من دون خوف أو وجل في الأيام المقبلة.

سألتها كيف تعرفت إلى زوجها، وهل كان زواجهما تقليدياً أم ثمرة قصة حب عاصفة؟ فأجابت: {بل قصة حب استمرت ثلاث سنوات بسبب رفض أهلي زواجنا، ألا أننا ناضلنا لإتمام هذا الرباط المقدس}.

انصرفت الزوجان لإعداد الغداء. حول المائدة تحدثت د. ابتهال عن حبها وعشقها لآل البيت وللسيدة زينب وسيدنا الحسين، حب عرفان جميل ليس فيه أي مغالاة.

بعد ذلك أعدّ أبو زيد الشاي، ثم تحدثنا حول مشروعه المقبل {تفسير القرآن الكريم}. أوضح أنه بدأ بهذا التفسير بطريقة حديثة وجديدة ومختلفة عن التفسيرات الآخرى.

قدمت له درعاً تذكارية من مركز الحوار والثقافة {تنوير}، بوم كويتي مذهب، ومجموعة من إصدارات المركز وكتاب {معجم القراءات القرآنية} للدكتور أحمد مختار عمر، بناء على طلب أبو زيد بأن أجلبه معي من الكويت.

في نهاية اللقاء عند السابعة مساء ودعت المفكر وزوجته، تاركاً خلفي كآبتي وهمّاً أصابني يوم إبعاده من الكويت.

رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد  142123_bouzeid_small

نقلا عن جريدة الجريدة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وضاح الجنوب
وضاح الجنوب
المدير العام
اس ام اس
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

صوره افتراضيه

عدد المساهمات : 2568

تاريخ التسجيل : 29/05/2009

رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد  Emptyالثلاثاء 6 يوليو - 3:02


د. عبد الصبور شاهين: لم أكفّر نصر حامد أبو زيد وما حدث كان مدبراً

القاهرة:سامح سامي- في أولى جلسات لجنة استماع حرية الفكر والإبداع بالمجلس القومي المصري لحقوق الإنسان، تراجع د. عبد الصبور شاهين عن موقفه من قضية د. نصر حامد أبو زيد بعد مرور أكثر من 11 سنة. وأكد انه لم يكفّر د. نصر أبو زيد، وان كل ما كتبه في تقريره عن بحث د. أبو زيد لم يكن فيه كلمة عن الدين أو العقيدة. وقال إن د. نصر عرض عليه تشكيل لجنة جديدة لقراءة بحثه، ولكن أبو زيد تمسك بتقريري لأنه سيقدمه للرأي العام. وأضاف د. عبد الصبور بأن هذا يفسر أن الزوبعة التي صاحبت القضية كانت مرسومة ومدبرة لتضخيم القضية. وأضاف انه لم يقابل المحامي الذي حرك دعوى الحسبة ضد د. نصر وفرق بينه وبين زوجته، كما أن القضاء المصري بكل درجاته أقر بالحكم. وأشار د. عبد الصبور شاهين في موضوع الندوة إلى أن تاريخ الإسلام كله إبداع وحرية وله التأثير الأكبر في الحضارة الأوروبية من خلال مفكريه وأدبائه وشعرائه وكان ذلك في جو الحرية المطلقة للإسلام. وأضاف أن الإسلام يعترف بالخلاف بدليل بقاء الخلاف في كتب الأئمة الأربعة. وأكد أن للناس مطلق الحرية في أن تأخذ بأي منها. ولم نعرف أن أحد الأئمة كفر الآخر، لأنه اختلف معه.

ورغم القول التبريري للدكتور عبد الصبور شاهين، صاحب اكبر التقارير التكفيرية، والتنصل من تكفيره لنصر حامد أبو زيد، ولكن هناك شواهد تؤكد أن الدكتور شاهين صاحب تكفير ابوزيد بل اضطراره للسفر إلى الخارج- من المضحك أن الدكتور أبو زيد زار مصر منذ عدة شهور بعد انقطاع دام سنوات فكتب الدكتور محمد عمارة أثناء زيارة نصر مصر تقريرا يطلب فيه بمصادرة كتب أبو زيد بل وتكفيره- حماية له من التكفيريين. ومن هذه الشواهد كتاب الدكتور جابر عصفور"ضد التعصب" الذي وصف فيه محاولات شاهين لتكفير ابوزيد والوقوف في طريق ترقيته لدرجة الأستاذية قائلا: "لم استبشر خيرا بوجود عبد الصبور شاهين في اللجنة، فهو ابرز ممثلي التيار الذي انتقده نصر في مقدمة كتابه "نقد الخطاب الديني". ويضيف عصفور: "تقرير عبد الصبور شاهين مكتوب بلغة انفعالية معادية، ثأرية، خطابية، محسومة نتائجها قبل كتابتها، مندفعة إلى غايتها التي تريد أن تصل إليها على أسرع وجه بلا روية، لغة من قبيل"هذا كفر صريح" وهذا رأي كافر مردود".

من ناحية أخرى، هاجمت لجنة الاستماع نفسها القيود المفروضة على حرية الفكر والإبداع في مصر. وأكدت اللجنة أنها تسببت في التراجع الذي نشهده في كل المجالات الثقافية والفنية والعلمية.

وطالبت اللجنة في توصياتها للحكومة المصرية بضرورة القيام بإصلاح دستوري وسياسي شامل وإلغاء قانون الطوارئ والقوانين المقيدة للحريات.
وأكّد بهي الدين حسن رئيس اللجنة ضرورة رفع وصاية الدولة عن الإعلام والمطالبة بإلغاء وزارة الإعلام وحرية الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومراجعة البرامج الإعلامية وحذف ما فيها منافيا لحرية الفكر والإبداع ومنع عرض أشكال التحريض والتمييز ضد المرأة والأقباط.

و ضرورة رفع كل أشكال وصاية المؤسسات الدينية على حرية الفكر والإبداع والمطالبة بإلغاء قرار وزير العدل بمنح صفة الضبطية القضائية لشيوخ مجمع البحوث الإسلامية وقصر دورها على مراجعة المصحف الشريف وكتب الأحاديث ومطالبة أجهزة الأمن بعدم تحويل الكتب للمجمع وإعادة الكتب التي تمت مصادرتها.

وقال المفكر الإسلامي الدكتور أحمد كمال أبو المجد، نائب رئيس المجلس، أن الأمة هي التي تضع القيود على الحريات وليست القرارات الفردية فلا أحد يحتكر الحكمة. وأكد أن الحضارة الإسلامية لم تكن كلها عقائد وتشريعات دينية ولكن كانت بها مساحة حرية كبيرة كانت سببا في انتشار الدعوة الإسلامية.

نقلا عن شفاف الشرق الاوسط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رحيل المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد ابو زيد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» رحيل المفكر المناضل اليساري الإيرلندي فريد هاليداي» فرحة عارمة في شوارع القاهرة مع إعلان رحيل مبارك» ستعودين يا عدن...نثر:حامد الحمداني مؤرخ وباحث تربوي العراقي ٠ » رحيل علي صالح ومصير الجنوب..(حسن علي كرم)عن (الوطن) الكويتية» رحيل عملاق الصحافة ..عقل القضية الجنوبية ! علي منصورأحمد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى جحاف :: الملتقى الاخباري والسياسي :: الأخبار العربية والعالمية-