ا أدري من أين أبدأ ؟..... لكني سأبدأ :
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لايتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن
كان لابد متمنيا، فليقل: اللهم أحيينى ماكانت الحياة خيرا لى وتوفنى إذا
كانت الوفاة خيراً لى "
فتمني الموت اعتراض على القدر واستعجال لأمر لايجوز ولعل الإنسان يطول عمره فيستعتب ويتوب ويزداد من الصالحات
الموت مهابته فاقت مهابات كثيرة ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها : كلنا يكره الموت
الموت .. تلك الحقيقة التي تقاطع على تصديقها جميع البشر بل الثقلان .... بل الخلق أجمعين !!!
الموت لحظاته مخيفة ومرعبة وشديدة وصعبة
لكنه حتما سيأتي .... شئنا أم أبينا .... فرحنا أم كرهنا
من عجائب ماقرأت أن جبل الحديث والحافظ الداهية محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله
لما كثر عليه الكلام في بعض المسائل وشوهت سمعته وهو من التهمة براء
انتقل إلى بلاد غير البلاد التي كثر الكلام فيها ودعا الله بأن يتوفاه من شدة مانزل به رحمه الله
الموت بعد نزوله وحلوله تخرج منه صور راحة للإنسان .... ونحن كلامنا الآن بعد نزوله لا قبله ... فلينتبه
مات ابن آدم ..... ماتت بنت آدم .... فخرجت صور كثيرة للراحة
- فذلك بائس عاش حياة بؤس وشقاء وتعذيب ونكد فنزلت به المنون فارتاح من همه وغمه
- أناس مشردون تائهون يهيمون على وجوههم جراء حروب أو كوارث ذاقوا منها ويلات وويلات وتشرد وخوف وجوع فأراحهم الموت مماهم فيه
-
مات فلان من الناس أو فلانة يعيش حياة هنيئة لكن الحياة لاتخلوا من منغصات
لكل أحد فزاره الموت وترك دار فيها منغصات وذهب مع الموت الخوف من
المستقبل
والخوف من المرض والخوف من الفقر وذهب معه الهم والغم والنكد والقيل والقال والكلام الجارح والفكر السارح
-
مات الرجل الصالح العابد الزاهد وارتاح من هذه الدنيا فقبض على عمل صالح
وذهب مع قبضه خوفه من الفتن والشبهات والشهوات ... انتهى مع الموت كل تحرز
وخوف من الوقوع في الحرام وانتهى معه أيضا مسئوليات تحملها وأمانات تذممها وحقوق حفظها ... مات وارتحل من دار الفتن غير مفتون
-
ماتت تلك المرأة العانس وارتاحت من هم العنوسة ونظرات الناس وحسرات القلب
التي تتابع عندما تسمع بزواج منهم أصغر منها ... ماتت عفيفة دينة صينة
متمسكة
فازت بعبادة الصبر والتصبر والتمسك ... ارتاحت من هذا كله وهي بين الجنادل قد ودعت كل ذلك وارتاحت
- مات ذاك العاشق وتلك العاشقة ... ماتا وتركا نيران العشق القوية وهمه الكبير وغمه الغائر
جاءهم الموت وهما بعيدان عن الحرام كاتمان لشعورهما وقد ودعا كل تلك الحسرات المحرقة والعذابات المتواصلة
-
مات العجوز الهرم ... مات بعد أن انحنى ظهره وتساقطت أسناه وصار غير قادر
على المشي ... مات وقد فقد أصحابه وخلانه ومن يفهمه فصار في حياته مستوحشا
... مات وارتاح من هم الحياة وهم الاستيحاش
صور وصور وصور كثيرة صار الموت رحمة للميت .... والله أرحم الراحمين
اللهم أحيني ماكانت الحياة خيرا لي وتوفني ماكانت الوفاة خيرا لي
رب توفني مسلما وألحقني بالصالحين
رب توفني مسلما وألحقني بالصالحين
رب توفني مسلما وألحقني بالصالحين
منقول