ملتقى جحاف - بقلم الصحفي الكويتي ناصر العنزي



منذ ان كنت صغيرا أحرص وبشدة على متابعة افتتاح البطولات العالمية مثل الدورات الأولمبية وكأس العالم والآسياد وغيرها، وانتظر بلهفة لحظة إيقاد الشعلة بدءا لانطلاقة المنافسات، وتتبارى الدول المنظمة وتتنافس في ابتكار الطرق الاجمل والاميز لايقاد شعلة الدورة، ففي اولمبياد برشلونة 1992 نجح رام اسباني (معاق) من على كرسيه المتحرك في رمي سهم مشتعل سقط مباشرة في صحن الشعلة وأضاءها، وفي دورة الألعاب الآسيوية (الأسياد) في الدوحة عام 2006 أبهر الفارس القطري الشيخ محمد بن حمد آل ثاني نجل أمير قطر القارة الكبرى عندما أضاء الشعلة من على ظهر جواده وصعد الى أعلى قمة الملعب وسط جو ممطر فكان بالفعل مشهدا مثيرا وسط صمت رهيب من الحضور وكأن على رؤوسهم الطير.

لم أجدني متحمسا لمشاهدة حفل افتتاح آسياد غوانزو2010 في الصين أمس الأول وتابعت لقطات منه في النشرات الإخبارية، وذلك لمشاركة وفد الكويت تحت شعار العلم الاولمبي بسبب العقوبة المفروضة علينا من اللجنة الاولمبية الدولية والقائمة حتى تعديل قوانينا المحلية بما يتوافق والميثاق الأولمبي، وكم كان موجعا لأبصارنا ونحن نشاهد الوفد الكويتي في حفل الافتتاح حاملا العلم الاولمبي بدلا من علم بلدنا الغالي، فهل يوجد أبلغ من هذه الرسالة للمعنيين والمسؤولين من اجل تصحيح الأوضاع؟ نحن منظمة رياضية نتبع منظمة كبرى وهي اللجنة الاولمبية الدولية فيجب ألا نخالف قوانينهم اذا أردنا ان نمارس الرياضة بشعارنا وعلمنا ونشيدنا الوطني.

وفي السياق نفسه «المشاركات الخارجية» فإن منتخبنا الوطني مقبل على مشاركة محفوفة بالمخاطر في خليجي20 لكرة القدم بعد أيام قليلة بسبب الأوضاع الأمنية السيئة في اليمن فبأي منطق نلقي بلاعبينا في التهلكة؟ ومن خلال رصد ردود الأفعال فإن أغلب المنتخبات لا ترغب في اللعب هناك بانتظار قرار من أعلى السلطات، ففي مثل البطولات التي تهدد أرواح المشاركين فيها لا ينبغي المجاملة وتطييب الخواطر ونحيل المعارضين لرأيننا الى تقرير الوفد الأمني الخليجي الذي زار عدن وأوصى بعدم المشاركة في البطولة، وجاء الرد اليمني عقيما «يمكن لكل منتخب استقدام حماية أمنية معه» والتعليق لكم. وسلامتكم.


"نقلا عن صحيفة الأنباء الكويتية"