نقلاً عن موقع عدن إف إم
[ فـي بـلادي ]
أجوع.... ليشبع أخي [ الشمالـي ]
أعطش... ليرتوي أخي [ الإشتراكـي ]
أتحمل المصائب..من أجل عيني أخي [ الزيـدي ]
أسكن في العراء... ليحتل بلادي أخي [ الدحباشـي ]
وأخشى أن أترك الجنة يوم القيامة :
وأرمي نفسي في جهنم من أجل أخواني [ الشمالييـن ]
[ أستغفر الله العظيم من كل ذنباً عظيم ]
/
/
/
كَثُـر في الآونـة الأخيرة ترديد النغمـة الشوعيـة في وطني الجنوب...وكثروا من يروّجون لهذا الحـزب المقبـور...وأن كنّـا نعلم أن ما يجـري في الساحـة لا يُعـد سـوى فقاعات صابون قليلـة لأُناساً محتقنـون [ فكريـاً ] ومأزمون [ نفسيـاً ] ومصابون بعاهـة [ (الشوزوفينيا) ] التي تعني إنفصام في عقلية حاملها وخلل جيني متأصل لا يمكن الخلاص منه إلا بالمــوت...وهــؤلاء الثُلّــة تم غسل أدمغتهم في دهاليز ستالينجـراد والعاصمة البلغارية صوفيا...بل وكثيرون منهم لا يزالون يقدّسون المُلحد فيدل كاستروا ويجعلوا منه صنما [ ليعبـدوه ] من دون الله تعالى..!
وحتى نتناول القضية من واقع الحقيقة..فينبغي علينا أولاً معرفة هذه النبتة الخسيسة وماهية تعريفها...فهي من وجهة نظري نبتـة تم [ إستيرادها ] لوطني الجنوب من منبّت حوشـي شمالـي خالـص...ُيدين بولائه أولاً وأخيراً لغير الجنوب..وهي في الأصل مستوحاة من واقع الديكتاتورية التي تعني فرض نظام واحد شمولي دون خيارات مُغايرة وغالبا ما يُطلق على الشخص المتسلّط الظالم أو من يفرض آرائه بهذا اللفظ [ دكتاتوري ]..!
ولمن لا يعلم فأن الإشتراكية في حقيقتها عبارة عن مذهب إقتصادي [ إلحـادي كُفـري ] يقضي بإحتكار الدولة لوسائل الإنتاج كمِلك عام للشعب (أي أن الدولة تشارك الشعب في كل شي) ، في الملبس والمأكل والمشرب والمطبخ وحتى بماهية الوجبـة التي توجد لدى كل فرد من أفراد الشعب المحكوم في الطنجرة التي يعدّها لتقديم وجبة الغداء لأهله وأبنائه..وهي تأصيلاً عبارة عن مذهب إقتصادي إجتماعي يقوم في أساسه على القضاء على الملكية الفردية..وتدخّل الدولة [ الفعّـال ] في حياة الأفراد وإخضاعهم لإشرافها وتوجيههم مادياً وفكرياً وذهنياً والتدخل السافر بعقيدتهم ودينهم وفرض مبدأ [ لا إلـه والوجـود مادة ] ضمن المنهج الدراسي في شتى مراحل العلم..
كما وأنها تعتمد أيضا على المبدأ الأساسي لهذا المذهب والذي يتلخص وفق فلسفة وضعها فردريك أنجلز وكارل ماركس وغيرهم..والحقيقة لا أريد الإسترسال هنا كثيرا تجنباً للإطالة وتشعيب الموضوع...وسنقول إختصاراً إن أبرز معالم الشوعية في مجال السياسة أنها تعتمد على إقامة نظام ديكتاتوري يمتلك كافة وسائل الإنتاج في البلاد ويقوم بتقسيم وتوزيع المهام والإجور على العمال من أفراد المجتمع فيما يعرف بدولة البروليتاريا..!
