بعد الضجة الكبيرة التي أحدثها موقع ويكيليكس بنشره آلاف الوثائق السرية المسرَّبة مؤخرا، مؤسسة "الراصد الدولي للغة" (جي إل إم) تعتنبر كلمة "Wikileaks" (ويكيليكس) جزءا من اللغة الإنجليزية.
ظهرت كلمة بشكل متقطِّع في الإعلام العالمي في عام 2006، إلى أنها وردت الآن، أو تم الاستشهاد بها، أكثر من 300 مليون مرة.
يُشار إلى أن مؤسسة جي إل إم تعترف بكلمة ما على أنها جزء من اللغة الإنجليزية عندما تستوفي المعايير المطلوبة من وصول وانتشار جغرافي و"عمق وعرض" المدى الذي يتم فيه استخدام المفردة.
300 مليون مرة
وفي حالة ويكيليكس، فقد ظهرت الكلمة بشكل متقطِّع في الإعلام العالمي في عام 2006، إلى أنها وردت الآن، أو تم الاستشهاد بها، أكثر من 300 مليون مرة، حتى عندما يتم إدخالها في عملية بحث سريعة في محرك البحث جوجل.
وتتضمن معايير جي إل إم أيضا أن تكون الكلمة الجديدة مذكورة 25 ألف مرة على الأقل في وسائل الإعلام العالمية المنتشرة في مناطق العالم التي يتحدث سكانها اللغة الإنجليزية، ويبلغ عددهم 1.58 مليار نسمة.
تنضم ويكيليكس إلى عدد من شركات الإعلام والتكنولوجيا المتطورة التي دُرجت أسماؤها ووظائفها في مجال اللغة
بول جي جي بايباك، رئيس كبير محللي الكلمات في مؤسسة جي إل إم
وقال بول جي جي بايباك، رئيس كبير محللي الكلمات في مؤسسة جي إل إم، مقرها أوستن بالولايات المتحدة: "تنضم ويكيليكس إلى عدد من شركات الإعلام والتكنولوجيا المتطورة التي دُرجت أسماؤها ووظائفها في مجال اللغة".
وأضاف: "تشمل هذه الشركات جوجل وتويتر والوظيفة الاجتماعية المناسبة لفيسبوك. ويبدو أن كلمة "Xoogler" (وتشير إلى الموظفين الذي عملوا سابقا لدى جوجل ويقومون بنقل خبراتهم إلى شركات مبتدئة أخرى) هي أحدث كلمة تم اعتمادها في سياق رصد الاستخدام العرضي للغة".
من هاواي
ومعنى كلمة "wiki"، وأصلها من لغة هاواي، هو "سريع" أو "فوري"، وخصوصا عندما تُُستخدم الكلمة بشكل متوالي أو متعاقب: "wiki, wiki, wiki" (ويكي ويكي ويكي!).
أمََّا في لغة الكمبيوتر، فإن كلمة "wiki" فتصف البرنامج الذي يسمح لأي مستخدم بإنشاء أو تحرير محتوى مخدِّم ما على شبكة الإنترنت. وكان موقع ويكيليكس كمنظمة قد بدأ أصلا كمؤسسة تحمل اسم "ويكي" (Wiki).
يُشار إلى أنه لا يوجد معهد أو مؤسسة رسمية باللغة الإنجليزية معنية او مكلَّفة بالحفاظ على "نقاء" اللغة الإنجليزية وبإبقاء اليقظة والحذر حيال "التأثير المُفسد" للغات الأخرى.
كلمة "refudiate" (يرفض أو يمتنع) هي من بنات أفكار سارة بيلين.
هذا وتقبل اللغة الإنجليزية استقبال الكلمات والمصطلحات الوافدة إليها من كافة اللغات المنافسة الأخرى، وذلك طالما كانت المفردات والتعابير الوافدة تلبي وتستوفي المعايير والصيغ المطلوبة من انتشار جغرافي وعرض وطول منطقة استخدامها في العالم.
والجدير ذكره هنا أن الأكاديمية الفرنسية (L' Academie Francaise) هي الجهة الرسمية المعنية بالحفاظ على "نقاء" اللغة الفرنسية ومنع ما تعتبره "تأثيرا سلبيا للغات الأجنبية".
حظر لغوي فرنسي
ومن الحالات الشهيرة التي وقفت الأكاديمية الفرنسية في وجه تأثير اللغات الأجنبية على الفرنسية كان إعلانها أن كلمتي "إيميل" (email) وهمبرجر (humburger) محظورتان في المراسلات الرسمية الفرنسية.
وفي إسبانيا، تقوم "الأكاديمية الملكية الإسبانية" بنفس الوظيفة لـ "لحماية" اللغة الإسبانية، إذ قامت مؤخرا بحذف حرفين من أحرف اللغة الإسبانية، الأمر الذي تسبب بردود فعل غاضبة وسط المتحدثين بالإسبانية خارج البلاد.
أمَّا قائمة آخر الكلمات التي اٌقرَّتها مؤسسة جي إل إم مؤخرا فتشمل كلمة "refudiate" (يرفض أو يمتنع).
وكلمة "refudiate" هي مثال على حالة إساءة استعمال الألفاظ، الأمر الذي أقدمت عليه المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري الأمريكي في الانتخابات الرئاسية السابقة، سارة بيلين، عندما مزجت بين كلمتي "refuse" (يرفض) و"repudiate" (يرفض الشيء ويتبرَّأ منه) لتحصل على الكلمة الجديدة الخليط.
حقق موقع ويكيليكس مؤخرا شهرة واسعة من خلال نشره لآلاف البرقيات السرية المسرَّبة.
"عاصفة أوباما"
ومن الحالات الشهيرة أيضا على الخلط اللغوي استخدام الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخرا لكلمة "snowmageddon" لوصف العاصفة الثلجية التي ضربت بلاده، إذ أخذ كلمة "snow" (ثلج) وأضافها مكان المقطع الأول من كلمة "Armageddon" (معركة نهاية العالم) للتهويل من حجم العاصفة الثلجية الهوجاء.
وكانت كلمة "vuvuzela" (فوفوزيلا)، آلة النفخ البلاستيكية الملوَّنة التي اشتهرت خلال بطولة كأس العالم الأخيرة لكرة القدم في جنوب أفريقا من الكلمات التي سجَّلت انتشارا عالميا واسعا باللغة الإنجليزية وأقرَّتها مؤسسة جي إل إم ككلمة إنجليزية جديدة.
والطريف أن الانتصار اللغوي لكلمة "ويكيليكس" ودخولها اللغة الإنجليزية جاء بعد أيام فقط من الانتصار القضائي الذي حققه جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، في مهد اللغة الإنجليزية وعاصمة الإنجليز لندن.
فقد حصل أسانج قبل أيام على قرار من محكمة ويستمنستر قضى بالإفراج عنه بكفالة بعد رفض طلب السويد تسليمه لمحاكمته في ستوكهولم بتهم الاغتصاب والاعتداء الجنسي، وهي التهم التي ينفيها أسانج جملة وتفصيلا.
منقول