ملتقى جحاف - صنعاء - العربية
اعتبر السفير الأمريكي في اليمن جيرالد فايرستاين أن أنور العولقي "مسؤول بشكل كبير" عن التحريض وتدبير هجمات إرهابية عديدة في الغرب، وتحديداً في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وكذلك في اليمن. وأكد كذلك وقوف العولقي خلف الطرود المفخخة التي أرسلت قبل فترة إلى أوروبا.
وفي حلقة من برنامج "مقابلة خاصة" على "العربية"، تبث غداً الخميس 25-11-2010، (السابعة مساءً بتوقيت السعودية) أكد فايرستاين التعاون الأمريكي مع السلطات اليمنية، مشيراً إلى أن فريقاً خاصاً من وزارة النقل الأمريكية والأمن الأمريكي حضر إلى اليمن لعدة أسابيع، وقدم معدات لبناء قدرات السلطات اليمنية.
وهنا نص المقابلة الكاملة.
* العربية: قدمتم إلى صنعاء واستلمتم مهمتكم في مرحلة حساسة, ما ملامح هذه المرحلة الجديدة في العلاقات اليمنية الأمريكية في الحرب على الإرهاب؟
- السفير: حسناً, هذه بالتأكيد مرحلة حساسة جداً في اليمن. وكما قلنا مراراً إننا مهتمون بمدى قدرة القاعدة في جزيرة العرب والجماعات الإرهابية الأخرى على بناء قاعدة لهم في اليمن للتدريب والتخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية, وليس فقط في اليمن. ومن المهم جداً أن نتذكر أن الهدف الأول للقاعدة في جزيرة العرب والمنظمات الإرهابية الأخرى حتى الآن كان اليمن والشعب اليمني نفسه. لكن كما رأينا في محاولة ديترويت وقضية الطرود والمحاولة ضد الأمير محمد بن نايف في السعودية فإن التهديد أخذ طابعاً دولياً متصاعداً, لذا فإننا بحاجة الى سياسة واضحة والعمل مع الحكومة اليمنية والشعب اليمني لمعالجة هذه الهجمات وعدم تمكين القاعدة في جزيرة العرب من تنفيذ هجمات هنا في اليمن.
* العربية: إلى أي مدى او إلى اي درجة بلدكم متواجد بنشاط عسكري في اليمن؟
- السفير: حقيقةً, سياستنا العمل مع سلطات الأمن اليمنية والحكومة اليمنية لمساعدتهم على بناء قدراتهم, لتمكين السلطات اليمنية من الحد من قدرات القاعدة في جزيرة العرب ومنعه من استخدام اليمن.
* العربية: ما نوع هذا العمل المشترك, ما الدعم الذي يقدم؟
- السفير: بشكل رئيس نحن نساعد في تدريب قوات الأمن اليمنية وتقديم المساعدة في مجال التأهيل وبناء القدرات. ولدينا بعض القوات العسكرية التي تعمل هنا في اليمن مع القوات اليمنية لمساعدتها على بناء قدراتها لمحاربة الإرهاب في المقام الأول, وأيضاً حماية الأراضي والحدود اليمنية وكذلك بناء قدرات خفر السواحل على حماية الشريط الساحلي الطويل لليمن ومنع استخدامه في عمليات التسلل وأي أنشطة أخرى.
* العربية: مع حادثة الطرود الاخيرة, كان هناك تكهنات واحتمالات بتدخل أمريكي مباشر. ما واقع الامر الآن؟ هل هناك وجود أمريكي أم تعاون أمريكي في هذا الجانب؟
- السفير: في ما يتعلق بحادثة الطرود, فإن الجهد الذي بذلناه يتمثل في العمل مع سلطات الطيران المدني اليمنية لمساعدتها على إعادة بناء قدراتها في المطارات للحد من قدرة القاعدة في جزيرة العرب, أو أي منظمة أخرى من استخدام المطارات اليمنية لتنفيذ مثل هذه العمليات, وشحن طرود ملغومة في الطائرات أو أي أشياء من هذا القبيل, وفيما يتعلق بالتعاون العسكري – سواء الطائرات دون طيار, أو أي شكل من أشكال التعاون الأخرى - فإننا نركز جهدنا في الأساس على تمكين السلطات اليمنية من القيام بهذه المهمة. لذا, أياً كان الدعم الذي نقدمه فإن الهدف منه المساعدة على فهم حقائق وواقع الجماعات الإرهابية, وأماكن التدريب والنشاطات المختلفة لهذه الجماعات, والتعاون الاستخباراتي, وتبادل المعلومات, وبحسب طلب الرئيس صالح, فإننا نقوم بكل هذه الأشياء, ولكن في نهاية المطاف, نأمل ان تكون سلطات الأمن اليمنية قادرة على تولي المهمة بنفسها للحد من نشاط القاعدة في جزيرة العرب.
