ركب الخطوب وعاش في أحداقها منذُ الطفـــــــولة دائم التجــــــــوالِ
خَبِرَ الحروبَ وصال في ساحاتِها مســترســـــلَ الأحــــــــلامِ والآمالِ
أبقــــى لعبدالله تاجــــــاً في الورى ولحـــاتمٍ ذاك الشمــــوخ العـــــالي
وقضى الحياة مــــع القضية واثقاً بالنصـــــر في حــــلٍّ وفي ترحــــالِ
يرنو إلى فجــــــــر الجنوب بلهـفةٍ وبمــقلتيه نزعــــــــة استقـــــــــلالِ
لا قاصــــــداً دنيا يهــــــيم بظلـــها كلا ولا نهماً علــــــــى الأنفـــــــــالِ
ما عاش في كنف الحقيــــقة واهناً يتلو صـــــلاة الخـــــوف للتمـــــثالِ
أو في فـــــــــــؤاده للطغاة مـــودة تشـــــفي غليـــــلاً في دم العــــــذالِ
لكنه كره الغـــــــــزاة ومن بقـــــى في صــفهم مـــــن شــــــيعة الأنذالِ
واليوم أخلـــــــــد للمنام بقـــــــبره يا زائراً قــــف وقـــفة الإجـــــــــلالِ
فقــــــد ارتقى روحــــاً ولكنْ لم يزل جســــداً يطالعــــهم مـع الآصـــــــالِ
ما راغ نــــــدٌّ في ميادين الوغــــى متبخـــــتراً في حضـــــــــرة الرئبالِ
لكن أســــباب المـــــنايا قـــد دنت وتمخضــــــت بنهاية الآجــــــــــــالِ
نم في ضـــريحــــك فالجنان تزينت لك وارتـــــدت ألقــــاً مــن الأفضــال
فالمــــــوت في حرم النضال ولادةٌ أخـرى تضــــاف لســــــــيرة الأبطالِ
أحييت بالمــــــوت النبيل مواطــناً تاهت وضـــاعت في رحى الأغـــلالِ
فلك الخلـــود وللغـزاة هنا الردى يا راحل الفـــردوس باستعجـــــــــالِ