ملتقى جحاف / دار الحياة :
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/189220
الرياض - ناصر الحقباني
أكد باحث أن تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب استبدل الخطاب الديني المتعارف عليه في التنظيم الأم في أفغانستان بخطاب سياسي بحت، وأصبح خطابه موجهاً إلى قيادات سياسية وأمنية في المملكة بهدف الإخلال بالأمنين الاجتماعي والسياسي، بعيداً عن مخططاتهم السابقة التي كانت تستهدف الأجانب والمنشآت الأمنية والاقتصادية.
وأوضح الباحث في الجماعات الإسلامية الدكتور علي خشيبان لـ «الحياة» أن تنظيم «القاعدة» في اليمن يبدو معزولاً عن التنظيم الأم في أفغانستان، لافتاً إلى أن السعودية تواجه في الوقت الحالي، الجيل الثاني من «القاعدة»، وهو جيل يختلف تماماً عن الجيل الأول، بحيث أن الأفكار التي يتبناها التنظيم في اليمن ليست متوافقة مع أفكار زعيم التنظيم أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري بشكل كبير، خصوصاً في مسارها الفكري في تحديد من هم الأعداء.
وقال خشيبان: «ان خطاب قاعدة اليمن سياسي بحت، وليس خطاباً يستعير الأفكار الدينية كما في التنظيم الأم، وأصبح موجهاً إلى قيادات سياسية وأمنية بهدف الإخلال بالأمن الاجتماعي والسياسي»، لافتاً إلى أن تنظيم القاعدة في أفغانستان ينشط في أوروبا وأميركا، بينما في فرعه في اليمن بات وكأنه مفصول عن التنظيم الأم.
وأضاف: «يتم استثمار عناصر التنظيم في اليمن سياسياً لمصلحة عناصر أخرى مختلفة، تهدف إلى خلق القلاقل على الحدود السعودية – اليمنية، وزعزعة الأمن في اليمن، وأن التنظيم الذي يقوده السعودي سعيد الشهري والقائد العسكري اليمني قاسم الريمي، سيظل خطراً يجب درؤه ما دام موجوداً، وإلا ستمتد آثاره إلى كل بلدان المنطقة إذا ما تم التغاضي عنه على الأراضي اليمنية».
ولفت خشيبان إلى أن التهديدات التي أطلقها قاسم الريمي أول من أمس في التسجيل المرئي بعنوان: (فزت ورب الكعبة 2)، وبثتها مؤسسة الملاحم (الذراع الإعلامي لتنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب)، ليست جديدة، بحيث أن هذا الأسلوب اعتاد عليه التنظيم منذ زمن، لكن الخطورة تكمن في كون عناصر التنظيم كما يبدو استأثرت بمساحة جغرافية على الأراضي اليمنية مكنتها من التحرك وإعادة تنظيم نفسها.
وأضاف: «لا يمكن أن نستبعد قيام أجهزة استخباراتية معادية للمنطقة بتوفير الدعم المادي لمثل هذه الجماعات بطرق مباشرة وغير مباشرة لبث المزيد من القلق، كما يجب أن تؤخذ هذه التهديدات محمل الجد من حيث مواجهتها وإفشالها».
وأوضح عبيد أنه لا يرى سبباً تكتيكياً أو استراتيجياً لتوقيت بث التنظيم لهذا الشريط، لكنه رأى أن التنظيم أراد أن يسد الفراغ ومساحات عجزه عن تحقيق أي نجاحات حقيقة للتنظيم في المملكة، خصوصاً على المستوى الميداني، فأراد من جهة أن يعوض عن خسارته وهزيمته من خلال حدث إعلامي يستعرض فيه محاولته الفاشلة في استهداف الأمير محمد بن نايف وإظهارها كانتصار حقيقي وهي عكس ذلك.
فيما يرى خشيبان أن تنظيم «القاعدة» اعتاد على نشر تسجيلاته المرئية للعمليات التي يقوم بها بعد تنفيذها بمدة قد تطول أو تقصر، لكن في هذه العملية يبدو أن هناك رسالة خاصة، تتمثل في الإخبار بأن «القاعدة» ما زالت قادرة على تحقيق أهدافها على رغم المشكلات التي تعاني منها على الأراضي اليمنية، وقال: «ان توقيت نشر هذا التسجيل، ربما يدخل من باب المساومة للجهات المعادية مثل الحوثيين وغيرهم من المستفيدين من إشعال الحروب في اليمن والراغبين في عدم استقراره».
وأكد أن المحاولة الفاشلة لاستهداف طائرة مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف ومحاولة إسقاطها قبل هبوطها في مطار صنعاء من عناصر في تنظيم القاعدة، هو نتيجة معلومات أمنية حساسة حصل عليها التنظيم، وتسأل خشيبان كيف وممن وصلت هذه المعلومات الأمنية الحساسة إلى التنظيم؟، وقال: «لقد كان لديهم الوقت الكافي بحيث استطاعوا الإعداد للعملية وتجهيز صواريخ سام 6 وقذائف الهاون وتحصنوا في منازل قريبة من المطار في صنعاء».
وعن وجود شبكة تجسس على الحدود السعودية – اليمنية، قال الباحث في الجماعات المسلحة اليمنية: «شبكات التجسس على الحدود بين البلدين، ليست جديدة، فقد أعلن في وقت سابق عبر نشرتهم (صدى الملاحم) عن اكتشاف شبكة تجسس في اليمن تضم عناصر مختلفة، وهذا نوع من المبالغة يلجأ إليها التنظيم في مقدرته على اكتشاف مخططات خصومها».
وأكد عبيد أن تنظيم «القاعدة» تلقى ضربة موجعة بعد الكشف عن شخصية اليمني محمد الغزالي الذي عثر على تسجيل في شريحة هاتف محمول بحوزته، وكان بجواره نائب التنظيم سعيد الشهري في أيلول (سبتمبر) 2009، وهو يمارس الدور اللوجستي للتنظيم، خصوصاً مع اليمني قاسم الريمي، ويعمل على التخطيط لبعض العمليات والإشراف على التمويل المالي.