* العربية: هل فعلاً الولايات المتحدة زودت الجيش اليمني بطائرات دون طيار؟
- السفير: لا لم نفعل. مرة اخرى, تركيزنا هو على جانب التدريب والمساعدة التأهيلية ولم نقدم مثل هذه المعدات. وبشكل عام نحن لا نقدم مثل هذه المعدات خارج الولايات المتحدة.
* العربية: هناك معلومات تشير الى أن مباشرة الأمريكيون أصبحوا متواجدين في الموانئ والمطارات اليمنية بعد حادثة الطرود سواءً كخبراء او كمدربين؟
- السفير: بعد اكتشاف مؤامرة الطرود اتضح لدينا أن القاعدة في جزيرة العرب استطاعت إيصال الطرود الى المطار ومن ثم شحنها على الطائرة. وهذه كانت عملية معقدة, حيث تم استخدام معدات ومتفجرات بشكل طرود تم تمريرها دون أن تكتشفها الأجهزة. لذلك تولد فهم بالحاجة إلى العمل مع سلطات الطيران المدني اليمنية لتحسين قدراتها على كشف هذه الأنواع من المتفجرات والطرود. ولهذا زار فريق من وكالة أمن النقل الأمريكية اليمن عدة أسابيع وتم تقديم معدات إضافية لتحسين القدرات اليمنية, وتدريب الكوادر اليمنية على استخدام هذه المعدات.
لذلك فإن فريق من وزارة النقل الأمريكية والأمن الأمريكي أتوا إلى اليمن لعدة أسابيع وقدموا معدات إضافية لبناء قدرة السلطات اليمنية, ونحن نعمل مع السلطات اليمنية لتدريبهم على استخدام هذه المعدات ومساعدتهم على التعرف إلى مثل هذه الطرود مستقبلاً. فنحن, مرة أخرى نركز على تقديم المساعدة للسلطات اليمنية لبناء قدرتها على تولي هذه المهمة.
* العربية: هل لديكم اي جديد بخصوص حادثة الطرود, إلى أين وصلت التحقيقات؟ هل تعتقدون بأن انور العولقي على علاقة بهذه العملية؟
- السفير: بالتأكيد, نحن نرى أن أنور العولقي مسؤول عن عدد من العمليات. ويهمنا كثيراً التحقيق معه ومحاكمته لمسؤوليته عن محاولة ديترويت في ديسمبر الماضي، فضلاً عن اتصالاته مع بعض الأشخاص, والتي نعرف عنها جيداً، مثل الشخص الذي نفذ الهجمات في فورت هود في العام الماضي. كما نعتقد أن العولقي هو المسؤول بشكل كبير عن الترويج لمثل هذه الانواع من الهجمات في الغرب، وتحديدا في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وكذلك هنا في اليمن. لذلك نحن نعتقد - وقلنا هذا علنا - أن العولقي شخص خطر جداً ومسؤول بشكل كبير عن التحريض وتدبير هجمات إرهابية عديدة.
* العربية: بماذا تفسرون تصاعد دور أنور العولقي وتصاعد أيضاً خطر القاعدة في اليمن خلال السنوات الأخيرة رغم التعاون الأمريكي اليمني الإقليمي في مكافحة أو محاربة القاعدة, أين الخلل؟
- السفير: حسناً, قدرة القاعدة على العمل هنا هو انعكاس لواقع يشير إلى أن هناك حكومة ومجتمعاً لايزالان في طور النشوء, بما يمكن القاعدة من تطوير قدراته. فضلاً عن وجود مناطق شاسعة يمكن القول إنها غير محكومة، حيث يستطيع الأشخاص والمنظمات والجماعات الاختباء, وتجنب أي نوع من الرقابة الفعالة لرصد أنشطتها. وبالتالي فما نحاول القيام به, هو المساعدة على بناء قدرة الحكومة لفرض سيطرتها على تلك المناطق وممارسة سلطتها الفعالة على جميع أراضيها، لذلك الولايات المتحدة تتعاون بشكل وثيق مع السلطات اليمنية ومع شركائها وأصدقائها الآخرين لبناء قدراتها على منع أناس كالعولقي من ممارسة أي أنشطة هنا بعيداً عن رقابة السلطات.
