ملتقى جحاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى جحاف: موقع ومنتدى إخباري سياسي اجتماعي ثقافي عام يختص بنشر الأخبار وقضايا السياسة والاجتماع والثقافة، يركز على قضايا الثورة السلمية الجنوبية والانتهكات التي تطال شعب الجنوب من قبل الاحتلال اليمني
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر|

إنه «حي السعادة» ياهؤلاء

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
النمر المقنع
النمر المقنع
مشرف عااام
اس ام اس إذا كان حب الجنوب جريمة فليسجل التاريخ أنني أول مجرم

الجنوب الحر

عدد المساهمات : 3016

تاريخ التسجيل : 21/04/2010

العمر : 33

إنه «حي السعادة» ياهؤلاء  Empty
مُساهمةموضوع: إنه «حي السعادة» ياهؤلاء إنه «حي السعادة» ياهؤلاء  Emptyالإثنين 6 سبتمبر - 0:51

بقلم _ أحمد الربيزي:


كان لدي صديق من حي السعادة وكان حينها أعمارنا لا تتجاوز الثامنة عشر عاماً وكان صديقي "محمد دحان" ابن هذا الحي يحظى بحب واحترام الجميع من أبناء الحي وممن يعرفوه من الأحياء الأخرى في خور مكسر لدماثة أخلاقه ونبله وأدبه بالإضافة إلى كونه شاب خدوم ويحب مساعدة الناس, وفي يوم من أيام عام 1984م حدثت كارثة لأهل الحي بفقدانهم لهذا الشاب الرائع وهو في مقتبل العمر في حادثة تصادم دراجته النارية التي تقله وصديقه "عبد النبي محمد صالح مدرم" عضو مجلس محلي للمديرية حالياً (أطال الله في عمره) وقعت الحادثة في أحد شوارع مدينة الشيخ عثمان فمات صديقي المرحوم "محمد دحان" في الحادثة، يومها شهد الحي أكبر مأتم يشهده في تاريخه حيث بكى عليه الكبير والصغير النساء والرجال والأطفال وكل أهل الحي.

وكنت أعتقد إن الروح التضامنية التي كانت سائدة حينها في كل أحياء مدينة عدن قد تبددت خاصة بعد صناعة الأحواش والأسوار العالية التي عزلت بين البيوت في بعض أحياء المدينة إلا أنها لازالت موجودة وبقوة في حي السعادة فجميعنا يعرف ما يمثله الجار بالنسبة لجاره وطبيعة العلاقات المتينة بين الجيران في عدن بكل "حوافيها" وأحياءها الشعبية
تذكرت هذه الحادثة – موت صديقي الدحان ـ بعد سقوط الشهيد البطل أحمد الدرويش وتسائلت كغيري لماذا هذا الحي مستهدف بشكل كبير ؟!! وتذكرت ما حصل لهذا الحي في أعوام سابقة وكيف استطاعوا أهالي حي السعادة الحفاظ على كبريائهم وانتصروا لمبادئهم وقيمهم في تعاضدهم وتعاونهم لرفض الذل والاستبداد؟؟!! ففي يوم الخميس 4 سبتمبر 2008م (العاشر من رمضان تقريباً) تذكرت حادثة مفتعلة قام بها طقم عسكري فيه مجموعة من جنود الأمن المركزي جاء مسرعاً صوب مجموعة من شباب الحي "حي السعادة" وكاد يدوسهم أثناء ما كانوا يمارسوا لعبة كرة الطائرة وهم متعودين ممارستها في رمضان في نفس المكان في الشارع العام خاصة بعد إن سطا متنفذو السلطة الغاشمة على كل متنفسات الشباب وملاعب الأطفال في المدينة فلم يعد أمام هؤلاء الشباب من أبناء الحي إلا اللعب في هذا المكان ـ فحدثت مشادة بينهم والعسكر خاصة وأن قائد الطقم المسرع أخذ يسبهم ويلعنهم ويشتمهم بألفاظ بذيئة لم يتحملها هؤلاء الشباب، فتطور الأمر إلى إطلاق نار عشوائياً من قبل العسكر فوق رؤوس شباب الحي الذين هجموا على العساكر وسلبوهم أسلحتهم وأرغموهم أن يعودوا وهم يجرون وراءهم أذيال الهزيمة وتدخل أهل الخير ليعيدوا لجنود الأمن أسلحتهم شريطة أن لا يعودوا لعربدتهم على عباد الله دون سبب يذكر.