وحينما كُنتُ صغيراً غالبا ما أسمع منظّري الفكر الشوعي يتحدثون بمصطلحات كثيرة لم أكن أفقهها في حينـه..كـ البروليتاريا..والرجعية..والأُممية..والإمبريالية..و ا لأنجلو سلاطين..وغيرهـــا..وحتى يومنا هذا أستطيع القول بأنني بحثت عن تلك المصطلحات الغوغائية لمعرفة أين موقعها في خارطـة هذا الكون الفسيح لكني عجزت [ حتى الساعـة ] عن الإلتقاء بها..ما يعني أن مردّدوها في تلك الحقُبة المأفونـة والذين كانوا في غالبيتهم العظمـى [ جهلـة ] لا يعلمون ما الذي تعنيه أساس تلك المصطلحات..!
ومثلما كانوا يلوكون هذه المصطلحات [ لوكــاً ] دون معرفة معناها ودلالاتها وحقيقة منبعها وأصلها..فأنهم ايضا يتماشون مع الفكر الشوعي الملحد دون معرفة ما الذي تعنيه الإشتراكية أصلاً وما حقيقة منبتها وتعريفها..والدليل على ذلك أنهم حتى يومنا هذا لا يزالون متأثرين بهذا الفكر الأرعـن..ولا يزالون يحلمون بعودته يوماً إلى أرض الجنوب التي نفثتـه مثلما ينفُث البحر الجيفـة الميتتــة...بل ولا يزال الكثيرين منهم ينادون بعودة هذه النبتـة الخسيسة لأنهم لم ولن يستطيعون التكيُّف مع أي مناخ سياسي آخر ولن يستطيعون إستعاب حقيقة أن الإشتراكية منهج كُفري لم يعد صالحاً في الوقت الراهن مثلما لم يكن صالحاً في بيئة جنوبية سكانها الأصليين سُنّـة أقحــاح..!
ولأنهم [ أغبياء ] ولأنهم مُحنطين..ولأنهم لا يملكون أي جديد..فأنهم سيظلون أسيريّ هذا الفكر الماسخ طوال حياتهم..وسيظلون يمارسون هوايتهم المفضلة في إجترار هذه النبتـة كما تجتر المواشي والبهائم للعُشـب..ولن تستطيع كل دساتير الأرض ورسائل الكون السماوية السمحاء وجُل الرسالات الإنسانية ومواثيق الأُمّـة وحتى البرامج السياسة المختلفة تغييرهم مُطلقاً..فهم ذوو فكر مُتكلّس..ومنهج متكدّس..وعقليات تشبّعت حد الإعياء بمفهوم الفكر اًلملحد المُقدس..ولهذا يجب علينا أن نستذكر جيداً بأن جُل ما وصلنا إليه حالياً في الجنوب يعود سببه لحجم المُنكرات والمظالم التي (أُرتِكِبَت) في ذلك العهد المأفــون..وجل من قال في محكم كتابة [ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ]..ولهذا فلدي قناعـة مترسخة بأن ما يجري في الجنوب اليوم يعد نتيجة منطقية لذلك الحزب الماسخ..كعقاب حتمي ينبغي علينا دفـع ثمنـه حتى نستخلص العبر والدروس..!
وللتذكيـر فقـط..فأن الحزب الإشتراكي اليمني الذي كان يحكم الجنوب حتى تسليمنا للوحدة اليمنية شمالـي المنشـئ والصُنـع..فمؤسس هذه النبتة المدعو / عبدالفتاح إسماعيل علي والذي بكل أسف حكم الجنوب بعدئذ كان مجرد نـازح إليـه كوافـد من قرية الأشعاب عزلة الأغابرة ناحية حيفان التابعة للواء تعز..وسافر ذلك الفتى المُعدم الفقير إلى عدن ليواصل دراسته التي كان ابتدأها في كتاب قريته السابقة..ولكوننا ندرك إن العرق دسّاس فقد هذا الرجل بإستقطب كثير من الشماليين إلى مدينة عدن ولعب دور كبير في تسليمهم مناصب قيادية كُبرى ومواقع ذات تأثير وثقل ولعبـوا أدواراً كُبرى في سائر الصراعات التي حدثت في الجنوب عبر إشعال الحرائق ليكونوا بعيدا عنها..وساهمـوا بـ ( خلخلة ) الصف الجنوبي وزرع الشقاق ومن ثم وصولنا إلى الباب المسدود وتسليم الجنوب على طبـقٍ مـن ذهـب..!
