لا يمكن أن يكتفي الإنسان ويحصل على حاجته من النوم من خلال ساعات قليلة من النوم, فلا بد من الحصول على الوقت الكافي من النوم الذي سينعكس على صحة الجسم العقلية والجسدية والنفسية, بالإضافة إلى رفع مستوى الطاقة والنشاط, ودرء خطر أمراض العصر المنتشرة بكثرة كالاكتئاب والتوتر والإجهاد.
وليس هناك عدد ساعات محددة من النوم يمكن أن تلبي حاجات جميع الناس, بل يتفاوت الناس كثيراً في حاجتهم للنوم, فقد يكتفي البعض فقط بست ساعات من النوم, بينما لا يمكن أن تكون هذه الساعات كافية للآخرين الذي يحتاجون إلى سبع أو ثمان ساعات من النوم.
ويمكن أن تكون ست ساعات من النوم خلال الليل كافية لفئة معينة من الأشخاص, ولا يشعرون بالنعاس أو التعب خلال النهار, ولكنها ليست كافية لإبقاء جهاز المناعة في حالة جيدة, ومع انخفاض عدد ساعات النوم أكثر يمكن أن يحرض ذلك الالتهابات في الجسم, وهو الأمر الذي قد يسبب الإصابة بأمراض القلب.
وتأتي أهمية النوم بالنسبة للإنسان من خلال الوظائف التي يقوم بها الجسم خلال ساعات نوم الإنسان, فأثناء النوم يقوم الدماغ بتنظيم الذكريات, والعادات, والأعمال, والمهارات, التي تم تعلمها خلال اليوم, كما يقوي النوم الدوائر العصبية المسئولة عن التعلم والذاكرة مما يسمح للدماغ بتكوين ودعم روابط عصبية جديدة.
ويعطي النوم أيضاً الطاقة العقلية والجسدية لإتقان المهام المعقدة ورفع القدرة على التركيز, أما قلة النوم أو الحرمان من النوم فيؤدي إلى انخفاض القدرة على التفكير العميق, وعدم إيجاد حلول عملية لتحديات الحياة المختلفة.
هذا بالإضافة إلى أن قلة النوم المتكررة تفقد الجسم القدرة على معالجة السكر, وتعرقل عمل الأنسولين لدى المصابين بأمراض السكري, كما يعتبر السهر والحرمان من النوم عامل قوي للإصابة بالسمنة وإفراز المزيد من هرمون الإجهاد في الجسم.
وبالنسبة لآخر مرحلة من النوم والتي يفوتها الأشخاص الذين يستيقظون في وقت باكر جداً, فهي بمثابة دعم قوي لطاقة ونشاط الجسم لأنها ترفع من نسبة النشاط حوالي 20%, وتعتبر هذه النسبة مهمة للقيام بالنشاطات المختلفة خلال اليوم.
أما غفوة بعد الظهر فتعتبر من عادات النوم السيئة, لأنها تعكس مشاعر التوتر والإحباط والأداء السيئ للمهام العقلية التي تكونت أثناء تلقي المعلومات الجديدة, هذا إلى جانب النوم لفترات طويلة في أيام الإجازات والعطل, وتعتبر هذه العادة أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه الإنسان بحق ساعة جسمه البيولوجية.