هذه الحادثة وما لحقها بعد ذلك ملأت قلوب القائمين على رأس هذه القوات الأمنية بأحقاد كبيرة على شباب الحي خاصة وأن تلك القيادات هي نفسها منذ سنوات لم يتم تغييرها.. وهم أنفسهم من فشلوا في إذلال وإخضاع أبناء الحي العصي والرافض بقوة للظلم والاستبداد من أيٍ كان، ولأن أهالي وشباب الحي لا يتهاونون عند كرامتهم.. كان ردهم قاسي على من جاء من خارج مدينتهم من الصعاليك ليؤذي نساء المدينة اللواتي خرجن ليفسحن أطفالهن على كورنيش ساحل أبين في مدخل حيهم "حي الشهامة" وليعطوا الفاسدين الصعاليك دروساً في الأخلاق النبيلة ولذا عليهم أن يستعدوا لموعد جديد مع من يحمي الفاسدين الصعاليك هؤلاء وكان ذلك في يوم الأحد 22 مارس 2009م عندما قامت قوة من الأمن المركزي بعد مغرب ذلك اليوم بمحاولة أخرى لاقتحام الحي واعتقال مجموعة من الشباب بحجة أنهم اعتدوا على مجموعة من أبناء الشمال في الكورنيش ولكنهم جاؤوا بدون أي مسوغ قانوني ولا أوامر قبض رسمية.. فتصدوا شباب الحي انتصاراً للقانون الذي لا يسمح بمداهمة المنازل واعتقال أي شخص إلا بأمر من النيابة أو أمر قضائي وعلى أن يكون في وضح النهار وقبل غروب الشمس.

وأظن بل أكاد أجزم أن الشاب أحمد الدرويش كان ممن شهد تلك الحوادث وغيرها من الحوادث التي تعرض لها الحي من قبل العساكر الذين يفترض بهم حماية الناس من البلاطجة المستهترين بأعراض الناس .. لا أن يكونوا حامين للصعاليك وناقمين على من يدافع عن عرضه كأبناء حي السعادة الأبطال.

وتمر الأيام وعار الهزيمة التي لحقت بالفاتحين القائمين على قوات الأمن في مدينتنا عدن وأحيائها قد استفحل في نفوسهم الحقد والمكابرة، ودائرة الانتقام تدور.. على الأقل هذا ما تراه الأنفس المريضة بالحقد والثأر المتأصل في عرف القبيلة لديهم، وعلى أبناء الحي المتمدنين أن يستوعب هذه الثقافة القادمة إليهم من القرون الوسطى .. ومن هنا أوجدت هذه الثقافة تخريجة تجعلهم يردون الصاع صاعين ويعتقدون أن شماعة الإرهاب هي الكفيلة بجعل الأمر يبدو منطقياً من ناحية ومن ناحية ثانية هي فرصة لجلب المزيد من الدعم الإقليمي والدولي من خلال الإبداع والتفنن بإيجاد مصادر دخل لدعم الحرب على الإرهاب طالما والفرصة مناسبة للانتقام من أبناء الحي المتفاعلين مع الحراك الشعبي الجنوبي السلمي.. كما وأن الأمر كذلك يفيد في إقناع العالم أن يبقي هذا الحاكم الضرورة لمحاربة الإرهاب والمنقذ الذي لولاه لانتشر الإرهاب وأصبح مسيطر في البلد و و و .. ويأتي فجر 24 يونيو 2010م وفي غفلة من شباب الحي الذين لم يخطر في بال أحد منهم أن الأمر سيصل إلى هذه الدرجة من الجبن والغدر لكي يصبحوا في زنزانات الأمن والبحث الجنائي تحت حراسة الأمن المركزي العدو اللدود لهم وكانوا أكثر من 30 شاب من شباب حي السعادة والأحياء المجاورة الذين يلتحمون بصداقات قوية مع بعضهم أوجدتها المعاناة الواحدة لشباب المدينة والجنوب ككل.. ولم يعلموا لأي سبب تم مداهمتهم ولم يعلموا حتى أثناء وجودهم في زنازين البحث عن أنهم متهمين بالانتماء إلى تنظيم محارب عالمياً .. وأن قنوات العالم العربي قد وصمتهم بالإرهابيين وصورت حيهم الصغير وكأنة إمارة إسلامية تابعة للقاعدة.. أو حي من أحياء مدينة قندهار الأفغانية.

