ملتقى جحاف - المستقبل

اتهمت السلطات اليمنية قوى الحراك الجنوبي الداعية الى الانفصال عن دولة الوحدة وتنظيم "القاعدة" بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف محافظ شبوة ومرافقيه قبل يومين والذي أدى إلى مقتل جندي وجرح ثمانية آخرين. وقالت مصادر أمنية رسمية إن القيادي في الحراك الجنوبي ناصر النوبة (مؤسس الحراك الجنوبي قبل ثلاثة أعوام) ومعه عدد من عناصر تنظيم "القاعدة" يقف وراء الكمين الذي نصب للمحافظ علي حسن الأحمدي في منطقة يشبم بمديرية الصعيد أثناء عودتهم إلى مدينة عتق عاصمة المحافظة.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أن حملة أمنية مؤلفة من 20 طقما مسلحا تلاحق المتهمين بعد أن لاذت بالفرار إلى الجبال المحيطة بمنطقة يشبم، مؤكدة أن الحملة الأمنية ستواصل مهمتها في المنطقة إلى ان يتم القبض على المتهمين.
على صعيد متصل، اعطت وزارة الداخلية توجيهاتها الى إدارة أمن محافظة أبين (جنوب) بوضع حد لأعمال قطع الطرق المتكررة في المحافظة والعمل لضبط مرتكبي هذه الأعمال التي تلقي بظلالها على الأمن والاستقرار بمحافظة أبين وضبط مرتكبيها.
وجاءت هذه التوجيهات في أعقاب قيام مسلحين مجهولي الهوية بقطع الطريق في منطقة الجول بمديرية خنفر وسرقتهم سيارة كان يقودها شخص من أهالي محافظة حضرموت تحت تهديد السلاح. وأكدت التوجيهات على ضرورة قيام إدارة أمن محافظة أبين بالتصدي لجرائم القطع والنهب التي تحدث على طرقات المحافظة والتعامل بحزم وشدة مع مرتكبيها، كما شددت على أهمية استعادة السيارات المنهوبة وضبط الناهبين بأقصى سرعة ممكنة لوضع حد لهذه الجريمة.
على صعيد الأوضاع في المناطق الشمالية، اعترفت السلطات المحلية في محافظة الجوف بسيطرة المتمردين الحوثيين على عزلة الملحات بمديرية خراب المواشي بالمحافظة بعد ان قالت إن الحوثيين قاموا بمحاصرتها من جميع الجهات وإطلاق النار من مختلف الأسلحة على سكانها الآمنين، مما أدى إلى تخريب عدد من منازل العزله ومقتل أحد المواطنين فيها وإصابة آخرين.
وقالت إدارة امن محافظة الجوف إن الحوثيين الذين اقتحموا عزلة الملحات جرى تعزيزهم بعناصر مسلحة من آل عمار، اضافة إلى مجموعات أخرى جاءت من منطقة حرف سفيان، مشيرة إلى أن المتمردين عند اقتحامهم للعزلة قاموا بتفجير 3 منازل بألغام "تي . ان . تي" ونهبوا ممتلكات مواطنين ومبلغ نصف مليون ريال من أحد المتاجر في العزلة، كما أكدت أن الحوثيين بعد أن عاثوا فسادا وتخريبا في عزلة الملحات قاموا بأسر 15 شخصا من أبناء العزلة التي سيطروا عليها.
وأوضحت المصادر أن هناك قتلى وجرحى بين صفوف الحوثيين عقب اشتباكهم مع أبناء العزلة الذين قاوموهم ببسالة، مشيرة إلى أن هذه الأعمال تعتبر امتدادا وتكرارا للخروق التي يقوم الحوثيون بارتكابها في محافظة الجوف للنقاط الست وآلياتها التنفيذية.
سياسياً، وبعد تعليق المعارضة اليمنية مشاركتها في الحوار الوطني، حذرت المؤسسة العسكرية أفرقاء الحياة السياسية من مغبة استمرار الخلافات بينهم، وطالبتهم بالاتجاه نحو الحوار لحلها، كما حذرت مما أسمته "الفوضى والارتماء في مستنقع العمالة".
وأكد وزير الدفاع محمد ناصر أحمد في كلمة ألقاها في حفل تخرج دفعات عسكرية جديدة أن "الحوار الذي لا تضلله راية الوحدة هو خيانة لن تسمح القوات المسلحة بارتكابها وان الديموقراطية التي لا تلتزم بالدستور والقانون هي فوضى عارمة يسود في ظلها قانون الغاب".
وحذر الوزير الحوثيين وقوى الحراك الجنوبي من استمرارهم لممارسة "الأعمال الغوغائية". وقال إن "على كل الموتورين وأصحاب المشاريع الصغيرة، وبقايا الإمامة والاستعمار أن يعودوا إلى رشدهم ويقلعوا عن بذر وزرع وتنمية ثقافة الحقد والكراهية ومحاولات الإساءة إلى الوحدة الوطنية لأنهم يعلمون تماماً بأن شعبنا قد سئم الأعمال الغوغائية الصبيانية وضاق من أعمال أولئك الذين يفتعلون الأزمات ويقلقون الأمن والاستقرار".
أضاف مخاطباً هذه الأطراف بالقول "كفوا عن اللعب بالنار، ومن يريد التغيير وتقديم الأفضل كما يدعي عليه أن يتجه نحو صناديق الاقتراع وأن يحتكم للشعب وخياراته وللثورة ومبادئها وللوطن ومصالحه العليا ويتخلى عن شعار "أنا ومن بعدي الطوفان"، مؤكداً أن "الشعب يعرفهم على حقيقتهم ويرصد كل أعمالهم ويشعر بالأخطار الناجمة عن سلوكياتهم المعادية للوحدة الوطنية وإثارتهم المناطقية والقبلية وسيتصدى لهم ومعه قواته المسلحة والأمن بكل قوة وحسم".