25-اكتوبر تشرين الأول-2010
يصر موظفي سلطة الاحتلال من أبناء محافظة شبوة المعروفين للجميع على عمل وتنفيذ جميع التوجيهات والتعليمات الصادرة من مطبخ النظام بصنعاء دون تردد أو تحفظ أو حتى استفسار , بل ان -الأربعة - يتسابقون فيما بينهم جهة إثبات درجة الولاء والطاعة لولي نعمتهم دونما اعتبار لما يمكن ان يترتب من نتائج خطيرة جراء أعمالهم المكلفين بها والتي من الواضح جدا أنها تهدف في الأساس إلى خلق فتنه محلية تبدأ ولا تنتهي فيما بين أبناء القبائل في المحافظة .
تلميذ المرحلة الابتدائية في المحافظة بات يفهم هذا الأمر ولا يخفى عليه , وإذا طلبت من هذا التلميذ الصغير أو أيا من نظرائه أن يقول رأيه فيما بات يعرف اليوم في شبوة بجماعة " الصحوات " التي اشرف على تشكيلها الأربعة ( الكبار – الصغار) , لقال لك دون تردد أو تفكير , انها ليست الا عمل " جبان " لغرض تحقيق هدف " رخيص " قامت على تنفيذه هذه المجموعة المكروهة من المسئولين , التي انتزع الله من ضميرها إي شعور بالمسئولية ناهيك عن الإحساس الوطني تجاه الأهل والأرض والهوية والتاريخ .
يعلم الأحمدي والزوكا وقطن و سالم طالب , بأن تشكيل هذه المجموعة من شباب شبوة الذين استغلوا بؤس أوضاعهم الاقتصادية لم يكن لغرض محاربة تنظيم ( القاعدة ) في اليمن كما يدعون ! لأن لعبة القاعدة بكل وضاعتها وخستها وغبائها لم تعد مقبولة حتى لهم أنفسهم , كما انها لم تعد تنطلي على احد لا في داخل الوطن ولا في خارجه . لكن الهدف الرئيسي الذي دعا صنعاء لطرح هذه الفكرة الشيطانية واستزراعها في تربة شبوة الطيبة ومجتمعها القبلي المعقد المتناحر أساسا بفعل ظاهرة الثأر , إنما هو من أجل القضاء على ( الصحوة الحقيقية ) التي باتت تنتشر بسرعة كبيرة في ضمائر أبناء شبوة كما هو الحال في مختلف مناطق الجنوب جهة حقيقة الوضع الحالي الذي يعيشه الجنوب بشكل عام من احتلال صريح وواضح , وما سينتج عنه – حتما – اليوم او غدا من تحشيد شعبي هائل تجاه هذه الأوضاع لطردها من على الأرض تماما كما هي ردة الفعل الطبيعية لأي شعب حر يتوق الى الحياة الحرة والكريمة على أرضه .
ستة نقاط أمنية على حد علمي تم نشرها في مناطق حساسة تلتقي وتفترق فيها العديد من الطرق التي تربط مابين القرى والمدن والوديان في مديرية الصعيد وحدها , وفيها وزعت تلك المجموعة من الشباب الذين تم تقسيمهم عليها بالتساوي في المال والسلاح والسذاجة والانتهازية معا , ولم يفت على واضعي تلك الخطة الشريرة ان تتضمن كل مجموعة عدد اثنين إلى ثلاثة من أبناء الشمال لكي يضمنوا ( صحوات داخل الصحوات ) ... لأن المحتل – وهذا أمر طبيعي - لا يثق إلا بأبناء جلدته الحقيقيين مهما بلغ ولاء العملاء له , و المقدشي الذي لا يمكن أن يكون استثناء لهذه القاعدة العامة , يستحيل ان يثق بأي موظف جنوبي حتى لو اقسم له شباب الصحوات برؤوس الأربعة الكبار انهم مخلصين له كإخلاص الكبار له و لرئيسه وللسلطة معا !
في تقديري الشخصي الذي أتمنى ان أكون مخطئا فيه , أجده من العسير جدا على أي خطاب وطني صادق ونابع من ضمير مخلص , ان يقنع ابن طالب على سبيل المثال شأنه شأن الثلاثة الآخرين – ومن هم على شاكلتهم - بالعدول عن رأيهم او قول كلمة حق في وجه محتل جائر على اقل تقدير .. فابن طالب على سبيل المثال - وهو ( كبيرهم ) - كان ولازال " طالبا " متبتلا في محراب السلطة منذ ان وقف كاتب هذا المقال ببراءة الأطفال فوق جثة والده التي نزفت دما من اجل الحرية حتى الموت .. أولم يكن هذا الرجل مأمورا للصعيد حينها ! .. بلى .
