ملتقى جحاف- متابعات
هذه نسخة من تحليل أولي لمجريات أحداث بطولة خليجي 20 المقامة حالياً في العاصمة الجنوبية عدن وفي مدينة زنجبار بمحافظة أبين , أحد قيادات الحراك الجنوبي كان قد وضع تحليلاً عن سير فعاليات خليجي 20 وهي التي لا تزال في ايامها الاولى ’ القيادي قدم تحليلاً تفصيلياً مبيناً الأهداف التي حققها الحراك الجنوبي من برنامجه التصعيدي الذي أصدره قبل عدة أيام , وعلى أكثر من صعيد قدم القيادي الحراكي ما يعتقده استخلاصاً للكثير من المعطيات والاحداث التي رافقت ولا تزال ترافق الترتيبات التي تمت لإستضافة البطولة , كما أعطئ من خلال التحليل صورة لما يعتقده ممكناً لدى ابناء الجنوب مستقبلاً في التعامل مع اشقائهم الخليجيين في الكثير من المجالات ومنها الرياضية , ورحب بابناء الخليج في أرض الجنوب , ووصف البطولة بانها سياسية وليست كروية وسُخرت من قِبل النظام اليمني لخدمة اجنده سياسية على حساب القضية العادلة لابناء الجنوب , كما ان النظام اليمني استغلها استغلالاً هدف إلى عسكرة الحياة المدنية بالجنوب , وفيما يلي نص التحليل التفصيلي :
إيضاح
:في البداية أود أن أوضح أن تقييم مثل هذا الحدث سيكون من قبل المجلس الأعلى للحراك السلمي, والذي نتوقع أن يناقش الأمر ويعطي له تقييما من كافة الجوانب باعتباره قيادتنا العليا, ولكن سيكون هذا الأمر في نهاية فترة إقامة الحدث . غير إننا هنا سوف نوضح موقف الحراك الجنوبي من إقامة خليجي 20 على أرض الجنوب منذ الإعلان عن ذلك وما تلاه, ونعطي تقييما مختصرا لليومين السابقين منه.
الحراك الجنوبي لم يرفض إقامة خليجي 20 من حيث المبدأ على أرض الجنوب:
بعد يوم واحد من موافقة الاتحادات الرياضية الخليجية على إقامة خليجي20 على أرض الجنوب اصدر مجلس الحراك السلمي في 20نوفمبر من العام الماضي بيانا إلى أشقائنا في دول الخليج أوضح فيه رؤيته الكاملة من ذلك الإعلان. وأنه يرحب بإقامة هذه الفعالية على ارض الجنوب, ولكن طالبهم بأن يدركوا هداف سلطات صنعاء من استضافتها لهذه الفعالية على ارض الجنوب على وجه التحديد. بأن لها أهداف استعمارية صرفة. وخلال فترة عام كامل صدرت كثير من التصريحات من قبل قيادات شعبنا تجاه هذا الحدث, وكانت كلها تعبر عن مدى حبنا وتقدير لأهلنا وربعنا في دول الخليج العربي الذي نعتبر أنفسنا كشعب في الجنوب جزاء أصيلا منهم طوال مراحل التاريخ, وكان أكبر دليل على ذلك موقف شعب الجنوب من احتلال نظام صدام حسين لدولة الكويت الشقيقة وخروج هذا الشعب بمظاهرات عارمة رافضة لهذا الاحتلال الغاشم. وأن شعب الجنوب الذي يقع اليوم تحت احتلال الجمهورية العربية اليمنية منذ عام 1994م على ثقة أن أشقائه في الخليج يقفون إلى جانبه.