* العربية: دائماً تؤكدون مؤازرة الجهدين الجهد السياسي والتنموي, والجهد الأمني في هذا الجانب, ألا تعتقدون أيضاً أن استمرار الجهد الأمني لم يعط نتائج جيدة, وهو انعكاس لعدم وجود نتائج جيدة على المستوى السياسي والتنموي باعتبار أن اليمن يعيش مشكلة, أو أزمة مركبة, اجتماعية اقتصادية سياسية أمنية، أين هو المفتاح الرئيس لهذه الأزمة؟ هل هو الحرب على القاعدة فقط!؟
- السفير: وجهة نظرنا، والطريقة التي نتبعها في اليمن هي في الواقع ذات مسارين متوازيين. المطلوب في المسار الأول, وعلى المدى القصير: يتمثل بالجهد الذي نقوم به جنباً إلى جنب مع الحكومة اليمنية والشعب اليمني وأصدقاء اليمن وشركائه في محاولة لتحسين الوضع الأمني هنا، لإفقاد المنظمات المتطرفة العنيفة - كالقاعدة في شبه الجزيرة العربية – القدرة على النشاط هنا, وشن هجمات, ليس فقط هنا في اليمن ولكن أيضاً التخطيط لشن هجمات خارج اليمن والخليج وعلى نطاق أوسع في الولايات المتحدة وأوروبا. ونحن نعتبر ذلك من أهم أهدافنا على المدى القصير. ولكننا ندرك أيضاً أن الحل على المدى الطويل للتحديات التي يواجهها اليمن, والقضاء على قدرة المنظمات المتطرفة العنيفة على النشاط في اليمن إلى الأبد، يعتمد حقيقةً على دعم جهود اليمن الرامية إلى التنمية الاقتصاديةً، ومعالجة القضايا السياسية التي تواجهها في شمال البلاد وجنوبه، وكذلك تحسين قدرة الحكومة على تقديم الخدمات الصحية والتعليمة وتوفير فرص عمل لليمنيين، وتمكينهم الشعور بالتفاؤل بالمستقبل.
* العربية: لو استمر خطر القاعدة كما كان عليه خلال الاشهر الماضية على المصالح الغربية وعلى الغرب من هنا, ما حدود الدور العسكري والأمني الأمريكي؟
- السفير: أعتقد أن ما سنستمر القيام به هو العمل بشكل وثيق مع الحكومة في تحديد ماهية العلاقة، والطريقة الأفضل لتقديم المساعدة من أجل تحقيق الهدف الذي ترغب فيه اليمن والولايات المتحدة الأمريكية وبقية المجتمع الدولي، وأياً كان العمل الذي نقوم به، والدورالذي نلعبه، فإنه سيتم بالتنسيق مع الحكومة اليمنية. وكان الرئيس صالح واضحاً بقوله: "هذه مسؤولية يجب أن يضطلع بها اليمنيون أنفسهم، ونحن نستشعر آراء الكثير من اليمنيين بشأن أهمية أن يبقى ذلك من صلب عمل اليمنيين ومسؤوليتهم. فاليمنيون لديهم حساسية تجاه التواجد الأجنبي, والتدخل في شؤون بلادهم. ولذلك ما نريد القيام به هو الاستمرار في العمل عن كثب، والحوار المركز جداً مع الحكومة اليمنية حول هذه القضايا والمضي قدماً بطريقة تحظى بقبول الشعب اليمني, وتفهمه ودعمه.
* العربية: اليمن يواجه مشكلة هدنة هشة في الشمال مع الحوثيين, ويواجه استمرار حالة من الاحتجاجات الشعبية في الجنوب تحت ما يسمى بالحراك, وأيضاً أزمة في الحوار السياسي بين الأحزاب السياسية في صنعاء. وهناك دور منتظر من الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الجانب، ما الدور الذي تقومون به الآن في المحاور الثلاثة؟
- السفير: لقد حرصنا على الدفع باتجاه الإبقاء على مسار الحوار بين كل الأطراف, الأحزاب والحكومة والمعارضة لأجل الوصول إلى حل للقضايا الراهنة ذات الصلة بالتعديلات الدستورية, ووضع جدول زمني للانتخابات للعام القادم. لقد كنا واضحين جداً، حينما أكدنا قناعتنا بأن تحل هذه القضايا من خلال حوار وطني, وقد شجعنا بالتأكيد كلا الطرفين على الاستمرار في مناقشاتهم. وكنا واضحين في القول إنه من الضروري أن يتم النظر إلى الانتخابات البرلمانية في العام المقبل من قبل كل من الشعب اليمني والمجتمع الدولي على أنها انتخابات شرعية وذات مصداقية، وأن يشارك فيها كل الاحزاب والتكوينات السياسية في البلد، والأهم من ذلك في موقفنا هو أن الحوار الوطني يعد الوسيلة التي تحتاجها الأحزاب لحل المشاكلات في الجنوب وفي الشمال.