وتأسيسا على فهمي لطبيعة هؤلاء ونفسياتهم يمكنني ان اقول , ان دماء الأحرار – في أي زمان ومكان – ومن اي جسد شريف لا تهم هؤلاء ولا ترقى الى حساباتهم الذاتية بقدر ما يهمهم ان يكونوا فقط فوق كراسي " السلطة " .. وسواء كانت هذه السلطة سلطة احتلال غاشم او سلطة اختلال وطني فالمسألة سيان لديهم , وعلى الذين قبلوا لأنفسهم هذه العروض الرخيصة من شباب ( الصحوات ) ان يتحملوا تبعات خيارهم ولو ترتب على ذلك حياتهم كفاتورة ثمينة اختاروا ان يقوموا بسدادها بمحض إرادتهم ثمنا لإرضاء الأربعة وضمانا لبقائهم على كراسي السلطة وحفاظا لماء الوجه أمام المقدشي او سيد المقدشي .
وفي جهة مقابلة ذات صلة بالموضوع يمكنني ان أشير إلى ان عدد من ضباط الأمن السياسي الجنوبيين باتوا يتساقطون تباعا كل يوم هنا وهناك في حوادث دموية مريبة , يقول نظام صنعاء " محقا " انها بفعل تنظيم القاعدة !.. لكنه – اي النظام – لا يستطيع ان يستغبي أحدا منا بالقول ان هذه العمليات التي يقوم بها هذا التنظيم ليست مهام إجرامية " مشتركة " جرى الاتفاق على مكانها وزمانها وضحاياها بطبيعة الحال , غير ان هذا النظام الأرعن لم يضع ضمن حساباته مثلا ,ان هناك من سيلاحظ ببساطة شديدة ان ايا من عمليات هذه القاعدة لم تستهدف في يوما ما أحدا من رجالات الأمن الكبار من ابناء الشمال ولو في عملية اغتيال فاشلة متفق عليها !
ان الحديث حول حوادث تصفية أبناء الجنوب من ضباط الأمن السياسي يكتسب قيمة منطقية اكبر في سياق الحديث عن " صحوات شبوة " , لأن الطبخات القذرة وان تعددت مذاقاتها ووصفاتها فهي في آخر الأمر جاءت من مطبخ شيطاني واحد .. ومن هنا ندعو اخواننا المغرر بهم من شباب الصحوات في شبوة , ان يصحوا من غفوتهم وسباتهم , وان يوقظوا ضمائرهم ويشحذوا عقولهم للتفكير في مختلف الملابسات التي تكتنف هذه العملية برمتها .. ان التفكير البسيط سوف يقود ايا منهم الى نتيجة بديهيه تفيد ه بأن الموت سوف يكون محيطا به من كل جانب وفي كل وقت سواء عن طريق الفتنة التي يخطط لها هذا النظام او عن طريق التصفيات الجسدية لهم على طريقة تصفية إخوانهم الجنوبيين من ضباط الأمن السياسي ولذات الغرض ايضا , وحينما تحصل حوادث كهذه وتسيل الدماء الجنوبية في كل مكان , فشماعة القاعدة جاهزة للتبرير وللتكسب المالي على المستويين الاقليمي والدولي معا ..في حين سيكون ابناء الجنوب هم الخاسر الأكبر ... ترى هل توجد لعبة قذرة اكبر من هذه اللعبة التي يشترك في تنفيذها إخوة لنا ؟!! ... لا اعتقد .
إخواني الأعزاء .. شباب ما يسمى ب " صحوات شبوة " ... من ضمير حر وإحساس وطني جنوبي صافي وصادق .. ادعوكم بكل إخلاص الى العودة الفورية الى منازلكم حفاظا على أرواحكم من هؤلاء ( طالبي السلطة ) وأسيادهم ومجرميهم .. رحمة ورأفة بأمهاتكم وزوجاتكم وآبائكم وأبنائكم وأسركم , واتقاء لفتنة مظلمة يراد لشبوة ان تنجرف إليها .. فلا تكونوا انتم وقودها وفتيلها ومشرعيها... فهل فتات الموائد والقليل من المال المدنس أغلى واعز لديكم من دماء الشرفاء من إخوانكم او من دمائكم انتم ؟
ملاحظة هامة : أرجو من شباب شبوة الأحرار طبع هذه المقالة وتسليمها يدا بيد لكل فرد من هذه المجموعة ممن اسموهم ب( الصحوات ) ... اللهم اني حر من احرار الجنوب وقد بلغت .. اللهم فاشهد .
قيادي في الحراك الجنوبي
- وكالة أنباء عدن