توفي العالم الفيزيائي الامريكي صاموئيل كوهين مخترع القنبلة النيوترونية الذي طرح فكرتها بصفتها سلاحا نوويا من شأنه ان يهلك البشر دون ان يلحق ضررا بالاهداف المادية توفي عن عمر يناهز 89 عاما. اوردت صحيفة " Los Angeles Times" الامريكية يوم 2 ديسمبر/كانون الاول هذا الخبر نقلا عن نجل العالم بول كوهين.

وقال بول كوهين ان والده فارق الحياة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في مدينة لوس انجلوس الامريكية بعد اسبوعين من عملية جراحية اجريت بهدف ازالة ورم السرطان في معدته.

وقد وضع صاموئيل كوهين مشروع القنبلة النيترونية عام 1958 في مختبر ليفرمور القومي الامريكي، وهو احد المختبرين الامريكيين الذي كان يعمل في مجال تصميم السلاح النووي.

وخلافا للسلاح النووي التقليدي الذي يرافق استخدامه انبعاث كميات هائلة من الطاقة الاشعاعية والحرارة الفتاكة والموجة الضاربة فان القنبلة النيترونية تعد سلاحا يتصف بالمستوى المرتفع للاشعاع النافذ وقوة الانفجار الاقل بكثير عما هو عليه في القنبلة النووية التقليدية.

وتعتبر النيترونات بصفتها جسيمات اولية لا تمتلك شحنة كهربائية وهي تنفذ عبر الجدران والدروع وغيرها من الحواجز بسهولة دون ان تهدمها. ولكن تدفق الجسيمات يقتل بسرعة فائقة الناس الذين تتعرض خلاياهم لاصابات مميتة.

وقد عارض الكثير من الخبراء فكرة تصنيع واستخدام القنبلة النيترونية باعتبارها سلاحا موجها ضد كائنات حية مما يتعارض مع اصول الاخلاق البشرية. لكن كوهين كان طوال حياته يصر على الطبيعة الانسانية للسلاح الذي اخترعه.

وقال العالم الفيزيائي في حديث صحفي ادلى به في سبتمبر/ايول الماضي لصحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية:" يعد هذا السلاح الذكي من اكثر الاسلحة اخلاقية في تاريخ البشرية، اذ انه نوع وحيد من الاسلحة النووية يصلح لخوض الحرب. وبعد انتهائها يبقى العالم لا مساس له".

يذكر ان الولايات المتحدة قامت بتصنيع بضعة انواع من الشحنات القتالية يقوم مبدأ تشغيلها على فكرة القنبلة النيترونية. لكن اخرها تم سحبه من حوزة الجيش الامريكي عام