وبالمناسبة نحن عبرنا لأشقائنا في دول الخليج انه رغم كل ذلك نعاهدهم بأن يجد كل مواطن خليجي يصل إلى وطننا الترحيب والتقدير وكرم الضيافة,وأنه في حالة عجز سلطات صنعاء على توفير لهم سكن لائق بهم أن شعب الجنوب مستعدا لاستضافتهم في منازله دون مقابل, وأن كل مواطن خليجي أو غير خليجي يصل إلى ارض الجنوب ضيفا دمه وماله وعرضه حرام على الجنوبي,وأن ثورة شعب الجنوب ثورة سلمية حضارية تحررية تهدف إلى قضية تعرفونها جيدا. ولكننا حذرناهم بما لدينا من معلومات أكيدة بأن أجنحة سلطات صنعاء المتصارعة قد تجد في خليجي 20 فرصة لتصفية حساباتها الخاصة, وتعمل على تلفيق أي حدث موجه ضد أشقاءنا في الخليج بالحراك الجنوبي, الذي أصبح يحضا بدعم رسمي وشعبي خليجي. ونجدها فرصة لنوجه تحذيرنا مجددا لسلطات صنعاء بان أي مساس بمواطني شعوبنا في الخليج على أرضنا هو مساس بشعب الجنوب, وأن شعبنا سيكون رده قاسيا بشكل لم تعرفونه من سابق.
حكومات وشعوب دول الخليج جسدت موقفها المتضامن مع شعب الجنوب من خلال فعالية خليجي 20:
سوف نبيح سرا لأول مرة قد لا يعرفه الكثير حتى من قادة الحراك. بأن بعض قادة الخليج السياسيين والرياضيين عندما سألناهم عن سبب إصرارهم على إقامة خليجي 20 على ارض الجنوب افشوا لنا بحقيقة سبب إصرارهم: بأن مدينة عدن التي شهدت تأسيس الأندية الرياضية قبل غيرها من المدن العربية, وكان لها حضور فاعل في الملاعب العربية والدولية, هي اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة اسمها إلى واجهة الأحداث العالمية لإحياء مكانتها التاريخية والسياسية والاقتصادية, بعد أن عملت سلطات صنعاء على مسح اسمها وبريقها منذ احتلالها في 7/7 1994م, وستكون هذه الفعالية وسيلة فاعلة لفضح فشل نظام صنعاء في استضافة خليجي بالشكل اللائق الذي وعد به, وفي قدرته على استمرار سيطرته على الجنوب. وفضح أزماته الداخلية. وجعله يدفع ثمن غال لهذه الاستضافة, ونعدكم بأنه لن يجني أي مكسب منها معنويا أو ماديا.
أما شعوب دول الخليج العربي فالحقيقة التي لا تقبل الشك بأنها جسدت موقفها الرائع والمتضامن مع شعبنا من خلال رفضها للحضور إلى مباريات خليجي 20 مع أنها معروفه بشغفها لكرة القدم ومعروفة بوفائها لفرقها الوطنية. وهذا موقف نحني له هاماتنا.
استضافة بينت الفشل وحالة الخوف والعزلة التي تعيشها سلطات صنعاء:
كل القنوات الرياضية والنقاد الرياضيين اجمعوا على الضعف والهزل الذي ظهرت به وقائع افتتاح دورة خليجي 20 مضمونا وشكلا. بل أن البعض عبر أنه لم يكن يتوقع أن يكون الافتتاح بالصورة المخزية والفاشلة التي شاهدها. وأندهش الجميع من حالة الخوف التي ظهر بها الرئيس اليمني على عبدالله صالح عندما أعلن افتتاح الدورة وهو يجلس خلف حاجز زجاجي واق من الرصاص, وهذا يدل على الوضع الأمني الصعب في الجنوب, وعن حالة الخوف من شعب الجنوب. وهذا أمر مضحك بأنه كان يدعو الخليجيين للحضور ويقول لهم أن الأوضاع في الجنوب مستقرة بينما هو يعيش حالة رعب من وقوع أي حدث. ليس من شعب الجنوب وحده وإنما من أطراف أخرى مثل تنظيم القاعدة وأجنحة متصارعة في أجهزة سلطات حكمه. كما أن حالة العزلة العربية والدولية التي يعيشها النظام اليمني تجلت بوضوح ممن حضروا إلى جانبه في مقصورة الملعب, فالفعالية خليجية عربية, والحضور من دول أفريقيا!! دول لا تمت بصلة لهذا المحفل!!
أما الفشل المروع فقد كان بالهزيمة المخزية التي تكبدها الفريق اليمني في مبارية الافتتاح أمام المنتخب السعودي الشقيق. وكذا المستوى المتدني للفريق اليمني في مجريات المباراة.
