العميد علي السعدي - القيادي في الحراك الجنوبي لـ"النداء":
الثلاثاء , 28 ديسمبر 2010 م
الحراك بدأ سلمياً وسيستمر سلمياً.. ولا صلة للحراك السلمي الجنوبي بأي عمل مسلح
يرى العميد علي محمد السعدي القيادي في المجلس الأعلى للحراك السلمي، أن ما يعتمل في أوساط الحراك مجرد تباينات في الوسائل، ولا يعتبرها اختلافات مادام الجميع متفقين على هدف واحد.
وفي هذا الحوار الذي دار معه في منزله بالمنصورة -عدن، أمس الأول السبت، يتحدث العميد السعدي عن عدد من المواضيع المتعلقة بالحراك الجنوبي، بصفته أحد أبرز قيادات الحراك منذ لحظاته الأولى عندما قادته جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين مطلع العام 2007.
> حوار: فؤاد مسعد
استحداث سكرتارية للحراك في "يافع" سبب لبساً أدى إلى انقسام
> كيف تقرأ واقع الخلافات التي تعيشها مكونات الحراك الجنوبي؟
- مكونات الحراك تم دمجها في 9 مايو 2009، في إطار مكون واحد هو مجلس قيادة الثورة..
> لكن هناك مكونات رفضت ذلك الإعلان..
- المكونات لم ترفض هذا الإعلان..
> المجلس الوطني عده بمثابة الدمج القسري الذي حدث عام 1966.
- لا يوجد شيء اسمه دمج قسري، الدمج القسري هو الذي يتم دون تنسيق، ولم يكن هناك دمج قسري، تم التنسيق بين المكونات، واتفق الكل على توحيد هذه المكونات في مكون واحد.
> وماذا عن المجلس الوطني والهيئة الوطنية، فهما لم يدخلا ضمن المكون الجديد؟
- المجلس الوطني بزعامة المناضل حسن باعوم دخل مع المكون، ولم يبق إلا مجموعة قليلة، نعتبر هذا من حقهم..
> إلام تعزو أسباب الخلافات الناشبة بين قيادات الحراك؟
- هذه ليست خلافات، الخلافات عادة تكون حول الأهداف. لا يوجد بيننا خلاف، لأننا متفقون على هدف واحد يؤمن به الجميع، وإنْ تباينت وجهات النظر في الوسائل فقط.
> ماذا بخصوص اللقاء الذي انعقد قبل أشهر في يافع وصدر عنه ما عرف بـ"بيان يافع"؟
- بيان يافع يحتاج لشرح طويل..
> فكرة موجزة عنه..
- كانت هناك فكرة مطروحة، نوقشت هذه الفكرة مع الأخ المناضل حسن باعوم، وهي بشأن توسيع قيادة المجلس (مجلس الحراك السلمي)، وتم تداولها فترة من الزمن وتم الاتفاق مع باعوم، وجاء نزوله الأخير للضالع لهذا الغرض (اعتقل حينها على مدخل الضالع)، ورأى بعض الإخوة في المجلس مواصلة ما جاء باعوم من أجله من توسيع قوام المجلس وإقرار مشروع الوثائق، وصادف ذلك الاحتفال السنوي الذي يقام في يافع أيام عيد الأضحى من كل عام. حضر الاحتفال عدد لا بأس به من قيادات الحراك وناشطيه، وتداولوا الحديث في ما بينهم لعقد اجتماع لاستكمال توسعة المجلس وإقرار الوثائق..
> لكنك لم تحضر الاجتماع..
- أنا لم أحضر.
> لماذا؟
- هم تداعوا واتصلوا بي... طلبوا مني الحضور إلى يافع، لكني شعرت بوجود تباينات..
> حول ماذا؟
- صلاح الشنفرة نائب رئيس المجلس، ومجموعة من القيادات كانوا يرون أن الوقت غير مناسب للتوسعة طالما والأخ باعوم رئيس المجلس معتقل، إضافة لوجود معتقلين آخرين، فضلوا تأخير التوسعة إلى أن يتم الإفراج عن باعوم وبقية المعتقلين، والغالبية كانوا يرون خلاف ذلك، لهذا لم أحضر الاجتماع. كنت أود أن نعمل للتقريب بين وجهات النظر وحل التباينات بمنطق العقل والهدوء لأنها لا يجب أن تحصل.
