للثورات رموز ومعالم وإعلام تخلد في ذاكرة الشعوب من خلال ما تتركه تلك المعالم والإعلام من مآثر خالدة في حياة شعوبها خلال مرحلة التحرر
ولنا عبره بجبال ردفان والضالع ومكانتها التاريخية في قلوبنا وكذاء كل مناضلين ثورة 14 أكتوبر الذين قدموا أرواحهم لتحرير شعبنا من الاستعمار البريطاني الامبريالي وفي مقدمتهم الشهيد/ غالب راجح لبوزه كأول شهيد من قياداتها الميدانية وما أبدته تلك المنطقة ومناطق أخرى في الجنوب من صمود ومقاومه ألحقت بالمحتل ضربات قاسيه وهزائم متلاحقة رغم تفوقه العسكري في العدة والعتاد الأمر الذي دفعه صاغرا" إلى الجلاء من ارضناء الحبيبة ويرجع ذالك إلى مجموعه من العوامل المتعلقة بالظروف الموضوعية والذاتية لقيام الثورة منها0
1- وجود حامل حقيقي لقيادة الثورة تمثل في الجبهة القومية التي استطاعت فرض نفسها على الواقع واستيعاب مختلف القوى الثورية تحت أجنحتها مع ما شاب تلك المرحلة من قصور في تهميش دور بعض الحركات كجبهة التحرير وغيرها بسبب العامل الخارجي0
2- الإعداد الجماهيري والتنظيمي المسبق للتهيئة لانطلاق الثورة ودقة اختيار الزمان والمكان المناسبان لنجاح الثوره0
3- الوضع الجغرافي المتمثل بالطبيعة وتضاريس المنطقة في جبال ردفان والضالع كأحد العوامل التي خدمة الثوار أكثر من البريطانيين في التنقل السريع وتنفيذ الهجمات والكمائن بالاضافه إلى اصطفاف المواطنين في تلك المناطق مع الثورة وهو عامل رئيسي لنجاح حرب العصابات 0
4- مواجهة القوات البريطانية صعوبة القتال في المناطق الجبلية والتنقل بأسلحتها وعتادها بين منطقه وأخرى وتلقيها ضربات موجعه من الثوار الأمر الذي جعلها تعتمد على الطيران في تنفيذ بعض عملياتها القتاليه في ضل عدم جدوى أو فاعلية ذالك نظرا" لغياب الأهداف ألاستراتيجيه ألصالحه لها كالمعسكرات والنقاط الثابتة والمنشئات والجسور والمستودعات وغيرها0
5- انحصار هدف البريطانيين باحتلال المدن وتجنب التواجد في المناطق النائية والجبال والقرى0
6- تأمين الثوار الصحيح لطرق إمداداتهم بشكل سري ومنظم عزز من صمودهم واستمرار عملياتهم وتحقيق النجاحات الميدانية المتتاليه0
7- تمكن الثوار من أنشاء مناطق محرره في منطقة الضالع ورفان شكل منعطفا" هاما" في اتساع رقعة الثورة و قاعدة رئيسيه لقيادتها وتخطيط وتنظيم عملها لتحرير باقي الاراضي0
وانطلاقا" من ذالك فأننا يجب إن نستلهم طريق تحررنا من تاريخ الإباء والأجداد فالعملية مترابطة في الوضع القائم والهدف مع تعدد وسائل التغيير المتاحة لنا إلا إن خيار المقاومة يظل كخيار مفتوح
يفرض نفسه على أبناء الجنوب نظرا" لما تقوم به السلطة من تصعيد مستمر وما ترتكبه من جرائم حرب وجرائم أباده جماعية ضد شعبنا وعدم احترامها لأي اتفاقيات أو عهود دوليه يحتم علينا إن نستعد للانتقال إلى شكل جديد من إشكال المقاومة احتكاما" لقوله تعالى ( وأعدو لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )
رغم إننا دعاة سلام ولكن كما قال في محكم كتابه(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) البقرة)
لذالك نراء إن منطقة يافع مهيئه تماما" لان تكون مهدا" لهذه الثورة فهي ردفان اليوم إذا ماتفاقمت الأمور مع سلطات الاحتلال اليمني وأعاقت نضال الحركة الشعبية السلمي لتحرير الجنوب للأسباب التاليه0
1- الوضع الجغرافي لمنطقة يافع المناسب والذي يشكل وضعا" استراتيجيا"ملائما"لان تكون قلعة لانطلاق الثورة إذا ماتطلب الأمر فهي تربط بين اغلب مناطق الأراضي المحتلة(الضالع – ردفان- أبين- لحج –شبوه) وتعطينا أمكانيه للنفوذ إلى مناطق أخرى وتمثل أيضا" حصنا" يصعب الوصول إليه بسهوله0
2- وجود في المنطقة أساس لتكوين جيش لتحرير دولة الجنوب من خلال تواجد الفصائل المسلحة لكتائب سر وحمير بقيادة القائد/ طاهر طماح كنواه لتشكيل وحدات التحرير0
3- الدور لعظيم والمتنامي لقيادات الحراك في منطقة يافع المتمثل في تبنيها الكثير من الفعاليات والانشطه المختلفة للحراك السلمي والسعي الدائم لتفعيل عمله وتطوير ه بالاضافه إلى مايقدمه مشايخ واعيان تلك المنطقة من دعم مادي ومعنوي لاستمرار نشاط الحراك جعل المنطقة قبله لأبناء الجنوب عامتا"0
تلك الظروف وظروف أخرى هي مايجعلنا نرشح هذه المنطقة إلى ان تحمل لقب قلعة الثورة التي ستطلق كومنتها منها إذا مادعاء الأمر وفي نفس الوقت فأن ذالك لايقلل من دور وأهمية المناطق الأخرى في وطننا الحبيب بل كل" سيعمل وفقا" لظروفه وخصائصه بشكل متكامل وبما يوحد جهود الحركة الشعبية لنيل الاستقلال


بقلم ابن الجنوب
محمد ألحميدي