ارتفعت وتيرة الاتصالات والمشاورات بين الاتحادات الخليجية مع اقتراب انطلاقة خليجي 20 في اليمن الذي لم يتبق منها سوى أيام فقط وتدور تحركات واسعة من أجل مناقشة وضع الدورة وإقامتها في موعدها أو تأجيلها في ظل التطورات الجديدة من أبرزها الهاجس الأمني وعدم اكتمال المنشآت في اليمن الأمر الذي أجلت فيه الدول الخليجية ارسال مندوبيها الى اليمن لوضع الترتيبات اللازمة قبل وصول المنتخبات الى اليمن.
نقل الدورة من اليمن أو تأجيلها أخذ منحى علنيا هذه الأيام وقد تكشف الساعات أو الأيام القليلة القادمة التوجه الذي يمكن أن تسفر عنه هذه التحركات وبرغم التأكيدات التي خرجت من بعض رؤساء الاتحادات الخليجية ومنها تصريح السيد خالد ابن حمد البوسعيدي رئيس اتحاد الكرة وسلطان بن فهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتأكيد على إقامة الدورة الا أن المسؤولين في اتحادات الكرة يؤكدون وجود اتصالات بين الاتحادات الخليجية هذه الايام لدراسة تأجيل أو نقل الدورة والتوصل الى حلول أو صيغة تبعد كأس الخليج عن أية مشكلات.
ومع هذه التحركات لا يزال المسؤولون اليمنيون يؤكدون أن البطولة قائمة في موعدها وان كل هذا الضجيج ما هو الا للتشويش على قدرة اليمن على الاستضافة وتدور تساؤلات عديدة في الشارع اليمني بشأن إمكانية نجاح اليمن في استضافة كأس الخليج خاصة في ظل الأوضاع الأمنية.
وفي ظل هذه الأجواء تبدو السلطات اليمنية مصرة على تنظيم البطولة والتأكيد على أن البلد آمن، وذلك عبر خطة أمنية بدأت تنفيذها من أجل توفير الحماية الكاملة للمنتخبات والرياضيين وضيوف اليمن.
وكان الرئيس علي عبدالله صالح قد زار مؤخرا الملاعب الرياضية في عدن وأبين، وكشف عن حشد 30 ألف جندي أسندت إليهم مهمة حماية بطولة "خليجي20" من أي محاولة "إرهابية" من القاعدة أو الحراك.
كما ذكرت مصادر أمنية أن ثمة 10 آلاف عنصر استخباري جرى زرعهم في شوارع مدينة عدن، إلى جانب انضمام الشرطة النسائية إلى مهام أمنية في نقاط التفتيش بمداخل المدينة، وقيام قوات خفر السواحل بمراقبة وتأمين الخط البحري حول عدن وأبين.
ورغم هذه الإجراءات الأمنية المشددة، تبقى المخاوف قائمة والتساؤلات مطروحة عن مدى إنجاح البطولة الخليجية خاصة وأن الدورة سيحضرها أعداد كبيرة من الدول الخليجية والعربية والآسيوية قد يصل الى ثلاثة آلاف شخص كما حدث في خليجي 19 في مسقط.
واذا كانت اليمن قد أمنت إقامة الوفود بعزلهم في فنادق الإقامة وسط حراسة 30 ألف جندي فمن يحرس الجماهير الخليجية (المهووسة) بمنتخباتها ومساندتها لأن دورات كأس الخليج ليست مثل أي بطولة وهي بطولة عائلية خاصة لأبناء الخليج وهي إرث تاريخي منذ انطلاقها .
المصدر : جريدة " عمان "