جمهور مستورد:
قبل افتتاح فعاليات خليجي 20 ادوشت وسائل إعلام سلطات صنعاء العالم بحجم الجماهير الرياضية الهائلة المتدفقة من دول الخليج إلى اليمن. وهي في الأساس تدرك أنها تكذب, ومن اجل تغطية كذبتها استوردت الجماهير من دولتها ـ الجمهورية العربية اليمنية ـ وبصورة إجبارية, فكان من حضر حفل الافتتاح معظمهم قادة عسكريين وطلاب الكليات العسكرية وجنود الأمن المركزي والوحدات العسكرية المرابطة في عدن والمناطق المحيطة بها. وحتى النساء والأطفال الذين ظهروا داخل الملعب ومدرجاته كانوا من الجمهورية العربية اليمنية. وكلهم تم نقلهم بجسر جوي سخرت له الطائرات العسكرية والمدنية. بل تم دفع لهم تكاليف سكنهم وغذائهم وصرفياتهم الخاصة.
المجلس الأعلى للحراك السلمي وضع عدة بدائل لبرنامجه المعلن:
صحيح أن المجلس الأعلى حدد بصورة علنية الفعاليات التي سيقيمها خلال أيام خليجي 20 وهي بالمناسبة فعاليات سلمية بحته, ولكنه وضع بدائل غير معلنة لفعالياته, وهذا ما سوف نبينه لاحقا, ونؤكد أن هذه البدائل لم تلغ البرنامج المعلن وإنما نقوم بتنفيذه على قدم وساق. ولكن سلطات صنعاء قامت بما كنا ننوي القيام به. بل وبصورة اشد قسوة, وعلى سيبل المثال كنا ننوي إقامة فعالياتنا على الطرق التي تربط الجنوب بالجمهورية العربية اليمنية لعدة ساعات فقط, فقامت هي بقطع الطرقات بصورة نهائية. بل ومنعت دخول السيارات إلى عدن ومن مسافة أكثر من 70 كيلو متر.
كنا نود الزحف بمسيرة مليونية باتجاه عدن, فلم تكتف بقطع الطرقات, وإنما جهزت قوات خاصة وطائرات لقتل مناضلي شعبنا, وقد وصلتنا معلومات مؤكدة أن السلطات الاستعمارية أمرت جنودها بإطلاق النار على مواطني شعبنا, فهي سلطات لا تعيش إلا على الدماء, ولهذا تجنبت قيادتنا ذلك حفاظا على أرواح أبناء الجنوب, لأنها تعتبر نفسها مسئولة عن حياتهم. وعلى العموم البرنامج حقق وسيحقق أهداف كثيرة, وفي مقدمتها الثمن الباهظ الذي دفعته سلطات صنعاء لضمان سير المباريات الرياضية, فهي خسرت مليارات ولم تكسب فلس, وسنقدم مثال واحد فقط: سخرت أكثر من خمسين ألف جندي لحماية الفعاليات وكل جندي وضابط يتحصل على مكافئة يومية خمسة ألف ريال. وبهذا تنفق يوميا على جنودها أكثر من 250 مليون ريال. بينما دخل الملاعب يوميا لا يزيد عن 30 مليون ريال.
بالمقابل نحن في الحراك السلمي لا ندعي إننا توفقنا في كل طموحاتنا التي كنا نأمل تحقيقها, ونحن على ثقة أن قيادة شعبنا في نهاية أيام البرنامج سوف تقييم ذلك سلبا قبل إيجابا.
