ابرز ما لوحظ في مباراة المنتخبين العراقي والبحريني التي جرت يوم الجمعة الماضي في اليمن في اطار بطولة الخليج العشرين لكرة القدم هو الجمهور الصدامي في مدرجات الملعب والذي رفع العلم العراقي القديم ذي النجمات الثلاث، ورفع كذلك صور الطاغية المقبور صدام، وردد اناشيد كرة وهتافات واهازيج هي جزءا من التراث البعثي الصدامي. ياترى هل حصل كل ذلك مصادفة ؟.. فقط الناس السذج هم الذين يفترضون او يتصورون ان رفع الاعلام والصور الصدامية وترديد الاهازيج والشعارت البعثية كان مصادفة. ومعروف ان عدد كبير من قيادات وكوادر البعث الصدامي المقبور وعناصر الامن والمخابرات وفدائيي صدام ،فرت الى اليمن بعد سقوط النظام الصدامي، ولم تكتفي بالعيش الطبيعي بل انها عكفت على اعادة تنظيم صفوفها وتعبئة قواها مستفيدة من مواقف السلطة السياسية اليمنية التي ظلت متعاطفة مع نظام صدام وكل مايمت له بصلة حتى يومنا هذا. الى الحد الذي سمحت تلك السلطة ان تتحول اليمن الى قاعدة ومنطلق للارهاب ضد العراق، ربما اكثر من اي بلد اخر. لايعقل ان يقوم عشرات الاشخاص برفع العلم ذي النجمات الثلاث وصور صدام بأعداد كبيرة في ملعب لكرة القدم يخضع الدخول اليه لاجراءات امنية مشددة من قبل السلطات الرسمية وخصوصا في بلد مثل اليمن يواجه تهديدات كبيرة ويعيش في وضع امني حرج جدا. البعث الصدامي بأعلامه وصور صنمه وشعاراته واهازيجه لم يدخل الى اليمن من اوسع الابواب قبل مباراة العراق والبحرين بوقت قصير وانما دخل اليها قبل ذلك بوقت طويل، وبمباركة ودعم وتشجيع من اعلى المستويات السياسية ابتداء من سيادة الرئيس اليمني العقيد علي عبد الله صالح، الذي تعلم بعد ان قص شعره الكث ان يتحدث عن الديمقراطية وينظر لها دون ان يطبقها طبعا حاله حال زملائه الاخرين من الحكام العرب. وللعلم فأنه وفي لصدام لانه هو الذي قص له شعره وجعله يظهر بمظهر لائق يتيح له ان يترك الصحراء ويذهب الى المدينة.