إذاً على الذين لا يزالون في [ غيابـة الجُـب ] والذين لا تزال وطاويط الإشتراكية تُعشعش بعقولهم ، أن يدركوا بأنهم لا يزالون بغيّهُــم يعمهـون...وأنهم يُنفذون أجندة شمالية بحتـه كان الجنوب مسرحا خصباً لزراعـة هذه النبتـة نظير سياسة التجهيل التي مارسها المستعمر البريطاني طوال فترة إحتلاله للجنوب..حيث تمكن عبدالفتاح إسماعيل ورفاقـه من جلب الشوعية إلينا ومن ثم فرضها كنظام سياسي جنوبي منبوذ من الدول المجاورة حتى لا نستطيع التجانس معهم...وينبغي معرفـة أن ذات الفكر يمشي في نفس الطريقة السابقة الرامية إلى جعل الجنوب مجرد تابع فقط بعد إن نجحوا في تغيير مسمى الجنوب العربي ثم [ يمننتــه ] ليغدو كما ترون عبارة عن فرع بسيط عاد لأصلـه بعد أن وأدوا تاريخه وطمسوا معالمه دون أن نعلم ذلك..!
مساوئ الحزب الأرعن يمكن تلخيصهخا كما يلي :
1- إعتناق الفكر الشوعي المُلحد بدلاً عن الإسلام..وجعل المجتمع الجنوبي غير مُسلم لا يتأقلم مع من حوله.
2- طمس تاريخ الجنوب وجعله مجرد قطعة تابعة للشمال اليمني كون التسمية لم تظهر سوى بعد خروج البريطانيين من عدن وتوغل الوافدين الشماليين في عدن.
3- تأجيج الصراعات الحزبية تارة والمناطقية تارة أخرى وإحياء النعرات القبلية بين الجنوبيين.
4- إضعاف القوة الإقتصادية للجنوب عبر إختلاق صراعات بين الجنوببين أنفسهم وآخرها 13 يناير عام 1986م.
5- تسهيل عملية تسليم الجنوب بعد إضعافه تماماً تمهيدا لإلحاقه بالشمال.
6- حينما أشار أحد الرؤساء الجنوبيين بضرورة تمييز الوافدين الشماليين عن الأصليين الجنوبيين عبر كتابة [ من مواليد تعز ] في البيانات الشخصية لكل منهم تم إغتيالـه مباشرة لهذا السبب..كلوبي يرى أن في ذلك خطراً عليه.
7- الإستمرار الآن في تمييع القضية الجنوبية وعدم تبنيـه لها كونه حزب شريك وطرف..ومعظم ما يأتي من خطابات ممن ينتمون إليه فأنه في الغالب من الجنوبين الأصليين الذين أدركوا حجم اللعبة الخسيسة.
8- تجنيس وتوطين الكثير من أبناء الشمال الذين وفدوا إلى لجنوب وتقديم كل وسائل الرعاية والدعم بشتى أنواعـه..وقد ركزوا في ذلك على مدينة عدن تحديداً..وستلاحظون بأن العاصمة الجنوبية عدن لا تزال حتى اللحظة هامدة رغم أهمية وضرورة تحركها لرفض الوحدة..فهناك لوبي متدحبش يتحدث بإسم الجنوبيين بينما إنتمائه الحقيقي شمالاً.
9- قتل وملاحقة شيوخ وسلاطين الجنوب ورجال الدين كنوع من خلخلة الوشائج الجنوبية وإضعافهم قبلياً وسياسياً وزرع الأحقاد بينهم.
10- طرد رؤوس الأموال الجنوبية ومضايقة التجار الجنوبيين عبر نظام إقتصادي طارد لأي إستثمارات.