ملتقى جحاف - صحيفة الأنوار المصرية
بقلم : عادل الجوجري( رئيس تحرير صحيفة الأنوار المصرية).
ماذا ينتظر السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية لكي يتدخل لإيجاد حل لملايين الأسر في جنوب اليمن ينتفضون يوميا ويستشهد البعض منهم أو يصاب أو يتعرض للتفتيش والإهانة اليومية على يد عسكر النظام دون أن يتحرك أحد؟
هل من الضروري أن يستشهد مليون إنسان جنوبي حتى تفيق الجامعة العربية من سباتها وتتحرك وتتحاور وتتعرف على أبعاد المشكلة؟
أمن الضروري أن يتقاتل الناس في اليمن شمالا وجنوبا بالدبابات والمدفعية وان تتدخل القوى الإقليمية والدولية حتى ينتبه القائمون على أمر الجامعة العربية بما يجري من حراك سلمي هو شرعي وقانوني ويتسق مع مواثيق حقوق الإنسان العالمية والتي أقرتها الجامعة العربية؟
من واقع احترامنا لشخص الأمين العام للجامعة السيد عمرو موسى وإدراكنا انه كمثقف عربي أولا وكرجل عروبي ثانيا ومؤمن بحقوق الإنسان نخاطبه ونتمنى عليه أن يشاهد التقارير اليومية التي تبثها محطات فضائية من بينها ا"الجزيرة" وتغطى جزءا يسيرا مما يجرى في جنوب اليمن حيث يستشهد يوميا ويصاب العشرات من الشباب بعضهم او معظمهم دون العشرين فضلا عن كل أساليب القمع والإرهاب التي يمارسها نظام هو الأقدم في العالم وهو يحكم منذ عام 1978،ولاشك أن الأمين العام وكل الطاقم المحترم من سفراء ودبلوماسيين ومثقفين في الجامعة يعرفون جيدا ومن خلال وسال الإعلام بالجرائم التي ترتكب ضد أبناء الجنوب يوميا وبالمدفعية الثقيلة (وعندي صور وفيديو) يوضح كيف ان النظام يتورع عن استخدام الأسلحة الثقيلة لإرهاب المواطنين ومنعهم من الخروج إلى الشارع.
إذا كانت الصحف لاتعبر عن كل الحقيقة ولا الفضائيات فإننا نطلب من الأمين العام أن يلتقي مع بعض قادة الحراك الجنوبي وان يستمع إليهم عن شكواهم قبل أن يتفاقم الوضع ونستيقظ على حقائق جديدة في اليمن وبدلا من هذا السبات العميق أو الظن بأن الجامعة العربية هي جامعة دول وحكومات عليهم أن يتحركوا وان ينصتوا إلى شكاوي المواطنين التواقين إلى الحرية في الجنوب.
هناك مسؤوليات تاريخية تقع على عاتق الأمين العام لايستطيع أن يتهرب منها محتميا بمقولة خاطئة بان الجامعة تعبير عن الكومات وعن الدول فهذا ليس صحيحا فالأمم المتحدة نفسها تستمع إلى مجموعات عرقية تتعرض إلى الاضطهاد بل أن الجامعة العربية تحركت من قبل لوضع حد للحرب الأهلية في لبنان وعقدت أكثر من مؤتمر مصالحة وطنية للفصائل المتصارعة في الصومال ولم تكن هناك حكومة ولا شرعية ولا دولة، وامتد الأمر إلى السودان ودارفور،كما استمعت الجامعة العربية إلى كل أطراف المشهد العراقي المتصادم ، ومن ثم بات ضروريا أن يلتقي الأمين العام مع أطراف الأزمة اليمنية بعيدا عن الضغوط الإقليمية او الدولية التي تحاول ان تصور نظام صنعاء بأنه يحارب الإرهاب وتنظيم القاعدة فالقاصي والداني يعرفون ان هذا النظام هو الذي أنتج القاعدة هو الوالد الشرعي للإرهاب.
وكل مانطلبه من الأمين العام هو أن يستمع سواء بشخصه الكريم أو من خلال لجنة استماع لقيادات الحراك وان يطلع على ماتحت أيديهم من وثائق عن مظالم يندى لها جبين أي عربي حر،وإذا لم يكن متاحا له لقاء قادة الحراك بفعل ضغوط حكومة صنعاء فيمكن أن يلتقي الإعلاميين المطلعين على الأحوال في الجنوب سواء كانوا من أبناء الجنوب أو من مصر العربية ونحن على استعداد أن نضع إمامه كل الحقيقة بدون رتوش وليس لدينا أي غرض إلا التعاطف مع جزء من أبناء شعبنا العربي،كانت لهم مواقف مشهودة في حروبنا ضد العدو الصهيوني لاسيما إغلاق مضيق باب المندب بالقوات البحرية الجنوبية بالتنسيق مع البحرية المصرية..حدث ذلك قبل أن يفرط الرئيس علي عبد الله صالح في جزيرة حنيش للاريتريين ولم يطلق من اجلها رصاصة واحدة بينما يطلق المدفعية والدبابات على أبناء شعبه ويستعين بالأجنبي الأميركي الصهيوني لقصف مواطنين بطائرات من دون طيار.
وليس لي –ياسيادة الأمين العام- انحيازا إلا للحقيقة وللإنسان الذي يتعرض للظلم في ارض عربية ومن موقعي كقومي عربي أتشرف بالانتساب إلى فكر القائد جمال عبد الناصر أرى أن مسؤوليتي القومية هي الدفاع عن كل عربي يتعرض للظلم علما بأن ظلم ذوي القربى شديد.
إن مايتعرض له أبناء الجنوب اليوم خاصة من قادة وشباب الحراك هو الظلم والجور والعسف بعينه ورغم حرص قادة الحراك على الطبيعة السلمية للحراك فإنني اشعر أن الوضع يتفاقم وقد يصل إلى مالا يحمد عقباه ومن ثم على الجامعة أن تتحرك اليوم قبل أن تندم غدا وعلى كل غروبي حر أن يتحرك وان يتفاعل مع مايجري في ارض الجنوب ،ولنتذكر أن الحراك الذي بدأ في مارس 2007 كان بسيطا ولمطالب بسيطة لكن إهمالها والتعالي عليها ثم قمعها هو إلى أدى إلى بروز الحراك كتيار سياسيى اجتماعي سوف يرسم خارطة البلاد في وقت قريب.
نحن نناشد الأمين العام للجامعة العربية بتشكيل لجنة استماع عاجلة ، أوأن يطلب لقاء ممثلي الحراك في مقر الجامعة أو خارجها أو على الأقل يتفضل باستقبال الإعلاميين القادرين على إطلاعه بكل جوانب الصورة ...فتلك مسؤوليته أمام الله والتاريخ.