* العربية: ذكرتم مرتين في إجابتكم "الانتخابات في السنة القادمة"، هل معنى ذلك أنكم تتفقون مع إجراء انتخابات في ابريل من العام القادم كما يتطلع حزب المؤتمر الحاكم، وهو ما تتحفظ عليه احزاب المعارضة وترى أن الانتخابات وإصلاح النظام الانتخابي يجب أن يكون نتيجة للحوار السياسي؟
- السفير: رأينا وكما تفضلت, ما قلناه في الماضي هو اننا نعتقد أن الانتخابات ينبغي أن تجرى في الوقت المناسب. والوقت المناسب هو عند الانتهاء من عملية الإصلاح الدستوري وإصلاح النظام الانتخابي. وقد تحدث الرئيس صالح بشكل واضح جداً عن رغبته ووجهة نظره بأن تعقد هذه الانتخابات في 27 أبريل. وهذا هو الهدف الذي وضعه الرئيس. وأعتقد أنه ينبغي علينا أن نحاول إيجاد وسائل لإنجاز ذلك من أجل حل القضايا العالقة بين الأحزاب والتي من بينها التوافق التعديلات الدستورية، والتمثيل النسبي، وبعض القضايا الأخرى التي تطرحها أحزاب المعارضة، والتوصل إلى حل يسمح بإجراء الانتخابات في الموعد الذي يتم تحديده. ولكن مرة أخرى ومن وجهة نظرنا، فإن الشيء الأكثر أهمية, ليس الموعد, ولكن الأهم من ذلك في اعتقادنا هو أن تحظى الانتخابات بالقبول من عامة الشعب اليمني كانتخابات حرة ونزيهة ومفتوحة وأن يكون هنالك مشاركة كاملة من قبل جميع الأحزاب.
* العربية: هناك سؤال يتعلق بمحور الحراك في الجنوب، يقال إن هناك مساعي حثيثة لربط علاقات مع واشنطن في ظل المطالبة بالانفصال. ما هو موقف واشنطن تجاه حركة تدعو إلى الانفصال؟
* السفير: في رأينا أن المشكلات في الجنوب سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى، وتحتاج إلى حل من خلال الحوار والتفاوض, وينبغي أن تكون هناك عملية إدماج اقتصادي كبيرة بين جنوب البلاد وشماله، وإيجاد المزيد من الفرص الاقتصادية للمواطنين في الجنوب. وهناك بطبيعة الحال فرص كبيرة - فميناء عدن هو واحد من أكبر الموانئ في العالم. لذا فإنه من المهم أن تكون قادراً على استخدام تلك المرافق، وتطويرها بحيث تصبح محركاً للنمو الاقتصادي والتنمية في البلاد, فهو عامل مهم وشيء ينبغي النظر إليه بعناية بالغة.
أما بخصوص الأصوات التي لاتزال تسمع وهي تشجع على الانقسام والانفصال. أعتقد أننا قلنا، وبوضوح تام أيضاً، وبناء على اهتمام الولايات المتحدة، فإن اليمن قد توحدت عام 1990، وحدثت حرب أهلية عام 1994، ونحن نعتقد أن ذلك كان خاتمة لأي نقاش حول الانقسام أو الانفصال. اليمن بلد موحد، والولايات المتحدة الأمريكية تدعمها كدولة موحدة، وسنواصل ذلك.