> لكن الاجتماع تم وصدر بيان يافع..
- عقد اللقاء في يافع بمن حضر من قيادات الحراك، وخرج بالبيان الأول (بيان يافع) وتلاه بيان الضالع ثم ما عرف ببيان الذنبة، وصدور بيان يافع بهذا الاسم لا يعني أي مدلول مناطقي، لأن الحاضرين والمشاركين من كل مناطق الجنوب، وليس من يافع فقط، وإنما يافع المكان الذي عقد فيه الاجتماع.
> ما هي أهم مخرجات لقاء يافع؟
- أنجز 3 نقاط رئيسية: إقرار الوثائق، توسيع المجلس، واختيار سكرتارية مكونة من 9 أشخاص تدير عمل المجلس حتى يتم انعقاد مؤتمر الحراك.
> على أن هذا قوبل باعتراض بعض أوساط الحراك.
- دعني أكمل. جاء بعدها مجموعة من قيادات الحراك في المحافظات إلى يافع، وكما أعتقد أنهم اتفقوا مع الإخوة في يافع على اللقاء بالأخ صلاح الشنفرة لنقل بعض المخارج والحلول للتباين الحاصل، ولكنهم لم يتوصلوا معه لحلول.
> كيف تقيم ما حدث؟
- لم يكن هناك داع لاستحداث السكرتارية لأن اللبس فيها أحدث انقساماً، فقد اعتبرها البعض بديلا لقيادة المجلس تحل محلها وتلغي إعلان 9 مايو، بينما نظر إليها آخرون كهيئة مساعدة لقيادة المجلس في تسيير العمل، ولن تحل محل قيادة المجلس الأعلى للحراك، وكنت أفضل أن تأتي السكرتارية من ضمن أعمال التوسعة في المجلس، ولا تعلن بهذا الشكل.
> في ما عدا التوقيت وموضوع السكرتارية، لمسنا وجود تحفظ من قبل البعض على لقاء يافع والبيان الصادر عنه؟
- لم أرَ أي تحفظ أو خلاف حول الوثائق أو التوسعة.
> يرى البعض أن موقعك الحالي في الحراك أقل من رصيدك ومكانتك كقيادي، كنت مع ناصر النوبة على رأس مجلس التنسيق الأعلى لجمعيات المتقاعدين العسكريين، الذي قاد الحراك في مراحله الأولى.
- أنا راضٍ عن موقعي لأني لا أهتم بالمواقع ولا أعتبرها ضرورية، المهم عندي أننا نناضل جميعا من أجل قضية، ولا يهم أين تكون مواقعنا.
> هل تتواصل مع ناصر النوبة؟
- نعم أتواصل مع النوبة.
> لماذا لم تقنعوه بالانضمام لمجلس الحراك؟
- في 9 مايو عندما تم الدمج، دعونا النوبة وطرحنا عليه فكرة الدمج، وكانت له وجهة نظر يرى فيها أن تكون هيئته مستقلة، وهذا من حقه مادام الهدف واحداً.
> نجح خليجي 20، واعتبرت السلطة النجاح انتصارا على الأصوات التي كانت ضد إقامته في عدن.
- هو انتصار عسكري، وليس انتصارا رياضيا أو نصرا سياسيا كما يفهمه السياسيون، بالعكس أنا أعتبره نصرا حقيقيا للحراك الجنوبي.
> كيف انتصر الحراك؟
- القوات العسكرية التي انتشرت في عدن أثناء خليجي 20، كانت إعلان حرب ودخول معركة، أما أنصار الحراك فقد راعوا مشاعر الضيوف واحترموهم.
> ألم يوفر بعض المعترضين على البطولة فرصة توظيفها من قبل السلطة؟
- الحراك في بيان أصدره المجلس الأعلى رحب بخليجي 20.
