22.04.2009
ماذا يجري لوسائل الاعلام الجماهيرية في ظل الازمة العالمية الراهنة؟ وهل يمكن للازمة هذه ان تقود الى الاندثار الكامل لوسائل الاعلام المطبوعة؟ وهل سيزداد عدد المواقع الاعلامية في شبكة الانترنت؟ وكيف يمكن للازمة ان تنعكس على نوعية مهنة الصحافة؟ وما هو التأثير الذي يمكن ان تتركه وسائل الاعلام نفسها على الازمة؟ وهل سيحصل ان تقوم وسائل الاعلام بتدمير نفسها بنفسها حين تبث الذعر لدى القراء في مجرى ركضها وراء نشر الصرعات والفضائح ؟ هذه المواضيع وغيرها يبحثها ضيوف برنامج"بانوراما".
معلومات حول الموضوع:"لولا وسائل الإعلام لما كانت هناك أية أزمة". هذا ما قاله احد المسؤولين الروس. الا ان احداً لا ينتظر ولا يريد من وسائل الإعلام ان ترسم لوحة زاهية ومتفائلة للعالم بعيدة عن الواقع. ومن المستبعد ان يثق القراء والمشاهدون بالجرائد والمجلات ونشرات الأخبار التلفزيونية اذا عمدت الى الكذب وتزويق الأمور. واذا كان الصحفيون هم الذين ابتدعوا واخترعوا الأزمة، كما يقول البعض، فهم انفسهم من اكثر المتضررين من تداعيات بدعتهم. مصير وسائل الإعلام المقروءة مهدد اليوم بالخطر في الواقع في كافة ارجاء العالم ، بما فيها روسيا والأقطار العربية. وقد تضررت وسائل الإعلام بخاصة نتيجة لإنحسار الإعلانات وتقلص عائداتها. اعتبارا من ديسمبر/كانون الأول الماضي احتجبت في روسيا وحدها اكثر من مائتي مطبوعة. وبعض المطبوعات الأخرى لم تُغلق نهائيا، الا انها توقفت عن الصدور ولا احد يعلم متى تعود الى قرائها. بعض وسائل الإعلام الروسية عمدت الى تقليص نفقاتها من خلال العمل اربعة ايام في الأسبوع ، فيما اضطر البعض الآخر الى الإستغناء عن الطبعة الورقية والإكتفاء بطبعة الإنترنت. ويشير خبراء وسائل الإعلام بقلق كبير الى ان التدهور الشديد في الوضع المالي لوسائل الإعلام اخذ ينعكس على جودة عملها ويؤدي الى تردي مستواها. الا ان بعض المحللين المتخصصين بالشأن الإعلامي يرون بعض الجوانب الإيجابية في الحالة الراهنة. ويعتقدون ان الأزمة تعجل في الإنتقاء الطبيعي ، حيث يتخلص السوق الإعلامي من الغث والرخيص وما لا يحظى بإعجاب المستهلكين.