تزال ساحة الحرية أمام مجلس الوزراء مفعمة بالحركة والنشاط مع تنامي المطالب الحقوقية في وقت تجتمع فيه الحكومة للنظر في القضايا المطروحة على الساحة أسبوعيا دون النظر لمطالب المعتصمين كما يتهمونها.
ولعل جديد المطالب الحقوقية لهذا الأسبوع الحملة التي أطلقتها منظمة صحفيات بلا قيود للمطالبة بإطلاق سراح صحيفة الأيام الموقوفة , وإلغاء محكمة الصحفيين الاستثنائية , ومطالب الحزب الاشتراكي اليمني من خلال اعتصام رمزي لبعض رموزه السياسية أمام مجلس الوزراء في إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الحراك الجنوبي .
يضاف إلى ما سبق استمرار أوليا دم الدكتور درهم القدسي في مطالبهم المشروعة بإلقاء القبض على قتلة الدكتور وإحالة الجناة إلى العدالة , وأهالي المعتقلين على خلفية حرب صعده بالمطالبة بإطلاق سراح ذويهم .
المعتصمين لهذا الأسبوع أحاطتهم الحكومة باستحداثها لسور حديدي جديد يفصل المعتصمين عن طريق مرور سيارات الوزراء ناهيك عن انتشار كثيف لعناصر الشرطة والأمن السياسي, والتي لم يسلم من مضايقاتها حتى الصحفيين .
لكن مع ذلك يؤكد المعتصمين على استمرارهم في الاعتصامات السلمية حتى تنفذ الحكومة لمطالبهم , وأن قلل البرلماني فؤاد دحابة من قدرة الحكومة على حل أية مشكلة تواجه المواطن , مشيرا إلى قضية الصحفي المختطف صلاح الجلال , والذي تم الإفراج عنه مؤخرا بصلح قبلي .
دحابة أعتبر الإفراج عن الجلال بصلح قبلي يدل على عجز الحكومة عن إدارة موارد وقضايا البلد باعتبار القبيلة استطاعت حل مشكلة لم تستطيع الحكومة بأجهزتها الأمنية حلها.
كما حذر من أن غياب الدولة سيولد فتن عظيمة لا تحمد عقباها وأن غياب سلطتها سيحرك العصبيات الجاهلية .عكس خطاب دحابة سخر رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي عيدروس النقيب حديثة لانتقاد الحكومة في تعاملها مع مختلف القضايا الوطنية ,متحدثا في الوقت ذاته عن مناقشتهم في البرلمان لقضايا الوطن مع الحكومة ولهجة أحد وزرائها في أن اليمن في أوج ازدهاره من أي وقت مضى ,وأنه لم يشهد ازدهارا وأمنا وتطور في حرية التعبير وأمن أكثر من أي وقت مضى , مشيدا بحديث الوزير في كونه لا يعي بمعاناة المواطنين ولا يدري كم تطفآ الكهرباء في اليوم , مع استمرار حراسته من قبل عشرات الحراس واستنزاف موارد الدولة في شراء مولدات خاصة به . وفي حديثه عن أحداث زنجبار الأخيرة نفى النقيب وجود مليشيات مسلحة في أوساط المعتصمين قائلا" شهدت مديرية زنجبار مؤخرا مظاهرات كان المسلح الوحيد فيها هم الشرطة وجنود الأمن والمعتدي الوحيد هم جنود الأمن ممن قاموا بإطلاق الرصاص الحي وقتلوا 22من المعتصمين سلميا ".
وأشار النقيب إلى أن أبناء الجنوب محرومون من ابسط الحقوق في التعبير عن مظالمهم بالاعتصام مشيرا إلى أن ساحة الحرية الوحيدة التي بقيت فيها حرية الاعتصام.وأضاف البرلماني النقيب بأن السلطة أضافت مختلف الفئات والشرائح إلى صفوف الرافضين لهذا النوع من الوحدة .كما أتهم السلطة بأنها لازالت تعالج مشاكل الوطن بالوسائل العسكرية معتقدتا بذلك بأنها ستكسر إرادة الشعب وإجباره على الخضوع حد قول النقيب .
من جانبه طالب عضو المكتب التنفيذي لنقابة الأطباء والصيادلة محمد درهم الأجهزة الأمنية بالقبض على قتلة الدكتور درهم القدسي متهما أيها بالتقاعس , منوها إلى استمرارهم في الاعتصام حتى تحقق الحكومة لمطالبهم . من جهتها طالبت رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود توكل عبد السلام كرمان بحرية تعبير كاملة وغير منتقصة .وإشارة كرمان خلال اعتصام للمطالبة بإطلاق صحيفة الأيام وبقية الصحف الموقوفة دعت له منظمتها وشارك فيه العشرات من الصحفيين والحقوقيين و البرلمانيين إلى أن مصادرة الأيام ومن ثم إيقافها عن الصدور نتيجة تسليطها الأضواء على مختلف القضايا الحقوقية .وحث المشاركون في الاعتصام عبر مختلف الكلمات التي القوها الحكومة إلى الاستجابة لصوت الشعب , وترجيح كفة معالجة مشاكلهم .