> لكن هناك بياناً توعد بتصعيد الفعاليات ومنها قطع الطرق أثناء خليجي 20.
- لم يصدر عن الحراك مثل هذا الطرح.
> هناك قيادي في الحراك وعد بالتصدي للبطولة، وقال إن عدن لن تكون آمنة.
- لم أسمع بمثل هذه التصريحات، وكل ما يعنينا أننا أصدرنا بيانا يرحب بضيوف خليجي 20، بينما المظاهر العسكرية غير المبررة أرعبت القادمين من دول الخليج، ولا يهمنا ما تقوم به السلطة من توظيف.
> كيف تقيم العلاقة بين الحراك وأحزاب اللقاء المشترك؟
- العلاقة جيدة. للحراك أهدافه وبرامجه ورؤاه. وللمشترك أهدافه وبرامجه ورؤاه.
> لكن بعض قيادات الحراك تهاجم المشترك وخصوصا الاشتراكي.
- أنا لست مع أي هجوم يستهدف المشترك، لأن مهاجمة المشترك لا يجني منها الحراك أية فائدة. ماذا نستفيد من هذا الهجوم؟ لا يوجد أي مبرر للعداء مع المشترك، ولا يوجد أي داع لافتعال مشكلة مع المشترك لأنه ليس خصمنا السياسي.
> لكنه يُتهم من أوساط في الحراك بالاتفاق مع السلطة لوأد القضية الجنوبية.
- اللقاء المشترك له رؤاه السياسية، وبالتالي فهو يتعامل مع النظام وفق هذه الرؤى.
> وماذا عن الخطاب الذي يستعدي المواطنين في المحافظات الشمالية؟
- ليس لدينا مشكلة مع المواطنين في الشمال، هم مغلوبون على أمرهم، والخصومة معهم ليست مقبولة ولا يقرها عقل ولا منطق، أما النظام فنحن نعتبره غير شرعي.
> الوثيقة التي تناقلتها وسائل الإعلام عن حيدر أبو بكر العطاس، تطالب بتجميد عمل فروع الأحزاب في الجنوب، ما رأيك أنت؟
- بالنسبة لقيادات المشترك الموجودة في الحراك أرى أن يتخلوا عن الازدواجية في العمل لأن الحراك له هدف والمشترك له هدف آخر، ولا يعقل أن يأتي هذا القيادي ليخطب بخطاب الحراك، ثم يأتي في اليوم التالي ليخطب بخطاب المشترك. من هذه الناحية كلام العطاس صحيح، وأنا أرى أن التجميد لا يعني العداء مع الأحزاب ولا إلغاء التعددية السياسية.
> كيف تقيم دور القيادات الجنوبية المتواجدة في الخارج؟
- أعتبر أن الكل يناضل من أجل القضية الجنوبية، والكل يعمل بقدر ظروفه التي يعيشها وظروف البلد الذي يتواجد فيه، ولكن الجميع مع الحراك ومع هدفه الاستراتيجي.
> هناك من يتهمهم بإذكاء خلافات الداخل..
- لا أتفق مع التسرع في إصدار الأحكام، والتباينات موجودة، أما الخلاف فهو غير موجود.
> بعض أطراف معارضة الخارج يطرحون حلولا كالفيدرالية..
- أنا لم أقرأ أو أسمع أي قيادي يطرح موضوع الفيدرالية لأن الكل مع خيار فك الارتباط.
> الشيخ الفضلي أشار في حوار نشرته قبل أيام جريدة "الشرق الأوسط"، إلى اتجاه يمثله علي ناصر محمد وحيدر العطاس، يطرح بقبول مقترح الفيدرالية، كحل وسط، لأن النظام القائم الآن متشدد بشأن الوحدة، بينما الاتجاه الآخر بقيادة البيض والحراك في الداخل، يطرح فك الارتباط. ما تفسيرك لهذا التباين؟
- لا أعرف على أي مصدر استند الشيخ المناضل طارق الفضلي بهذا الطرح، وربما تكون له مصادره الخاصة، لكننا اطلعنا على وثيقة العطاس، وباعتقادي أنها مشروع موحد للعطاس وعلي ناصر، طرحت الوثيقة موضوع فك الارتباط وليس الفيدرالية، وأن تكون الدولة القادمة للجنوب فيدرالية للمحافظات الست، وأعتقد أنه حصل لبس بهذا الموضوع، (فقد) فهم البعض أن المقصود بفيدرالية الدولة الجديدة أن تكون الفيدرالية حلا مطروحا، وأنا أعتقد أن من مصلحتنا جميعا أن نتأنى في إصدار الأحكام المتسرعة، لأننا بحاجة لكل جنوبي.
