عدن- بقلم فاروق حمزة أين الشرعية الدولية وأين العرب والمسلمين وأين الضمير العالمي مما حدث ويحدث في دولة عدن من تدمير وإبادة لشعبها؟!* *كلهم لازالوا يفتكرون بأن عدن هي الغنيمة وكلهم يتكالبون عليها حتى اللحظة ليتقاسمونها ويمزقونها إرباً إربا رغم أنف أبنائها* *عدن هي الدولة الوحيدة في عالمنا المعاصر التي شهدت وتشهد حتى اللحظة أبشع الجرائم المنظمة في الإستباحة والإبادة لأبنائها* *أكبر الجرائم بحق الإنسانية والضمير والأخلاق وذروة القمع والظلم والقهر والإستبداد والإستيطان والإرهاب والتجويع والإذلال والتشريد والقتل هو ماعانته وتعانيه عدن وأبنائها حتى اللحظة* *بريطانيا وصفت الجبهة القومية في 1963م بالمنظمة الإرهابية وسلمتها السلطة في 1967م، والحزب الإشتراكي هو من عطل دولة عدن والجنوب العربي ثم سلمها بكل مقوماتها ومؤسساتها وهياكلها وعساكرها وبشرها لنظام الجمهورية العربية اليمنية* في الواقع يبدو إن معالم السلب والنهب والتشريد المنظم لأبناء عدن وتدمير عدن وإفراغها من كل مقومات الحياة المادية والروحية لم يكن، بل لم يأت من فراع، وإنما كانت مؤامرة لضرب التقدم والمدنية والرقي والحضارة، بداؤها بشماعة الثورة والوطنية في البداية، وأستكملوها بشماعة الوحدة، وكأن المسألة طبيعية ثورية ووحدوية ترسخ مفاهيم وطنية وقومية، فإذا كانت كذلك فلماذا الأولين سرقوا ونهبوا كل شئ في عدن وأستوطنوها وحافظوا على حقهم في مناطقهم؟ ونفس الشئ بالنسبة للمحتلين الآخرين، فكلهم أدوا نفس المهمة، وكلهم أتقنوا فنون اللعبة، وإلا قولوا لنا من منهم أستطاع أن يسرق وينهب في منطقته؟ أو من منطقة أخرى غير عدن؟ أو أن يسمح لأحد من أبناء عدن أن يأخذ ولو حجرة واحدة من مناطقهم؟ هذا إن لم نقل وتنصيب أنفسهم في وظائف بلادنا الكبرى وأقصد بذلك داخل عدن، ولهذا نجدهم يأتون بمن هم ليسوا بمن أبناء عدن في كل المواقع والوظائف ليشرعوا لأنفسهم كل ماقاموا بنهبه وسلبه من عدن، وليكونوا هؤلاء ممن نصبوهم عوضاً عن أبناء عدن في عدن مشرعين لهم كل هذه الجرائم التي أرتكبوها بحق عدن وأبنائها، وهي جرائم ضد الإنسانية وفي التطهير العرقي والإرهاب. * *ولهذا نجد هؤلاء وأقصد بذلك كلهم الأوليين الثوار والوطنيين، والثانيين الوحدويين لا يختلفون إطلاقاً، والقاسم المشترك بينهم هو نهب عدن وسلب عدن ولا شئ غير ذلك إطلاقاً، وبهذا نحن نعتبرهم كلهم وخاصة ممن نهبوا الأرض والعرض، وعطلوا عدن وأبادوا أبنائها، عبارة عن لصوص وحرمية أرتدوا زي المقاتلين، ليوهموا الآخرين بأنهم أصحاب قيم ومبادئ، وأستخدموا شماعات وطنية كبيرة مفتكرين بأنهم يستطيعون تزوير التاريخ وإخفاء الحقائق ومغالطة شعبنا وشعوب العالم.* * * *وبما أن هذا هو الواقع، وهذه هي الحقيقة، فعلينا نحن أبناء الجنوب أن نتعض من كل مآسي الماضي وسلبياته، وعدم التجني في حشر أنف الواحد في شؤون الآخرين، أم محاولة تكرار الماضي في فرض بمن هم ليسوا بأبناء منطقة على أخرى، كون الشواهدة كثيرة والتجربة كبيرة، علماً بأن أبناء عدن لم ولن يسمحوا بعد بتكرار خذلالهم وإذلالهم، بل بكل تأكيد سننصح بضبط النفس وعدم التسرع في المسائلات بما قد تم سابقاً، وستتم المعالجات بكل تروٍ وتأني ومسئولية.* *في الأخير ورغم أني أكتب الموضوع بصعوبة بالغة وأطبعه والأم يؤرقني كثيراً متجاوزاً صعوبة الجبس إلا إن ذلك لايعني عدم قدرتي في التواصل المستمر مع الكثير والكثير من شرفاء وطننا الجنوبي العربي الكبير، وتقريباً من كل محافظات ومديريات بلادنا، والذين يؤكدون على الدوام وقوفهم إلى جانبنا نحن أبناء عدن في قضيتنا العادلة، ومشروعنا وقضيتنا الإستراتيجية، وحتى لا نطيل الحديث ولا نلعب في الوقت الضائع، فيا سادة ... إننا نعلنها للهلا والملا ونقولها لكائن من كان، نحن عندنا قضية وعندنا إستراتيجية وحتى لا نضيع الوقت فإستراتجيتنا هي دولة عدن والجنوب العربي، فمن هو بنفس إستراتجيتنا وعنده القابلية لذلك فأهلاً وسهلاً به، وسنعتبره جزءاً منا، أما من هو على خلاف ذلك فنحن نتمنى له التوفيق وغير مستعدين أن نضيع وقتنا ووقته ونقول له على بركة الله.* *
د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه*** *رئيس اللجنة التحضيرية لتجمع أبناء عدن* *رئيس مجلس الحراك السلمي عدن