جنود سلطات صنعاء يعتبرون علم دولة الكويت علم إسرائيل:
قلنا أن المجلس الأعلى وضع عدة بدائل لبرنامجه المعلن,وكانت هذه البدائل تتلخص في عدة جوانب منها: دخول مواطني الجنوب إلى الملاعب, وتنفيذ عدة مهام سلمية على مدرجات الملاعب, وتشجيع الفرق الخليجية الشقيقة ورفع أعلام دولها وصور زعمائها, ولكن سلطات صنعاء منعت كل موطني شعبنا, وفي مقدمتهم سكان عاصمة الجنوب ـ عدن ـ من دخول الملاعب, فهي حتى رفضت بيع تذاكر الدخول في الأكشاك. فجهازي الأمن القومي والأمن السياسي الجهة التي تصرف تذاكر الدخول. وقامت بمنع مواطني شعبنا من رفع أعلام هذه الدول في الشوارع وعلى أسطح المنازل. وقد حدثت واقعة ظريفة في عدن هي أن احد الأطفال كان يرفع علم دولة الكويت وهو يسير في الشارع, فقام جنود صنعاء بضربه وأخذ العلم منه, وعندما سارع الموطنون لنجدته , رد عليهم العسكر بأنه يرفع علم إسرائيل. ولكن الطفل كان يصرخ: كذابون أنا رفعت علم دولة الكويت.
وبالمناسبة ما أن فاز الفريق السعودي على الفريق اليمني حتى شهدت معظم مدن وقرى الجنوب احتفالات كبيرة. وهذا تعبير يود شعبنا من خلاله إيصال رسالة إلى أشقائه في دول الخليج.
هناك بدائل أخرى من الصعب الكشف عنها في هذه اللحظة. ولكن تصوروا معي حجم القبضة الأمنية التي تفرضها سلطات صنعاء على عاصمة الجنوب بشكل خاص, فهي أعلنت عن تجنيد (50000) خمسين ألف جندي وضابط في عدن وحدها,بل أكثر بكثير, بينما سكان عدن قرابة (500000) خمسمائة ألف ومعظمهم نساء وأطفال وشيوخ. وبعميلة حسابية بسيطة أنها سخرت لكل خمسة مواطنين حارس , ومنعت حتى الحركة بين مدن العاصمة عدن. إنها صورة لاحتلال عسكري قبلي همجي متخلف لم يشهد له التاريخ مثيل. ومع ذلك فأن مواطني شعبنا رجال ونساء نفذوا عدد غير قليل من الفعاليات النضالية في العاصمة عدن وفي كل محافظات الجنوب, وستشهد الأيام القادمة المزيد.
دعوة للإعلاميين:
بكل الحب والتقدير نوجه دعوة لإخواننا الإعلاميين الخليجيين والعرب وكل مراسلي وكالات الأنباء إلى معرفة الحقائق من خلال البحث عن نوعية الجمهور الذي يدخل الملاعب وسيجدون أنه من مواطني الجمهورية العربية اليمنية, وأغلبه من العسكريين. وحتى سائقي سيارات التاكسي هم رجال أمن. فالملاعب صحيح أنها جنوبية ولكن الجمهور غير جنوبي, واللاعبين مدنيين ولكن المتفرجين عسكريين.. إنها أول فعالية رياضية في العالم على هذه الصورة الفريدة.
ولهذا ندعوهم لمعرفة الحقيقة المؤلمة التي يعيشها شعب الجنوب, عنوانها المذلة والمهانة, وأن يخرجوا إلى محافظات الجنوب الأخرى, ليعرفوا هذه الحقائق بصورة أوضح. وسيجدون كم هو شعبنا شعب حضاري ومضياف. وليس بشكل ومضمون الصورة التي تنقلها عنه سلطات الاحتلال في صنعاء.
عهد أن تستضيف عدن قريبا نسخة أخرى من دورات الخليج الرياضية:
نتعهد لمواطني شعب الجنوبي الأبي ولموطني دول الخليج أننا سوف ندعو وقريبا بعد استقلال وطننا واستعادة دولتنا لإقامة نسخة جديدة من دورات الخليج الرياضية على أرض عاصمة الجنوب مدينة عدن, كي يرون قدرات شعبنا الحضارية على استضافتهم مضمونا وشكلا. وسيجدون عروسة المدائن.. مدينتهم عدن كم هي جميلة وفاتنة. وليس كما يرونها اليوم بائسة حزينة.. إنها حقا المدينة الجديرة بدعمهم لنصرتها وتحريرها.. إنها عصمة جنوب وطنهم العربي الكبير.. تحبهم كثيرا وهي على ثقة أنهم يبادلونها نفس المشاعر .
