أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يوم الأربعاء أن تركيز الغازات الرئيسية المسببة لظاهرة الانحباس الحراري بلغ أعلى مستوى منذ ما قبل الثورة الصناعية.
وقالت المنظمة في أحدث نشراتها عن غازات الانحباس الحراري إن مستوى تركيز الغازات استمر في التزايد عام 2009 رغم التباطؤ الاقتصادي.
ويؤدي الارتفاع بنسبة غازات الانحباس الحراري لزيادة الإشعاع بالغلاف الجوي مما يسبب ارتفاع درجة الحرارة على سطح الأرض وتغير المناخ.
وقال جيرماه لنغواسا نائب الأمين العام للمنظمة "وصلت الغازات الرئيسية العالقة ومنها ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز لأعلى مستوياتها المسجلة منذ بداية الثورة الصناعية رغم التباطؤ الاقتصادي الآونة الأخيرة".
وسوف يتم بحث النتائج باجتماع للأمم المتحدة يُعقد في كانكون بالمكسيك خلال الفترة من 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري إلى 10 ديسمبر/ كانون الأول المقبل حول تغير المناخ.
القوة الإشعاعية
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن القوة الإشعاعية لجميع الغازات العالقة، وهي النسبة بين الإشعاع الداخل للغلاف الجوي والخارج منه، ارتفعت بنسبة 1.0% عام 2009 وزادت بنسبة 27.5% بين عامي 1990 و2009
وكانت معدلات الزيادة بثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز أقل عام 2008، ولكن كان لها تأثير هامشي على التركيزات طويلة الأمد.
وثاني أكسيد الكربون يُعد أهم غاز مسبب للانحباس الحراري يسببه النشاط البشري، إذ يسهم بنسبة 63.5% من القوة الإشعاعية الإجمالية.
وقالت المنظمة إن تركيزه ارتفع بنسبة 38% منذ 1750 بسبب الانبعاثات الناجمة عن إحراق الوقود الأحفوري بشكل أساسي، وتغيير طبيعة استخدام الأراضي.
وأوضحت أن الانبعاثات الطبيعية للميثان التي ترجع على سبيل المثال لذوبان جليد القطب الشمالي أو هطول الأمطار على الأراضي الرطبة، وهما بسبب الانحباس الحراري، أصبحت أكثر أهمية.
وقد يؤدي ذلك إلى حلقة مغلقة يؤدي فيها الانحباس الحراري إلى انبعاث كميات كبيرة من الميثان في الغلاف الجوي، الأمر الذي يسهم بدوره في زيادة
الانحباس الحراري بعد ذلك.