وأتذكر هنا ودمعة في مقلتي لم تجف.. لا تريد أن تسقط تذكرت كلام أحد زملاء أحمد الدرويش من المعتقلين معه وهو يصف لنا كيف أخرجوه من زنزانته، وربطوه وقيدوه من يده اليمنى إلى الشبك وكانوا يشاهدون من فتحة صغيرة بالباب مجموعة من الجنود يضربونه وهو يقاومهم بيد واحد بكل شجاعة.. وهنا أتسائل أين هي القاعدة وأين هم اليوم زملاء الشهيد الذين اعتقلوا معه؟!.. إنهم أبرياء وهم في بيوتهم اليوم لم يثبت عليهم أي شيء، هل يستطيع العالم أن يعوضهم على ما لحقهم من تشويه في محاولة إلصاق تهم الإرهاب بهم ؟!! .. وهو الحال نفسه اليوم ما يحصل في لودر، أين الإرهابيين الذين تزعم السلطة أنها تحاربهم في لودر؟!! أين قتلاهم أين جرحاهم ؟؟!! لا يوجد إلا جثة رياض الناصروة بائع في بقالة في سوق لودر، وأدهم الشيابي بائع خضروات وفواكه في فرشة في سوق لودر كذلك.

أيها الشهيد الراقد على بعد أمتار من حيك ستظل بطولتك ورجولتك ومواقفك وشهامتك رمزاً للأجيال القادمة، فلا غريب أن تسمع الأطفال في "حوافي" عدن يلعبوا ((لعبة الدرويش والقتلة)) .. وكلهم يتسابقون من يمثل دور الشهيد درويش.

في الأخير سلاماً لهؤلاء الرجال الذين قابلتهم من أبناء "حي الشهامة" ومن أبناء الجنوب وهم يشاركون أسرة الشهيد الدرويش في مصابهم وهو مصابنا كلنا.. وهذه المواقف تجعلني أحس بوجود روح الشهيد تطوف بيننا ونحن معتصمون في مخيمه من خلال شهامة أخوته وأصدقائه وأبناء حيه وأحس أن الشهيد يبتسم وهو بين ظهرانينا فعلاً ويقول لنا من خلال التشخيص الطبي أنهم قتلوه غدراً وعدواناً وأن القتلة لن يفلتوا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

إنه «حي السعادة» ياهؤلاء

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» البيول يرسم السعادة على وجه بيدرو» الصلاة تزيد هرمون السعادة» المنصورة عدن .... غليان متصاعد بعد حي السعادة والطويلة» مطرب أمريكي سابق:لم أعرف السعادة الحقيقية إلا في الاسلام» تظاهرة ليلية بحي السعادة بعدن تلبية لدعوة قيادات في الحراك الجنوبي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى جحاف :: الملتقى الاخباري والسياسي :: الملتقى السياسي العام-