التغيير نت
تنشغل السلطة و المعارضة باليمن بأداء مسرحيتهم الهزيلة حول الانتخابات و الظهور على شاشات التلفزة و اجراء مؤتمرات صحفية و نشر بيانات هشة لا يصغي اليها اكثرية الناس, نعلم جيدا ان الانتخابات لعبة قديمة لم تعد قادرة على بعث الامل, لذا فالأغلبية تقاطع كون حق الذهاب الى الانتخابات مشروع و لكن لا يوجد حق الاختيار و فترة الانتخابات موسم للنهب و السرقة ينتظره اغلبية رموز النظام و المعارضة.
عادت الامور في اغلب المدن الجنوبية الى حالة من الفوضاء وتدهور في الخدمات رغم انه مازال هناك قوات عسكرية تحاصر العديد من المدن و المداخل, و ارتفع سقف مطالب ابناء الجنوب و اصبح الانفصال رؤية و مطلب شعبي للغالبية, من الحكمة التعامل مع هذا الواقع بحكمة و انسانية و التفكير بشكل جدي في هذا الحل اي الانفصال و بحث وسائل سلمية وسياسية تخفف من فداحة الكارثة و ترسم سياسة مستقبلية مبنية على التفاهم و المصالح المشتركة و خصوصا المصالح الاقتصادية للشمال و الجنوب.
كرامة الانسان هي اقدس المقدسات, و قتل الناس بذريعة حماية الوحدة او اي مبرر هي ابشع الجرائم , صمت المجتمع الدولي لن يطول على الكثير من السلبيات التي يتم ارتكابها و السياسات الدولية تتغيير وفق المصالح الاقتصادية و للاسف النظام الحالي لم يحقق اي انتعاش اقتصادي او اجتماعي و رغم وصول الحال الى كارثة عامة و شاملة فلا رؤية في الافق و لا امل في المستقبل في ظل هذا النظام.
من الملاحظ رغم تحقق الوحدة منذ اكثر من عشرين عام الا انه لم يحدث تفاعل اجتماعي و ثقافي كبير , فالعدني ظل عدني و الصنعاني ظل صنعاني, كون النظام لم يهتم بهذه النقاط و لم يولي اي اهمية للاندماج و التعايش ليصبح لليمن هوية واحدة و ثقافة واحدة وطنية تمثل الجميع و لا تحتقر طرف و ليس فيها طرف منتصر و اخر مهزوم.
المتامل للواقع اليمني بشكل دقيق يمكنه ادراك و استنتاج فرضية الانفصال اكثر من استمرار الوحدة, المسالة ليس هزيمة وانتصار و لا داعي لخوض حرب طاحنة تهلك العباد و البلاد , قبول النقاش حول هذا الموضوع لا يعني التراجع عن الوحدة و الكفر بها بل ربما يكون خطوة شجاعة و عملية لتاسيس ارضية متينة لوحدة دائمة تكفل مصالح جميع الاطراف.
اي علينا ان نناقش ان الانفصال ممكن حدوثه و ان الوحدة ممكن استمرارها و هذا يتطالب تاسيس مجلس او هيئة وطنية للتفاهم وفق المصالح بعيدا عن العواطف و الخطب الرنانة , فالوحدة كانت و مازالت عملية سياسية قابلة للنجاح و الفشل و شعار ان الوحدة تم تعميدها بالدم و للمحافظة عليها يجب سفك مزيد من الدم امر غير عقلاني و لا انساني.
من ناحية أخرى يجب عدم الزعم بان مشاكلنا الاقتصادية و الاجتماعية و التدهور الذي نعيشه سببه الوحدة و ان الانفصال حل مثالي, فللوحدة ايضا ايجابيلتها و لكن للاسف النظام عمم الفقر و الجوع و المرض على الشعب باكمله في الشمال والجنوب و اهل الحكم ظلموا و نهبوا ثروات الوطن و الجميع ضحية نظام اناني بائس