حمداً لك اللهم ، حمداً طيباً مباركاً فيه ، كما يحب ربنا ويرضى ، ثم الصلاة والسلام والأتمان الأكملان على رسول الهدى المبعوث رحمة للعالمين 0
يبدأ المسلم يومه بالاستعداد له .... والاستعداد لهذا اليوم المبارك يكون قبل النوم ، ويكون كما يأتي :
اولاً : استحضار آداب النوم والنية الصادقة لقيام الليل 0
ثانياً : أن تنام سليم القلب لجميع المسلمين عاملاً بكل ما يتعلق بآداب النوم طهارة وذكر ونحوه0
ثالثاً : القيام وقت السحر ممتثلاً آداب قيام الليل من ذكر ودعاء وصلاة ركعتين خفيفتين ونحوها من الآداب التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها ، ثم تُشغل هذا الوقت المبارك بالصلاة والذكر والدعاء ولاستغفار حتى أذان الفجر 0
قال تعالى { وَالمُستَغفِرِينَ بِالأَسحَارِ} آل عمران :17
والسحر : هو الوقت الذي يكون قبيل الفجر 0 وفي الآية إشارة إلى أن المسلم التقي يكون مستيقظاً_ وقد ورد أن وقت ما قبل الفجر وقت استجابة الدعاء ووقت غفران الذنوب لمن استغفر ، ففي الحديث الصحيح : ( ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول عز وجل : مَنْ يدعوني فأستجيب له ، ومن يسألني فأعطيه ، ومن يستغفرني فأغفر له ) رواه مسلم
قال ابن مسعود رضي الله عنه ( ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمس نقص فيه أجلي ولم يزيد فيه عملي ) 0
أخي الحبيب : أبدأ هذا اليوم المبارك بالآتي :
· حضور صلاة الصبح جماعة مبكراً ذاكراً الله تعالى حتى تقام الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم ( ........من صلى الصبح في جماعة كأنما صلى الليل كله ) وهذا فضل عظيم من الله.
وقال صلى الله عليه وسلم في فضل التبكير للصلاة : ( ......ولو يعلمون ما في التهجير ( التبكير) لاستبقوا إليه ) مع المحافظة على الصف الأول على يمين الإمام والدعاء بين الأذان والإقامة ، فانه وقت إجابة 0
قال صلى الله عليه وسلم ( الدعاءُ بين الأذان ولإقامة لا يرد ) فإذا صليت الصبح فهناك عبادة لها فضل عظيم عند الله ألا وهي :
*الجلوس في المسجد والمكث فيه حتى ترفع الشمس ثم تصلي ركعتين-تحصل على ثواب حجة وعمرة تامة 0
للحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين ، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) 0
· ثم تستعد للرياضة البدنية الصباحية : إيماناً بتقوية الجسم واستعداداً للجهاد في سبيل الله ، والتقوى على طاعة الله تعالى مع استحضار النية في ذلك 0
· ثم بعد ذلك تتصدق بصدقة نرجو ثوابها عند الله وتسمى ( صدقة اليوم ) لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً ) رواه البخاري ومسلم