> وإذا وجد من يطرح الفيدرالية..
- من حقه أن يطرح رأيه.
> حتى لو كان رأيه مع الوحدة..؟
- عادي من حقه، لكن يكون رأيه وموقفه واضحاً حتى إذا كان موقفه مع الوحدة. أنا دائما أقول إنه لا يجب أن نهاجم إخواننا الموجودين في السلطة، ولا نستعديهم ولا نتهمهم، لأن هذه هي وجهة نظرهم.
> بماذا تنصح معارضة الخارج؟
- أتمنى من الإخوة قيادات المعارضة في الخارج أن يبتعدوا عن التباينات الشخصية، وأن يتجردوا من الفكرة الشمولية السابقة، وتتسع صدورهم لبعض. نحن اليوم نعيش وضعا صعبا ومعقدا، ونريد أن نكون جميعا تحت مظلة واحدة، وصوتنا واحد مع هدف نضال شعبنا المقهور، من خلال طي صفحات الماضي التي طويت في ملتقيات التصالح والتسامح، ومن خلال القَسَم الجنوبي الذي يحرم تخوين الجنوبي للجنوبي.
> عبده النقيب القيادي في تاج، يقول إن الخلافات الأساسية تدور حول الزعامة، لأن الكل يريد أن يكون زعيماً لأن الزعامة تمثل مصدر دخل من تحويلات المغتربين والتبرعات، ما رأيك؟
- أنا لا أتفق مع ما يطرحه عبده النقيب لأنه متطرف في إطلاق التهم الجزافية على الآخرين.
> إذا اتفقت معارضة الخارج مع اللقاء المشترك على تبني موقف موحد تجاه السلطة، أين سيكون موقعكم كقيادات للحراك في الداخل؟
- إذا اتفقوا فإن لكل حادث حديثاً. وفي اعتقادي أننا في الداخل حددنا مسيرة نضالنا، وهذه المسيرة ستتواصل سواء اتفقوا أو لم يتفقوا.
> تراهنون كثيرا على موقف دولي يدعم مطالبكم، بينما أبرز الفاعلين في الساحة الإقليمية والدولية يعلنون بين فترة وأخرى دعمهم يمناً موحداً ومستقراً، ألا يعني ذلك أن المجتمع الدولي حدد موقفا داعما للسلطة؟
- نحن موجودون على أرض الواقع، ولدينا قضية عادلة، نؤمن بعدالة قضيتنا، كما أن الحراك حين خرج لم يخرج معارضة، لكنه نتاج حرب صيف 94 على الجنوب والانقلاب على الوحدة، والحرب أسقطت الوحدة أساسا، وهذا ما تعترف به حتى أحزاب اللقاء المشترك، ومن هنا نستمد عدالة قضيتنا، من كون الوحدة انتهت بالحرب، والموجود الآن نظام غير شرعي، وسيظل الحراك قويا وفي تصاعد مستمر وتوسع وانتشار..
> ألا تلاحظ أن الحراك يبدو الآن أضعف من أي وقت مضى؟
- ليس ضعفا ولكنها ترتيبات.
> وماذا عن علاقة الحراك بالعمل المسلح في بعض المناطق الجنوبية؟
- حراكنا سلمي، بدأ سلميا وسيظل سلميا حتى النصر.. ولا علاقة للحراك بأي عمل مسلح.
> لكن هناك قيادات في الحراك تتبنى أعمال قطع طريق واختطاف..
- أي عمل مسلح من هذه الأعمال لا يمت للحراك بصلة.