* العربية: كان مؤتمر لندن في يناير مطلع عام 2010، أتى بعد محاولة عمر الفاروق تفجير إحدى الطائرات الأمريكية، وخرج بما يسمي مجموعة اصدقاء اليمن. مجموعة المؤتمرات التي عقدت حتى الآن وينتظر آخرها في الرياض، هل شخّصت فعلاً في تقديركم الحالة اليمنية كما وصفت بأنها حالة فشل وما الحلول التي يمكن أن تقدم ليس فقط على صعيد الدعم المادي ولكن أيضاً على صعيد النصيحة أو المشورة أو الاقتراحات؟
- السفير: أعتقد, من وجهة نظرنا أن اليمن بالتأكيد ليست دولة فاشلة. اليمن دولة تواجه العديد من التحديات: في توفير الغذاء الكافي لشعبها، والسبل الكفيلة بالمضي قدماً في معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية. أصدقاء اليمن هي منظومة من عدة دول ملتزمة بالعمل مع اليمن، ومع الحكومة والشعب اليمني من أجل تحقيق هذه الأهداف. وبالطبع, المهم بالنسبة إلينا هو تعزيز الأمن والاستقرار, وتحقيق التنمية الاقتصادية باعتبار ذلك عاملاً مهماً، والتواجد مهم في جزير العرب لأنها ذات أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة للعالم بأسره. ولذلك فإن تنمية اليمن تنمية إيجابية وفعالة، هي من أجل الديمقراطية، ومن أجل إيجاد أنواع أخرى من الفرص لشعبها, وهذا شي مهم.
أصدقاء اليمن اجتمعوا في لندن، واجتمعوا في ايلول/سبتمبر في نيويورك، ونحن نأمل أن يجتمعوا مرة أخرى في الرياض في شباط/فبراير, ومرة أخرى هذه الوسيلة التي يمكننا استخدامها لجعل الحكومة اليمنية تتعاطى مع استراتيجيات سياسية واقتصادية، وهذا سوف يساعد على تحقيق الاهداف المرجوة.
* العربية: ما الذي سوف يأتي به مؤتمر الرياض كمحطة أخيرة لهذه المؤتمرات؟
- السفير: أعتقد أنه من المؤكد ونحن نمضي قدماً مع اليمن, المجتمع الدولي، سواء في المنطقة, دول مجلس التعاون الخليجي, وكذلك على نطاق واسع الولايات المتحدة الأمريكية, وأصدقاء اليمن وشركائها في أرووبا، ملتزمون بالعمل مع الحكومة والشعب اليمني من أجل تحقيق كل الأهداف.
وحتماً هناك إمكانية للحصول على مساعدة إضافية, ولكن ما نحاول القيام به هو أن نضع معاً برنامجاً يعالج حاجة اليمن إلى مزيد من الاستثمار وكذلك الجهود المبذولة للإصلاح، ومعالجة بعض التحديات وبعض القضايا السياسية والاقتصادية التي تخلق إطاراً من شأنه أن يسمح لليمن بتحقق النجاح في المستقبل. وأحد الأشياء التي، بالطبع، نريد أن نقوم بها هو التأكيد أيضاً على أهمية دورالقطاع الخاص اليمني وإمكانية الاستثمار الأجنبي المباشر في اليمن. وهذه من ضمن الأشياء المهمة جداً للمضي إلى الأمام. ولكنها لن تنجح ولن تحقق نتائجها بدون تحسن الوضع الأمني.
* العربية: ألا تعتقدون أن النموذج أو الحالة الصومالية تشكل نموذجاً خطيراً إذا لم يتم دعم اليمن خلال مؤتمرات اصدقائه؟
- السفير: بالنظر إلى التحديات التي تواجه اليمن، نجد أن إحدى القضايا والمخاوف التي لدينا هي امتداد التأثيرات المحتملة من الصومال، ومن القرن الإفريقي إلى اليمن. وكما ذكرت فإن أحد مجالات التعاون الأمني مع الحكومة اليمنية هو بناء قدرات سلاح البحرية وخفر السواحل اليمنية، للسيطرة على الساحل من أجل منع التهريب ومنع أنواع أخرى من الأنشطة المؤثرة على اليمن. كما اننا قلقون جداً حول إمكانية وجود تعاون أكبر بين القاعدة في الجزيرة العربية وبعض المنظمات المتطرفة العنيفة في القرن الإفريقي مثل حركة الشباب، ولذلك نحن نراقب بحذر شديد وننظر إليها عن كثب. أيضاً بالطبع لا يمكننا أن نقلل من تأثير القرصنة، لقدرة القراصنة على العمل انطلاقاً من الصومال إلى خليج عدن، وإلى البحر الأحمر، كما أن لها تأثيراً على التنمية الاقتصادية اليمنية. وهكذا فإن اليمن هو المفصل الذي يؤثر ويتأثر بالوضع الأمني في منطقة القرن الإفريقي، وأيضاً في منطقة الخليج هو شيء مهم جداً, وهذا مجال آخر للتعاون بين الولايات المتحدة وأصدقائنا هنا في اليمن.