كتب/ رائد الجحافي:
إصرار سلطات صنعاء على استضافة تصفيات دورة كرة القدم لخليجي عشرين في العاصمة عدن على الرغم من تردي الأوضاع في الجنوب الذي يشهد حالة احتقان وغليان متصاعدين منذ أكثر من سنتين ورغم موقف شعب الجنوب من هكذا استضافة لا يقبلون بها في الوقت الراهن من اعتبارات لا تخرج عن حدود معاناتهم من واقع الاحتلال الجاثم على الجنوب، كل هذا الإصرار والتعنت أمام رغبة جماهير الجنوب والاستهتار بمطالبهم المشروعة لم يف هذه السلطة التي اتخذت من مسالة الاستضافة الكروية أيضاً فرصة تصفية الحسابات مع شعب الجنوب والانتقام منه، وبمبررات الحماية الأمنية للفعالية الكروية حشدت صنعاء معظم قواتها العسكرية والأمنية إلى الجنوب وزجت بما يقرب من السبعين ألف جندي إلى العاصمة عدن، وشرعت أجهزتها الأمنية والعسكرية والاستخبارية في ملاحقة الجنوبيين وشد الخناق عليهم، وتمارس تجاههم وباستمرار كل صنوف وأشكال التعذيب النفسي، بدءا بشد الخناق على مداخل المدن والأحياء والشوارع وداهمت عشرات المنازل ولا تزال، واعتقلت أعداد طائلة من الجنوبيين في عدن والضالع وحضرموت وشبوة وأبين وغيرها مسلسل الاعتقالات لا يزال مستمرا إلى اللحظة، هذا إلى جانب سفك دماء الجنوبيين وقتلهم بدم بارد ففي الضالع عمدت قوات الجيش والأمن إلى ملاحقة أصحاب الدراجات النارية ونفذت بحقهم حملة اعتقالات واسعة بعد مصادرة عشرات الدراجات النارية الأسبوع الماضي، وقطعت الطريق أمام المئات من ملاك الدراجات النارية الذين يكسبون لقمة العيش من تلك الدراجات بعد أن وجد آلاف الشباب أنفسهم مرميون في الشارع بلا عمل، فمنهم من جرى تسريحه من عمله ومنهم من جرى فصله وآخرين من الذين استطاعوا الالتحاق في الجامعات والمعاهد لم يتمكنوا من الحصول على الوظيفة، في حين غالبية الشباب لم يتمكنوا من الالتحاق في الجامعات بسبب ظروفهم المالية المتردية، وكان آخرهم الشاب مهتم شايف علي من أبناء جحاف الضالع تعرض يوم أمس للتوقيف بينما كان يقود دراجته في طريقه إلى المدينة لكسب لقمة العيش لأفراد أسرته التي يعيلها من دراجته التي جرى مصادرتها بعد توقيفه واقتياده إلى السجن وحبسه لأكثر من خمس ساعات دون سبب، وفي الحوطة يتعرض ملاك هذه الدراجات إلى الملاحقات وجرى مصادرة عشرات الدراجات على أبناء مدينة الحوطة خلال الأيام الثلاثة الماضية، ومنع الآخرين من استعمال دراجاتهم نهائياً، وعندما خرج شباب الحوطة وتبن يوم أمس في مسيرة احتجاجية كان الرد أقسى من مصادرة الدراجات حيث جرى قمع المسيرة والاعتداء على المتظاهرين واعتقال العديد منهم، أبناء الجنوب العاملون في عدن والدارسون فيها يجري ملاحقتهم بصورة مستمرة، فالطلاب القاطنين في السكن الجامعي التابع لجامعة عدن بمدينة الشعب يتعرضون وبصورة شبة مستمرة إلى مضايقات وتفتيش لمسكنهم واعتقلت السلطات الأسبوع قبل الماضي أكثر من اثنين من طلاب الجامعة من داخل السكن الجامعي ودونما وجود أي سبب يجري حرمانهم من التعليم، ومثلها حصل للعشرات من الطلاب من أبناء الضالع الدارسون في جامعة عدن قبل ثلاثة أسابيع قامت سلطات الاحتلال بمداهمة السكن الخيري الذي يعيشون فيه بالشيخ عثمان واقتيد العديد منهم إلى السجن فيما جرى محاصرة السكن ومنع الطلاب المتواجدين فيه من مغادرة ودخول سكنهم لأكثر من أربعة وعشرين ساعة بعد عملية تفتيش ترويع تعرضوا لها وجرى تدمير أغراضهم الشخصية من أثاث وملابس ومراجع دراسية، وقبل عدة أيام تلقى ذات الطلاب القاطنون في ذلك السكن الخيري لإنذار من قبل السلطات الأمنية تطالبهم فيه بإخلاء سكنهم في مدة أقصاها اثنان وسبعون ساعة، ليجري تعديل ذلك الإجراء لاحقاً، لكن السلطات طلبت منهم إخلاء السكن طوال الفترة الزمنية التي ستقام فيها البطولة الكروية لخليجي عشرين، وطالت ذات الإجراءات التعسفية حتى الطلاب الجنوبيين الدارسين في معهد الثلايا العسكري بمنطقة صلاح الدين بعدن حيث جرى منحهم إجازة تمتد من عيد الأضحى إلى حين انتهاء فعالية خليجي عشرين، هذا ولا يزال المسلسل الانتقامي مستمراً.